بقلم منى أبو جبل
لقد أخذتني أفكار هذا الكتاب القيّم إلى تسليط الضّوء على مناهجنا نحن ” تعليمنا ومدارسنا “.
سوف أسلّط الضّوء على بعض الأمور التي لمستها من خلال قراءتي لهذا الكتاب والذي لمسته أيضًا على أرض الواقع ، فهو يخبئ في طيّاته صرخات إغاثة من طلبة يعانون ويغرقون وسط مناهج تعليميّة محبطة لا تمتّ إلى شغفهم بصلة ولا تمتّ إلى تفكيرهم بشيء .
الخوف من المستقبل المجهول : يتخرّج من مدارسنا العديد من الطّلبة القادرين على حل أصعب مسائل الفيزياء أو الكيمياء أو الحاسوب أو مسائل الرّياضيّات المعقدّة جدًا ويبرزون
وينافسون في العلوم والأبحاث والتّجارب وفي شتّى المجالات بارعون جدًا قمّة في الإبداع والتّميّز ، ومع ذلك نراهم غير قادرين على حلّ مشاكلهم الشّخصيّة ، ومعرفة أسباب عدم راحتهم النّفسيّة. نراهم لا يستطيعون إكمال مشروع أو واجب إلّا إذا أخذت بأيديهم من بداية المشوار إلى نهايته .نجدهم ضائعين إذا لم تعطهم تعليمات حرفيّة من الألف إلى الياء ،وإن لم نفعل يلومونك خاصّة إذا أخفقوا في الواجب . الاتّكاليّة هنا نابعة من تربيتنا وتعليمنا لهم منذ الصّغر ، عوّدنا طلاّبنا لكي ينجحوا أن يتّبعوا تعليماتنا كما نلقيها عليهم ، وعليهم التّحضير بالطّريقة التي نطلبها منهم .. ما سياتي بالامتحان وما لن يأتي علّمناهم ألّا يفكروا بأنفسهم لأنفسهم بل ينتظروا أن نفكّر عنهم . ونسأل عن السّبب في عدم رغبة طلّابنا بالمدارس وسبب تدنّي درجاتهم وتغييبهم المتكرّر ، وعمّا إذا كانت مناهجنا تهيئ لهم المستقبل الذي يقودهم إلى حياة مستقرة هادفة وإلى ما يريدون ويطمحون .
وهل باستطاعة هذا الطّالب أن يحقّق إنجازًا و إبداعًا ، أو نراه يتفوه ويقول لقد مللت لم أعد قادرًا على مواصلة تعليمي ،أنا فاشل، لن أحقّق النّجاح وهنا يظهر كأنّه شاذٍ عن المجتمع ، تتشوّه صورة هذا الطّالب أمام الجميع فهو متكاسل منبوذ لا وجود له وعليه أن يخجل من نفسه . نتجاهل طبيعتنا البشريّة : أنّنا أرواح تملّ وعقول تضجر وأجساد تتعب ، ولكي نعيش حياة سعيدة وناجحة علينا الاعتناء بأرواحنا وعقولنا وأجسادنا . .
نفخر عندما يسألنا أحدهم عن هواياتنا، فنُجيب ليس لدينا الوقت لنعرف ونتعرّف ونكتشف هواياتنا. لأنّنا لا نخصّص وقتا للرّاحة إطلاقًا ، بل منهمكين في عملنا لأنّ المتفاني في عمله هو الأصح والأنجح والمشهور اجتماعيّا . وهكذا يتلقّوْن بطريقة غير مباشرة طلاّبنا تصرفاتنا ويقلّدوننا .
ماذا نفعل إن فقدنا نحن وطلّابنا الهمّة والرّغبة للتّعليم والتّعلّم ؟
نريد فقط منهجًا واحدًا يعلمّنا كيفيّة التّعامل مع النّفس أو الذّات كي نفهم ذواتنا ونعزّزها ونقيّمها ، نريد راحة نفسيّة لنا ولطلّابنا نريد تهيئة تعليميّة محفّزة هادفة .
نحن نفتقر أن نُدرّس أخلاق المهنة والقيّم والتّعامل الأخلاقيّ المطلوب .لا نريد تقييما بالعلامات ، رغم أّنّها مهمّة ومطلوبة جدًا ولكن كيف تاتي العلامات ؟ تأتي بطريقة التهيئة النفسية المريحة لوحدها وبتفوق عالٍ وتميّز .
رسالتنا هي أن نخلق أجيالًا مفكّرة واعيّة وناضجة وواثقة ، تُحقّق إنجازات كبيرة متمركزّة في ذواتهم ولا يقتصر تعليمهم على الحروف الأبجديّة والقوانين الجبريّة والأشكال الهندسيّة بل نعلّمهم منهجًا تعليمًيا لأنفسهم ولتنميّة ذواتهم والارتقاء بوعيهم ونضجهم ونعلّمهم منهج التّعامل مع النّفس قبل التّعامل مع الغير ، وكيفيّة التّعامل مع مطبّات الحياة مثل الخوف، والإحباط والتشتّت والفشل وكيفيّة التّعامل مع الأشخاص المتنمّرة والمسيئة والمهمّشة والمستفزّة .
نزيل عنهم الأفكار السّلبيّة ونزرع أمامهم أفكارًا إيجابيّة ملهمّة محفّزة داعمة ، نُخرج منهم القوّة الكامنة بداخلهم لأنّ : وراء كلّ طفل عالم مجهول .
نريد تغيير جذري ،ليبحث كلّ منّا عن نفسه ، ليبحث عن التّحرّر الدّاخليّ ليكتشف عمقه وجوهره .
إنّ منهجية العيش والتّعلّم بسلام داخليّ وسعادة حقيقيّة ، يتطلّب العمل والتّضحيّة والتّغيير والقرارات الصّحيحة التي تخدمنا .
إن التّغيير في داخل مدارسنا وليس في خارجها .
أوجه تحية للسيدة المربيه منى أبو جيل وأشكرها على هذا التلخيص الرائع لكتاب مهم .
أتفق مع كل الأفكار التي جائت في النص, الأنسان يبدع بعد أن يتحرر من الخوف ويستطيع ان يعبر عن مشاعره وما في أعماقه .
التربية التقليدية لا تسمح بذلك, يبقى الطفل منغلقا يخاف أن يصرح أو يعلن عن أي أختلاف عنده لا لولي أمره ولا لمربيه خوفا من التنمر في بالمقابل عنذ الشعوب المتحضرة يلاقي مثل هذا الطقل أذان صاغية وأحترام , شعوب تشجع التعددية الفكرية وكل ما هو مختلف ولا يوجد عندهم ما يسمى “تابو” , وعندهم الطفره هي التي تصنع التغيير. حسب رأيي نحن بهذه الطرق التقليدية سنصبح رويوتات قبل حين .