حقق فيلم “العرب يرقصون” من إخراج عيران ريكليس والذي يتناول موضوعا حساسا وهو العلاقة بين العرب واليهود في إسرائيل نجاحا هائلا خلال عرضه الأول في البلاد.
وذكرت شركة “أسترا إسرائيلي – أزاريا” للعلاقات العامة إنه خلال الأيام العشرة الأولى من عرضه، شاهد أكثر من 26 ألف شخص وهو عدد كبير بالمقارنة بعدد سكان البلاد البالغ 8 ملايين نسمة.
و”العرب يرقصون” أو “الراقصون العرب” هو فيلم المخرج الإسرائيلي عيران ريكليس المعروف بأفلامه “الفلسطينية” المثيرة للجدل.
ونقصد بالفلسطينية تلك الأفلام التي تتناول العلاقة بين الفلسطينيين داخل إسرائيل، -الذين يحملون الهوية الإسرائيلية أو عرب إسرائيل- وبين اليهود الإسرائيليين.
و”العرب يرقصون” هو إنتاج سينمائي إسرائيلي ألماني فرنسي مشترك ويعبر عن الواقع اليومي لعرب إسرائيل، بطولة كل من توفيق برهوم وعلي سليمان وخليفة ناطور.
وكان من المقرر أن يبدأ عرض الفيلم في تموز/يوليو لكنه تأجل شهور لعدة بسبب تفجر الوضع بين الإسرائيليين والفلسطينيين في خضم الحرب في قطاع غزة هذا الصيف.
ويدور الفيلم حول قصة أياد الذي يجسد دوره توفيق برهوم وهو شاب عربي من بلدة طيرة بشمال إسرائيل، وهذا الصبي الذي يتمتع بذكاء شديد يرسله والداه إلى مدرسة يهودية خاصة بأبناء الصفوة في المجتمع، حيث يواجه مشاكل هائلة تتعلق باللغة والثقافة والهوية.
ويتابع الفيلم رحلة الصبي الفلسطيني من الجهل إلى المعرفة، ومن البلدة إلى المدينة الكبيرة، ومن المحيط الفلسطيني إلى الأغلبية اليهودية، ومن العربية إلى العبرية، ومن الارتباط بالعائلة، إلى الاندماج في عائلة أخرى، بل والتخلي عن هويته الأصلية، لكي يتمكن من مواصلة النجاح في “المجتمع الإسرائيلي”.
وبيدي إياد تفوقا كبيرا خاصة في الرياضيات، ويحصل على درجات عالية في الثانوية مما يتيح له القبول في مدرسة عليا إسرائيلية في القدس، معروفة بأنها من مدارس النخبة، لا يدخلها عادة سوى الطلاب اليهود.
ويتمحور الفيلم حول صداقته بطالبين من زملائه اليهود هما جوناثان، وهو معوق، وناعومي.
ويلتحق البطل إياد بالمدرسة الداخلية محاطا بالطلاب اليهود، ويتعرض هناك في البداية لبعض المضايقات، لكنه يقع في حب فتاة يهودية هي نعومي وتتوطد علاقتهما، ثم يقيم أيضا علاقة صداقة مع شاب يهودي في عمره هو يوناثان يعاني من مرض في الجهاز العصبي جعله عاجزا عن الحركة ويجلس على مقعد متحرّك..
ويمرّ الفيلم على الانتفاضة ثم حرب العراق ويصوّر كيف يصطف الفلسطينيون فوق أسطح منازلهم يهللون كلما سقط صاروخ من صواريخ صدام، ويعبرون عن الإحباط كلما اعترض أحد صواريخ باترويت صاروخا عراقيا.
ولعل هذا التهليل هو ما دعا المؤلف سيد كاشو إلى أن يطلق على كتابه وعلى الفيلم عنوان العرب يرقصون ولو على سبيل السخرية.
ومن المقرر أن يعرض الفيلم للمرة الأولى في فرنسا في أواخر الشهر المقبل وقريبا في ألمانيا والنمسا وسويسرا وبلجيكا وهولندا واليونان وأسبانيا والبرازيل وكندا والولايات المتحدة.
وتم اختيار فيلم “العرب يرقصون” في وقت سابق ليكون الفيلم الافتتاحي لمهرجان القدس السينمائي الدولي وهو من سيناريو وحوار سيد قشوع الكاتب والصحفي هآرتس.
ويعتمد ريكليس في معظم أفلامه على كتب أو سيناريوهات لكتاب فلسطينيين.
ويعبّر من فيلم إلى آخر، عن رغبته في إمكانية تحقيق التعايش بين الفلسطينيين العرب واليهود الإسرائيليين داخل إسرائيل، وفي الوقت نفسه، يصوّر نماذج للمأزق الفلسطيني- الإسرائيلي الذي يحول دون تحقيق ذلك، بسبب ما يراه من مواقف متطرفة على الجانبين.
وافلام ريكليس التي تتناول العلاقة بين الفلسطيني واليهودي في الداخل، اتضحت منذ فيلمه الأول “في يوم صحو تستطيع أن ترى دمشق” (1984).