الموز الأخضر حارق الدهون

الموز فاكهة شعبية بامتياز، يقال ان أصله من ماليزيا، ومنها وجد دربه إلى الهند في القرن السادس الميلادي، ثم إلى الصين وبقية أنحاء العالم.

ويعتبر الموز غذاء رئيساً في بعض البلدان، مثل الصين والفيليبين وبلدان سواحل أميركا الوسطى، وعدد من البلدان الأفريقية.

واسم الموز في غالبية لغات العالم هو banana أو banane، ويقال إن أصل الكلمة في اللغة العربية جاء من كلمة بنان الموز (أي أصابع الموز) ومفردها بنانة، التي يرجع مصدرها إلى اللغة «الولوفية» المتداولة في غرب أفريقيا.

واستُخدم الموز علاجاً في الطب الهندي الشعبي وبلاد فارس القديمة حيث يعتبرونه سر الطبيعة للحصول على شباب دائم. وقد أطلق الأقدمون على الموز اسم «طعام الفلاسفة»، لأن حكماء الهند والصين وفلاسفتهما كانوا يعتمدونه غذاءً أساسياً يستعينون به للتفكير والتأمل بسبب غناه بالسكريات التي تزود العقل بالطاقة الآنية التي يحتاجها لممارسة نشاطه.

وإذا كان اللون الأصفر دليل نضوج الموز، إلا ان الأخضر منه يمتاز بغناه بالنشاء غير الناضج، ما يجــعله قليل الحلاوة صعب الهضم أسوة بالموز الأصفر الذي يحتوي على نشاء سهل الهضم مستساغ الطعم يُمتص بسرعة من الأمعاء.

وإذا أخذنا برأي أستاذ الكيمياء الحيوية البريطاني رودني بيلتون مورز، فإنه يجب وضع الموز الأخضر على قائمة الأطعمة التي يجب الحرص على تناولها من أجل الحصول على قوام رشيق وصحة جيدة، لأن نشاء الموز الأخضر لا يوجد له مثيل في فواكه أخرى، وأن تناوله بكثرة لا يسبب زيادة الوزن، بل على العكس يؤدي إلى إنقاصه لأنه يحتوي على نشاء مقاوم وألياف ذوابة، كما أنه يعمل على تنشيط هورمون الغلوكاغون الذي يساعد على حرق الدهون، خصوصاً للمرأة التي تريد الحفاظ على الوزن المثالي.

ولا يسبب تناول الموز الأخضر أي ضرر للمصابين بالداء السكري كونه لا يساهم في رفع مستوى السكر في الدم. وكانت دراسة نشرت في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1992 في مجلة «طب السكر»، بيّنت ان الذين تناولوا الموز الناضج زاد مستوى السكر لديهم عن غيرهم من الذين تناولوا الموز غير الناضج تماماً. وفسر الباحثون ذلك بأن الموز غير الناضج يحتوي على حوالى 90 في المئة من السكريات البطيئة الامتصاص، بينما الموز الناضج غني بالسكريات السريعة الامتصاص التي ترفع مستوى السكر في الدم.

ولا تقف فوائد الموز الأخضر عند هذا الحد، بل انه يتمتع بمزايا عدة أخرى، منها:

– مصدر جيد للفيتامينات، خصوصاً الفيتامين ب٦ الذي يقوم بدور حيوي في تنسيق العمليات الاستقلابية التي تهدف إلى تحويل السكريات والبروتينات والدهون إلى وحدات أبسط يمكن امتصاصها واستعمالها بسهولة من جانب الخلايا والأنسجة. ويساهم الفيتامين ب٦ في تركيب الخلايا اللمفوية، وفي صنع الأجسام المضادة التي تعزز عمل الجهاز المناعي. كما يعمل الفيتامين ب٦ على التخفيف من احتباس السوائل في الجسم والتي تسبب التورمات هنا وهناك. ويفيد الفيتامين ب٦ في الحد من تساقط الشعر، ويمنع تشكل الحصيات الكلوية، ويحمي من أمراض القلب، وينظم أرقام ضغط الدم، ويحول دون حدوث التقلبات الهورمونية عند النساء في فترة ما قبل الطمث، ويمنع الغثيان الصباحي للنساء الحوامل.

– غني بالمعادن، خصوصاً معدن البوتاسيوم الذي أثبتت دراسات أنه يساهم في مكافحة زيادة أملاح الصوديوم في الجسم، وهذا له أهمية كبرى في التخفيف من ارتفاع ضغط الدم، وتخفيف العبء عن الكلى، والحد من خطر التعرض لتصلب الشرايين ومن المضاعفات التي قد تنجم عن الأخير، مثل الجلطات القلبية والدماغية.

– يحتوي على كمية جيدة من الألياف الغذائية الذوابة التي تبطّئ عملية الهضم، ما يبعث على الشعور بالشبع لفترة أطول.

+ -
.