انخفاض سعر النفط وكلفة السفر عزز قطاع السياحة في العالم

حقق قطاع الضيافة والسياحة نجاحاً ملحوظاً في دول المنطقة والعالم، وبات واضحاً أن القطاع «محل اهتمام، وتركيز حكومي وخاص على مستوى الدعم والاستثمار والقوانين والتشريعات الضامنة والراعية له. وكان لذلك «أثر مباشر في تحقيق نجاح على مستوى تنويع مصادر الدخل وتنشيط القطاعات الرئيسة، في مقدمها القطاعات العقارية والتجارية والخدمية، إضافة إلى قدرة القطاع على تسويق دول المنطقة سياحياً حول العالم. واعتبرت شركة «المزايا القابضة» في تقرير أسبوعي، أن ذلك «استقطب معه الاستثمارات والمستثمرين في كل القطاعات، ورفع عدد السياح وحقق نشاطاً ونمواً». لذا رأت أن قطاع الضيافة «بات من القطاعات المستهدفة استثمارياً وبتركيز ملحوظ».

وتوقع التقرير، أن يشهد قطاع الضيافة «مزيداً من التوسع والاستثمار خلال السنوات المقبلة، معتمداً على مؤشرات النجاح الكبيرة التي يحققها عاماً بعد آخر». وسيكون لتراجع أسعار النفط «انعكاس لافت على تنشيط القطاع خلال العام الحالي، ما فرض على القائمين الاستعداد جيداً لاقتناص الفرص والاستحواذ على حصص متزايدة في السوق، من خلال طرح عروض استثنائية».

ولاحظ أن مستوى المنافسة بين المدن الرئيسة في الشرق الأوسط «يرتفع في شكل ملحوظ وفق مستوى الرفاهية المقدمة والأسعار المتداولة وتنافسيتها، والعروض المصاحبة والخدمات والخيارات المتاحة التي تتوافر للسياح في كل دولة». واعتبر أن عامل الاستقرار السياسي والأمني «بات من أهم العوامل التي تحدد الوجهات ويفضلها السياح، وسيكون لذلك أثر مباشر على نجاح القطاع السياحي في أي دولة أو فشله». لذا بات مجدياً «الاستعداد جيداً للموسم المقبل». ويستحوذ السائح الخليجي على «حصة كبيرة من التركيز والاستعداد المسبق للموسم المقبل في المدن السياحية في المنطقة والعالم، لتشمل سياحة الأعمال والتعليم والعطلات والعلاج، والبرامج السياحية العائلية».

وأشار إلى «تركيز كبير على السائح الخليجي في دول العالم وتحديداً خلال الصيف، إذ تشهد عواصم عربية وأجنبية نمواً في أعداد السياح الخليجيين، والذين يصنفون ضمن الفئات الأكثر إنفاقاً من بين السياح من دول العالم». وأضاف أن دول المنطقة وفي مقدمها الإمارات «أظهرت قدرة كبيرة واستعداداً لافتاً لاستقبال السياح من كل دول العالم، وباتت من أكثر دول الشرق الأوسط جذباً لسياحة النخب بفضل الخدمات المميزة المقدمة والأمن والاستقرار وتنافسية الأسعار، مقارنة بالوجهات السياحية الأخرى في الشرق الأوسط».

ولفت التقرير إلى أن قطاع الضيافة «مساهم رئيس في الناتج المحلي الإماراتي أي بقيمة تزيد على 126 بليون درهم (34 بليون دولار)، لتحتل المركز الثاني على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبنمو 8.4 في المئة، والمرتبة 23 على المستوى العالمي عن عام 2014 في مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج». وتجاوزت المساهمة المباشرة للقطاع 61 بليون درهم نهاية عام 2014، ويتوقع أن «يرتفع الاستثمار في القطاع بنسبة 13.5 في المئة خلال العام الحالي وبقيمة ستصل إلى 26 بليون درهم مقارنة بـ 23 بليوناً في 2014».

وتنسحب مساهمة القطاع على سوق العمل، إذ «تصل نسبة مساهمته إلى 9.2 في المئة من الوظائف في الدولة». ورجح «ازدياد العائد السنوي من السياحة إلى 80 بليون درهم بحلول عام 2024». ولا يُستبعد أن «يحوز قطاع الضيافة على حصة متزايدة من الناتج المحلي ستصل إلى 12 في المئة، ما يعني أن القطاع سينافس قطاعات رئيسة مثل الخدمات المالية والصناعات التحويلية».

وأظهرت البيانات أن الإمارات «تستحوذ على 41 في المئة من الاستثمارات السياحية في الشرق الأوسط، ما يعكس مستوى التركيز الاستثماري وحجم الخطط الجاري تنفيذها من قبل القطاعين العام والخاص، لزيادة الحصص من سوق السفر العالمي».

وفي السياق يحقق قطاع الضيافة في أبو ظبي «قفزات نوعية على مستوى القدرات الاستيعابية ومشاريع البنية التحتية والقدرة على المنافسة محلياً وعالمياً». وتسعى الإمارة إلى «رفع حصتها من السياحة العالمية المتوقع أن تصل إلى 192 بليون دولار بحلول عام 2020».

واستحقت الشارقة لقب عاصمة السياحة العربية لهذه السنة من جانب منظمة السياحة العربية، ما «يعزز مكانتها السياحية داخلياً وخارجياً كوجهة للسياحة العائلية»، في وقت نجحت «في استقطاب أكثر من مليوني نزيل خلال عام 2014».

وأعلنت دائرة التنمية السياحية في إمارة عجمان، أن «العائدات وصلت إلى 90 مليون درهم في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بـ 77 مليوناً في الفترة ذاتها من عام 2014»، في حين تجاوز متوسط معدل الإشغال 70 في المئة».

وتشهد إمارة رأس الخيمة «نمواً تاريخياً في قطاع الضيافة مدفوعاً بالزيادة في عدد ليالي النزلاء الفندقية، ما ساعد في تجاوز العائدات السياحية البليون درهم خلال عام 2014».

واعتبر التقرير، أن «تراجع أسعار النفط وبالتالي أسعار تذاكر الطيران حول العالم، سيكون أحد أهم عوامل تنشيط السياحة الخارجية في دول المنطقة». وتفيد مؤشرات قطاع الضيافة بأن «انخفاض سعر النفط سيقلّص أسعار التذاكر 20 في المئة، نتيجة تدني التكاليف التشغيلية لدى شركات الطيران في المنطقة». ومع توقع استمرار الانخفاض حتى نهاية السنة في حال تواصل تراجع سعر النفط، فإن الطلب على السفر سيزداد وكذلك عروض العطل خلال الصيف المقبل».

وتوقعت «المزايا» أن يشهد الصيف المقبل «زيادة في المنافسة لدى قطاع الضيافة محلياً وإقليمياً وعالمياً، مدفوعاً بارتفاع مستويات دخل مواطني دول المنطقة، ووتيرة عروض العطل وتراجع أسعار تذاكر الطيران حول العالم».

وأشارت إلى أن نتائج معرض سوق السفر العربي أظهرت «التركيز على وجهات سياحية غير تقليدية وتحمل في طياتها تجارب جديدة، إضافة إلى سياحة الشواطئ والمنتجعات».

+ -
.