قررت النقابات العمالية في تركيا ان تضرب ليوم واحد احتجاجا على اسوأ كارثة مناجم شهدتها البلاد والتي راح ضحيتها 274 عاملا على الأقل.
وقال مسؤولو النقابات إن خصخصة قطاع المناجم ادى الى تدني مستوى السلامة والى جعل ظروف العمل اكثر خطورة من ذي قبل.
ومن المقرر ان تبدأ الخميس فترة حداد رسمي في تركيا تستمر ثلاثة ايام.
وكانت احتجاجات غاضبة ضد الحكومة قد اندلعت في عدة مدن تركية الاربعاء عقب الكارثة التي وقعت في بلدة سوما غربي البلاد في اليوم السابق.
وكان انفجار وقع في المنجم قد ادى الى انهياره بينما كان 700 من العمال يعملون داخله.
وقال مسؤولون حكوميون إن 363 عاملا انقذوا في الساعات التي تلت الانفجار، ولكن لم يتسن انقاذ اي ناجين منذ فجر الاربعاء.
وما زالت فرق الانقاذ تعمل بلا هوادة من اجل البحث عن العشرات من العمال الذين ما زالوا مفقودين، ولكن وزير الطاقة تانر يلدز قال إن الحريق الذي ما زال مشتعلا في المنجم يعيق جهود الانقاذ.
وقد عولج 80 من الناجين في المستشفيات من جروح وصفت بأنها ليست خطيرة.
دعوة للتظاهر
وقال آرزو تشيركيزأوغلو رئيس اتحاد نقابات العمال الثورية التركية للصحفيين إن عددا من النقابات الرئيسية وافقت على المشاركة في الاضراب.
ودعا تشيركيزأوغلو المواطنين الاتراك الى ارتداء السواد والمشاركة في مظاهرة تتوجه الى مقر وزارة العمل للاحتجاج.
وجاء في بيان اصدره اتحاد نقابات عمال القطاع العام “اولئك الذين يروجون لسياسات الخصخصة، والذين يهددون ارواح العمال من اجل خفض النفقات هم المجرمون المسؤولون عن مذبحة سوما ويجب محاسبتهم.”
وكان منجم سوما قد بيع للقطاع الخاص عام 2005.
واتهم نائب من حزب الشعب الجمهوري المعارض الحكومة برفض مقترح تقدمت به مؤخرا المعارضة يتضمن اجراء تحقيق برلماني في الحوادث التي يشهدها قطاع المناجم في المنطقة.
ولكن وكالة رويترز نقلت عن وزارة العمل التركية قولها إن موظفيها ما برحوا يفتشون المنجم المنكوب بشكل دوري، وكان آخر تفتيش قد اجري في مارس / آذار الماضي.
وقد ادت الكارثة الى اندلاع احتجاجات عنيفة في سوما، حيث هاجم محتجون سيارة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان وطالبوا باستقالته عقب حضوره مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن الحادث.
وشتم المتظاهرون اردوغان عند ترجله من السيارة. واعتقلت الشرطة عددا من المحتجين بينما هرب رئيس الحكومة والتجأ في متجر مجاور.
كما هاجم المحتجون مكتب حزب العدالة والتنمية الحاكم في سوما.
في غضون ذلك، استخدمت الشرطة في العاصمة انقره الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق 800 محتجا تقريبا حاولوا المسير من احدى الجامعات الى مقر وزارة الطاقة.
وفي اسطنبول، استخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق مظاهرة في شارع الاستقلال وسط المدينة.
ووجهت انتقادات لاردوغان في منابر التواصل الاجتماعي اتهمته بفقدان الحساسية وذلك بعد ان ضرب رئيس الحكومة امثلة عن حوادث مماثلة وقعت في مناطق اخرى من العالم وذلك في معرض دفاعه عن سجل حكومته.
وقال اردوغان إن كل الجهود اللازمة ستبذل في سبيل العثور على العمال المفقودين، ووعد باجراء تحقيق واف في الحادث.
ويقول جيمس رينولدز مراسل بي بي سي في سوما إن اردوغان سينظر الى هذه الكارثة بوصفها اختبار لسمعته، فهو يعلم ان الحكومة التي سبقت توليه مقاليد السلطة خسرت الانتخابات لأن الناخبين اعتبروها مقصرة في تعاملها مع زلزال 1999.