علماء يقررون زراعة شريحة إلكترونية بالغة الصغر من صنع عملاقة الرقائق الاميركية على جسم نحلة، لمتابعة تحركاتها طول حياتها.
هل تنقذ التكنولوجيا حشرات التلقيح؟
اجتمع علماء من أستراليا ونيوزيلندا والبرازيل والمكسيك والمملكة المتحدة، إضافة إلى شركات تقنية عدة على راسها انتل، وطرحوا مشروعا لحماية النحل من الانقراض، مع كل مع يحمله من مخاطر على استمرار البشرية.
وتحت إشراف اتحاد العلماء في إستراليا، يسعى العلماء لمتابعة حياة آلاف النحل لفهم العوامل التي تؤدي إلى تناقص أعدادها.
وقرر العلماء زراعة شريحة إلكترونية بالغة الصغر على جسم نحلة لمتابعة تحركاتها مدة عمرها، وتنقل هذه الشريحة بيانات تفصيلية إلى وحدة استقبال خاصة، وقد صممت الشرائح بالتعاون مع شركة أنتل.
ويأمل العلماء في أن تكون هذه الخطوة الأولى في فهم المشكلة وإيجاد حلول لها قبل انقراض النحل.
ويشكل انقراض النحل أو حتى انخفاض أعداده خطرا مباشرة على الثروة الغذائية، ويهدد النظام الغذائي العالمي بالانهيار، ما قد يسبب مجاعة عالمية.
وباتت مشكلة تناقص أعداد النحل تفرض نتائجها السلبية على أرض الواقع في عدة مناطق من العالم.
وفي الساحل الشرقي من الولايات المتحدة، تضررت زراعة اللوز بشكل كبير نتيجة تناقص أعداد النحل، وفي الصين بدأ المزارعون بتلقيح المحاصيل يدوياً في محاولة لتعويض الضرر الناتج عن انخفاض أعداد النحل، فيما لا يعد حل اوروبا افضل.
كما بدات جنوب افريقيا تعاني بدورها ظاهرة اختفاء النحل، وهي ملقحات ضرورية لعدد كبير من الاجناس النباتية اللازمة في التغذية البشرية.
ولا تزال مشكلة التناقص المستمر في أعداد النحل لغزاً يصعب تفسيره، وتختلف التفسيرات بين التغيرات المناخية والمبيدات المستخدمة بشكل واسع في الزراعة، وفي نظريات أخرى يعتبر حرمان النحل من مواطنه الطبيعية سبباً في ضعف تناسله.
وخلال السنوات القليلة الماضية تناقصت أعداد النحل بمعدل تقول الحكومة الاميركية انه يتطلب علاجا حاسما فيما أثار ايجاد حل لهذه الأزمة جدلا سياسيا محتدما في البلاد.
ولا تعد الخطوة الاسترالية الاولى من نوعها عالميا، اذ شكل البيت الابيض قوة عمل لدراسة هذه المشكلة فيما قلل بعض العاملين في مجال نباتات الزينة والحدائق من استخدام مبيد متهم يالمسؤولية عن هذا التناقص، فيما تجري لجنة فرعية تابعة للجنة الزراعة بمجلس النواب الاميركي اجتماعات مستمرة في هذا الشأن.
ويلقي مربو النحل وجماعات الحفاظ على البيئة وبعض العلماء بالمسؤولية عن هذه الأزمة على طائفة من المبيدات الحشرية تسمى “نيونيكوتينويدات” تستخدم في مقاومة الآفات التي تصيب نبات الذرة ونباتات الزينة والأشجار في الحدائق والمتنزهات
وتجري الوكالة الأمريكية للحماية البيئية سلسلة من الدراسات تتناول آثار مبيد “نيونيكوتينويدات” على نحل العسل وتعتزم اصدار أول نتائج لتقييم هذه الأضرار في وقت لاحق من العام.
ويرى العلماء أنه إذا اختفت كل الطيور والحشرات والنحل وغيرها من المخلوقات التي تلقح المحاصيل الغذائية من على ظهر الكوكب فقد يواجه البشر زيادة حادة في سوء التغذية والأمراض والوفيات في العديد من بقاع العالم.
وحلل باحثون إمدادات 224 نوعا من الأغذية في 156 دولة وحسبوا كمية الفيتامينات والمواد المغذية في الأطعمة التي تعتمد على الملقحات الحيوانية ثم حسبوا النقص الغذائي الذي قد يواجهه الناس إذا اختفت الملقحات.
ويقدر باحثون أنه على المستوى العالمي قد يزيد التغير الغذائي الإجباري بسبب انقراض الملقحات حالات الوفاة من أمراض غير معدية ومشاكل مرتبطة بسوء التغذية بواقع 1.4 مليون حالة وفاة أو ما نسبته 2.7 في المئة.