النظام يسيطر على القلمون.. والمعارضة تتقدم في حلب

أكد مصدر أمني حكومي سوري لوكالة «فرانس برس» أمس: «أعيد الأمن والأمان إلى معلولا في سياق السيطرة على منطقة القلمون» الاستراتيجية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن إن منطقة القلمون باتت في شكل شبه كامل تحت سيطرة حزب الله اللبناني والقوات النظامية السورية. وأشار إلى استمرار وجود جيوب للمعارضة المسلحة في نقاط محددة في الجبال وقرب الحدود مع لبنان، إضافة إلى نقطة تجمع كبيرة للمقاتلين في الزبداني في جنوب القلمون.

وفي حلب واصل مقاتلو المعارضة  تقدمهم شمالاً وسيطروا امس على مراكز للقوات النظامية قرب مبنى الاستخبارات الجوية معقل القوات النظامية في الشمال.

وأكد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهم في لوكمسبورغ أمس، أن «الحل السياسي» هو الوحيد الذي من شأنه وضع حد للنزاع المتواصل في سورية منذ ثلاث سنوات، داعين إلى «تفعيل» مسار مفاوضات جنيف بين النظام  وممثلي المعارضة. وقالوا في بيان إن تنظيم النظام انتخابات رئاسية «خارج إطار بيان جنيف وفي المناطق الواقعة تحت سيطرته، بينما يتواجد الملايين مشردين، ستكون مسخرة وفاقدة لأي صدقية وتهدد جهود البحث عن حل سياسي».

وفي حلب، دارت «اشتباكات عنيفة في محيط مبنى الاستخبارات الجوية، ما أدى إلى تدمير دبابة للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوفها»، وفق      «المرصد» الذي أفاد بأن مقاتلي المعارضة سيطروا على «منطقة السادكوب ومخفر الراموسة» في حلب، في حين استهدفت الكتائب الإسلامية بصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون مراكز القوات النظامية على أطراف مدينة السفيرة شرق حلب، ووردت «أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية».

وفي جنوب البلاد، أكد نشطاء معارضون وجود توتر في أوساط الدروز في السويداء جنوب سورية وبوادر انقسام داخل المرجعية الدينية، لافتين إلى أن إقالة رئيس فرع الأمن العسكري وفيق عباس تلبية لمطالب متظاهرين لم تخفف الاحتقان الحاصل في المدينة منذ أيام. وقال النشطاء إن معارضين ونشطاء ومشايخ السويداء اجتمعوا في منزل الشيخ أبو فهد وحيد البلعاس في قرية المرزعة مساء أول من أمس، وأجمعوا على رفضهم بياناً كان أصدره شيوخ الطائفة الدرزية الثلاثة دانوا فيه تظاهرة طالبت بإقالة عباس قبل أيام.

وفي نيويورك، تستعد الأمم المتحدة لاحتمال استقالة المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي، على رغم أنه لم يحسم بعد أمر تقديم الاستقالة «التي لوح بها مراراً»، بحسب أحد الديبلوماسيين في مجلس الأمن.

وبدأ تداول أسماء مرشحين لخلافة الإبراهيمي، منهم رئيس الحكومة الأوسترالي السابق كفن رود، والمسؤول الأوروبي السابق للسياسة الخارجية والأمنية خافيير سولانا.

وقال ديبلوماسي مطلع إن «الأمم المتحدة تدرس اختيار رود»، فيما أكد ديبلوماسي آخر من دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن أن «رود بادر بنفسه إلى إبداء الاهتمام بتولي مهمة الإبراهيمي في حال استقالته، لكن لم يتضح بعد رأي الأمانة العامة للأمم المتحدة في اختياره لهذا المنصب». وفي شأن سولانا، أكد مصدر زار دمشق أخيراً أنه سمع من «مسؤولين سوريين أنهم يودون لو يتولى سولانا هذه المهمة».

ويبحث مجلس الأمن اليوم إمكانية «إجراء المحاسبة على الجرائم المرتكبة في سجون النظام السوري» في جلسة مغلقة غير رسمية نظمتها فرنسا لـ «إطلاع مجلس الأمن على تفاصيل التقرير المتعلق بممارسة التعذيب والإعدام في سجون النظام ».

ومن المقرر أن يستمع مجلس الأمن في الجلسة التي ستعقد في قاعة محاضرات خارج مجلس الأمن، إلى أعضاء من فريق الخبراء الذي أعد التقرير في كانون الثاني (يناير) الماضي برئاسة رئيس مكتب الادعاء السابق في المحكمة الدولية الخاصة بسييراليون دزموند دا سيلفا.

وقال بيان للبعثة الفرنسية في نيويورك إن مجلس الأمن سيستمع لعضوي فريق الخبراء، البروفسور دايفد كراين، المدعي الأول السابق في المحكمة الدولية الخاصة بسييراليون، وستيوارت هاميلتون الخبير البريطاني القانوني في الشؤون الطبية. وأضاف البيان أن «تقرير سيزار» أعد بناء على «صور سربها شرطي منشق عن النظام السوري، سمي اصطلاحاً بسيزار، الذي تولى وظيفة تصوير الجثث في سجون النظام  أو الذين قتلوا بسبب التعذيب». وأوضح أن «الصور التي حللها خبراء دوليون تفيد أن نحو 11 ألف سوري تعرضوا للتعذيب أو أعدموا في سجون النظام السوري منذ بداية النزاع».

+ -
.