انتشار ممارسة الرياضة في مجتمعنا للكبار.. وماذا مع الصغار؟

www.localfitness.com.au
www.localfitness.com.au

اليوم، وأثناء ممارستي الرياضة في نادي اللياقة البدنية، عادت بي الذاكرة أكثر من ثلاثين عاماً إلى الوراء، أثناء دراستي في الاتحاد السوفييتي، عندما كنت أنظر بحسد إلى المجتمع الروسي، الذي كان يمارس الرياضة وكأنها جزء أساسي من الحياة، وكنت آنذاك أفهم لماذا كان الروس يتصدرون البطولات الرياضية ويحصدون الميداليات في الألعاب الأولمبية. ولم يخطر ببالي يومها، أنه سيأتي يوم وأرى مثل هذا المشهد في مجتمعنا، الذي كان في حينه مجتمعاً فلاحياً بسيطاً، آخر همه ممارسة الرياضة.. مجتمعاً يعيش نمط حياة يشكل المجهود الجسدي جزءا مهماً من نشاط أبنائه، ولم يصب بالتخمة بعد.. يتناول أفراده طعاماً صحياً خالياً من الدهون والمواد الحافظة وغيرها من المواد الضارة التي تشكل جزءا كبيراً من طعامنا اليوم.

حقق مجتمعنا في العقدين الأخيرين نقلة نوعية في مستوى المعيشة، فتغّير نمط حياته بصورة جذرية، وأصبح يعاني من آفات العصر، وأهمها الوزن الزائد والسمنة.. إذ تخلى معظم أفراده عن العمل الجسدي لصالح العمل المكتبي، أو باقي الأعمال الحرة التي لا تتطلب جهداً جسدياً، وبنفس الوقت هناك وعي، تشكل لدى الناس، حول ضرورة المحافظة على جسم سليم، أو على الأقل الظهور بمظهر جذاب أمام الناس.. وذلك لدى الرجال كما لدى السيدات.

ليس من العجب إذا أن تعمل في بلدة مثل مجدل شمس، يبلغ تعداد سكانها 11 ألف نسمة، 3 نوادي كبير ة للياقة البدنية، عدا عن الصغيرة، ويرتادها مئات الرجال والسيدات.

لكن الملفت للنظر هو عمر الأشخاص الذين يرتادون هذه النوادي، فجميعهم تقريباً فوق العقد الثالث من عمرهم، ونادراً ما نرى فتية وفتيات أو شباباً وشابات في العشرينات من العمر، أو دون ذلك، وهو أمر يدل على أن الرياضة لم تصبح بعد نمط حياة في مجتمعنا، وإنما هي ضرورة للمتقدمين في السن الذين وعوا ضرورة المحافظة على جسم سليم أو الرغبة في الظهور بمظهر لائق.

وهنا يطرح السؤال عن الجهة التي من المفروض أن توجد البيئة أو النوادي الرياضية التي تستقطب الفتية والفتيات، خاصة أولئك في سن المراهقة، الذين لا يجدون اليوم وسيلة لتفريغ طاقاتهم وشغل وقتهم، غير المقاهي وغيرها من الأماكن التي ليس من المفروض أن يرتادوها في مثل هذا العمر.

يبدو أن هذا الموضوع يبقى مهملاً أسوة بمواضيع مهمة أخرى.. حتى ينظم مجتمعنا أموره ويبدأ بترتيب أولوياته وضرورياته…

هل يأتي هذا اليوم قبل فوات الأوان؟

الله أعلم!

 

+ -
.