قال مقاتلون في المعارضة السورية إن ” الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإجلاء المدنيين ومسلحي المعارضة من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية شرقي حلب عاد “إلى مساره”.
وكان من المفترض أن تتم عملية الإجلاء صباح الأربعاء، إلا أنها تأجلت بعد انهيار الاتفاق.
وأفادت مصادر بالمعارضة مساء الأربعاء بأن ” عملية الإجلاء ستبدأ في ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس”.
ولم يرد أي تأكيد حتى الآن من الحكومة السورية أو حليفتها روسيا بشأن هذه الأنباء.
وأكدت وحدة إعلامية تديرها جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية الموالية للحكومة السورية أن ” المفاوضات تشهد تعقيدات كبيرة ولم يتم التوصل إلى اتفاق”.
وقالت كبيرة مراسلي بي بي سي الدوليين ليس دوسيت من العاصمة اللبنانية، بيروت إن “الإتفاق الجديد سيشمل عملية إجلاء موازية من بلدتين تحاصرهما قوات المعارضة في شمال غربي سوريا”.
وكان من المقرر أن يبدأ الإجلاء في 05:00 صباح الأربعاء، بحسب التوقيت المحلي، لكنه لم ينفذ. وأفادت تقارير فيما بعد بحدوث قصف جديد.
وكان المدنيون ومسلحو المعارضة يستعدون للخروج من حلب الشرقية بموجب اتفاق كان يعني نهاية لأكثر من 4 سنوات من القتال الشرس.
فقد وصلت إلى أطراف حلب الشرقية حافلات حكومية لنقل المدنيين والمسلحين، ولكن تلفزيون “أورينت” المؤيد للمعارضة السورية نقل خبراً مفاده أن عملية الإجلاء ربما تتأجل ليوم الخميس.
وقال مدير المرصد السوري المعارض، رامي عبد الرحمن: إن “الاشتباكات عنيفة والقصف شديد جدا، ويبدو أن كل شيء (من وقف لإطلاق النار) قد انتهى”.
وأضاف المرصد، ومقره بريطانيا، أن الطائرات استأنفت القصف على مناطق المعارضة.
جرائم حرب محتملة
من ناحية أخرى، علمت بي بي سي إن القوى الغربية تستخدم الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار لجمع أدلة على جرائم حرب محتملة في حلب وأماكن أخرى في سوريا.
وأفادت وكالة فرانس برس للأنباء بأن حشودا من المدنيين كانوا يحملون أمتعتهم متجمعين في الشوارع انتظارا لإجلائهم.
وهناك تقارير بارتكاب أعمال وحشية. وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إنها تسلمت أدلة موثوقا بها تفيد بحالات إعدام بلا إجراءات تحقيق، مضيفة أن 82 مدنيا قتلوا على أيدي قوات موالية للحكومة، وأن كثيرين آخرين توفوا.
لكن الحكومة السورية وروسيا تنفيان تلك الادعاءات وتقولان إنها غير حقيقية.”
في غضون ذلك، خرجت تظاهرات تضامنية دعما لحلب في مختلف مدن العالم بما في ذلك هامبورغ ولندن والرباط ووسراييفو واسطنبول.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، أطفأت أنوار برج ايفل وأعربت عمدة المدينة عن أملها في أن تلفت تلك اللفتة الرمزية الأنظار نحو أهمية “التحرك السريع” لانقاذ سكان المدينة السورية المحاصرة.