اهرب من برد الشتاء إلى أحضان ودفء تايلند

pixabay.com
pixabay.com

تختلف تايلاند عن الكثير من الدول الأخرى المستقبلة للسياحة في أن الكثير من المتاعب الداخلية لم تؤثر إطلاقا على أعداد السياحة القادمة إلى البلاد. فقد تعرضت تايلاند إلى تسونامي وإلى انقلاب عسكري وإلى حالات إرهاب وجرائم قتل، ولكن أعداد السياح إليها لم تتأثر.

أسباب ذلك كثيرة، وهي أن توقعات السياح من تايلاند تتحقق في معظم الأحوال، من شواطئ ساحرة إلى مدن عامرة وحضارة ثرية ومطبخ متنوع وطبيعة خلابة.

وتقدم تايلاند فرصا سياحية جيدة هذا الشتاء بعد عودة الاستقرار النسبي إليها بعد فترة اضطراب نتج عنها تراجع أسعار الفنادق وخدمات السياحة، خصوصا في بانكوك. كما تراجعت أسعار العملة التايلاندية إلى أقل حد لها منذ ست سنوات.

وهناك الكثير من المعالم السياحية في تايلاند للزائر الجديد يمكن أن يغطيها في رحلة تمتد لمدة أسبوعين تبدأ من بانكوك لمدة تتراوح بين يوم واحد وثلاثة أيام. وينصح خبراء مقيمون في تايلاند بتغيير العملة بعد الوصول وليس قبل السفر حيث سعر الصرف أفضل. كما يمكن للزائر اختيار فنادق قريبة من نهر تشاو فرايا حيث وقع الحياة أهدأ بزوارق شراعية تجوب سطح المياه بدلا من سيارات تزدحم في شوارع بانكوك.

pixabay.com
pixabay.com

من بين الفنادق الجيدة في العاصمة هناك فندق بنينسيولا الفاخر بأسعار تبدأ من 150 دولارا لليلة، ولكن هناك أيضا الكثير من الفنادق الجيدة من الفئة المتوسطة بنصف هذا الثمن. ويمكن في أول يوم للزيارة استئجار قارب أو المشاركة فيه لرحلة نهرية لمدة ساعتين تجوب أطراف العاصمة وتمنح الزائر فرصة التعرف على أوجه الحياة العامة في العاصمة التايلاندية.

وفي اليوم التالي يمكن استكشاف الحي الصيني حيث أسواق الشوارع تنتشر بين متاجر العطارة ومحلات بيع الذهب والمطاعم. وفي نهاية الجولة يمكن تناول وجبة محلية في مطعم ناي مونغ ثود الذي يشتهر بين السياح ويقدم بعض أفضل الوجبات التايلاندية.

ولعشاق التكنولوجيا يمكن الذهاب إلى محطة سيام والتسوق في مول «إم بي كي» حيث يمكن العثور على أحدث نماذج الجوالات والكاميرات والإلكترونيات. وعلى مقربة من الموقع يوجد مول آخر اسمه «بلاتينوم فاشن» يقع على ستة طوابق ويقدم أزياء متنوعة وحقائب وإكسسوارات بأسعار رخيصة. وبعد التسوق يمكن مشاهدة بانكوك ليلا من أعلى ناطحات السحاب في المدينة حيث تنتشر الكافيتريات التي توفر جلسات حالمة على أنغام الموسيقى.

رحلة إلى الشمال

وبعد الانتهاء من جولات بانكوك يمكن السفر شمالا إلى مدينة تشيانغ ماي. وتوفر شركات الطيران الرخيصة رحلات يومية إليها من بانكوك بأسعار تبدأ من 30 دولارا لرحلة الذهاب. وهي مدينة قديمة تنتشر فيها الأسواق الشعبية والمقاهي والمطاعم وتشتهر بجودة وجباتها. وهناك أيضا يمكن الإقامة في فندق بجوار نهر بينغ، ويتاح الاختيار بين الفنادق الرخيصة وأخرى فاخرة بحمامات سباحة على سطحها. ويكون الاختيار وفقا لميزانية السائح. وتتنوع المدينة فيما تقدمه للسياح حيث يمكن زيارة المعابد التقليدية أو الاستماع إلى الموسيقى أو الذهاب إلى القاعات الفنية أو الكافيتريات المنتشرة في أرجاء المدينة.

ولكن معظم زوار تشيانغ ماي يأتون إليها من أجل زيارة محمية الأفيال الطبيعية والتي يمكن الذهاب إليها في رحلة تستغرق يوما كاملا وتشمل المواصلات ووجبة الغداء بسعر 75 دولارا. وتبعد المحمية نحو الساعة خارج المدينة. ويشاهد الزائر قطعان الأفيال ترعى في طمأنينة. وتمنح الفرصة لعدد قليل من السياح لإطعام الأفيال أو العناية بها.

من المواقع السياحية الغريبة في المنطقة سجن للنساء يقدم خدمات المساج للسياح بأسعار رخيصة وبمستويات فنادق الخمس نجوم. وتعمل المسجونات من الثامنة صباحا حتى المساء ولا يحتاج الزائر إلى حجز مسبق.

وفي المساء يمكن زيارة أسواق الشوارع التي تبيع كل شيء من الأطعمة التايلاندية إلى الساعات والمنتجات التي تحمل علامات تجارية مزيفة.

وبعد عدة أيام في تشيانغ ماي يمكن الذهاب إلى محمية طبيعية لغابة استوائية اسمها خاو سوك» ويقال إن عمرها 160 مليون سنة. وهي تتميز ببحيرات هائلة المساحة وأشجار كثيفة والكثير من الطيور والحيوانات. ويمكن الطيران مباشرة إلى المحمية من تشيانغ ماي أو من بانكوك. وفي حالة حجز أكواخ إقامة في المحمية يمكن للشركة ترتيب الاستقبال من المطار لقاء رسم رمزي. من المعالم التي تسر السياح فراشات بحجم كف اليد وأوراق أشجار عريضة بأحجام غير معهودة وأزهار براقة الألوان لا توجد إلا في هذه المنطقة الاستوائية.

السياح في المنطقة يذهبون في رحلات سفاري لاستكشاف الغابة ويفضل بعضهم الرحلات النهرية أو مجرد الاسترخاء في أجواء طبيعية. وفي كل الأحوال ينصح الخبراء المحليون باستخدام مضادات البعوض الذي ينتشر في المناطق الاستوائية.

سياحة الشواطئ

بالطبع لا يجب إغفال الشواطئ في السياحة إلى تايلاند وأفضل الشواطئ المتاحة هي في بوكيت وكرابي. وهي مناطق تنتشر فيها الشواطئ ذات الرمال البيضاء والمياه الزرقاء الصافية. ويمكن الإقامة في العشرات من الفنادق والأكواخ السياحية على الشاطئ وأفخمها فندق الحواس الست الذي تبلغ قيمة الإقامة فيه نحو 500 دولار في الليلة. ومن هذه الشواطئ يمكن الذهاب في رحلات بحرية لاستكشاف الجزر القريبة، والتمتع بوجبات الأسماك الطازجة التي يتم إعدادها من صيد الأسماك اليومي. من الجزر المشهورة في المنطقة كو هونغ ذات الخليج الدائري الجذاب وجزر «في في» إلى الجنوب من كو هونغ.

من أفضل الأوقات للسياحة إلى تايلاند الفترة ما بين شهري ديسمبر (كانون الأول) ومارس حيث يتوفر أفضل طقس في البلاد. ولكن من يفضل عدم الذهاب في موسم الذروة ويريد تايلاند بلا أعداد كبيرة من السياح فالأفضل له السفر عند بداية أو نهاية فصل الأمطار أي في شهري أبريل (نيسان) أو نوفمبر (تشرين الثاني) .

وكانت تايلاند قد أعلنت في بداية هذا العام عن افتتاح 12 مدينة سياحية جديدة والكثير من الطرق الجديدة. وهي تحاول بكل جهد المحافظة على مركزها ضمن الدول العشر الأوائل في العالم سياحيا بعدد سياح وصل إلى 24 مليون زائر في العام الماضي. وتساهم السياحة بنسبة 7.9 في المائة من إجمالي الدخل القومي التايلاندي.

ومن حيث ترتيب المدن السياحة في العالم تقع بانكوك في المركز الثالث بعد لندن ونيويورك. وتعتمد تايلاند على جنسيات متعددة من السياح نصفهم تقريبا من منطقة شرق آسيا وخصوصا من روسيا واليابان وماليزيا. ومن الغرب يأتي السياح من بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، كما يتوافد الكثير من السياح الأستراليين على تايلاند.

ومؤخرا عرف العرب أيضا طريقهم إلى تايلاند خصوصا مع انتشار الرحلات الجوية المباشرة من العواصم الخليجية إلى بانكوك. وتتميز السياحة التايلاندية بأن أكثر من نصف السياح يعودون مرة أخرى لزيارة البلاد. ويأتي السياح أحيانا إلى تايلاند لتعلم مهارات جديدة في دورات تدريب منها دورات في الطبخ واليوغا والمساج.

ويذهب بعض السياح إلى تايلاند لأغراض العلاج الطبي، وهو قطاع ينمو باستمرار. وتتمتع تايلاند بمستشفيات معروفة عالميا وأطقم طبية خبيرة بعضها تلقى تدريبه في الدول الغربية. وتحتوي مستشفيات تايلاند على أحدث المعدات الطبية كما أنها أرخص ثمنا من مستشفيات الغرب. وبلغ عدد سياح العلاج الطبي نحو ثلاثة ملايين سائح في العام الماضي. من النشاطات الفريدة في تايلاند ركوب الأفيال في مسارات بين الغابات الاستوائية. وتنتمي أفيال تايلاند إلى البيئة المحلية وكانت تستخدم في الماضي في تجارة قطع الأخشاب ثم تحولت إلى النشاط السياحي بعد منع قطع الأشجار في عام 1989. وتوجد قرية أفيال في مدينة باتايا بالإضافة إلى حديقة حيوان مناطق غوص لاستكشاف الشعب المرجانية. وهي تبعد عن العاصمة بانكوك برحلات طيران داخلي تستغرق 45 دقيقة.

* نصائح للسياح العرب في تايلند

* تجنب المناطق المعزولة ولا ترتدي ساعات ثمينة.

تتفق مواقع سياحية وإدارات في وزارات خارجية على بعض القواعد التي يتعين على السياح العرب إلى تايلاند الالتزام بها من أجل السلامة. وهي قواعد يمكن أيضا اتباعها في رحلات السياحة الخارجية إلى معظم بلدان العالم أيضا. من أهم النصائح:

• ضرورة مراعاة التقاليد المحلية وعدم الوجود في مناطق معزولة من البلاد أو في ساعات متأخرة من الليل.

• ضرورة الوعي بالمناخ العام الذي يوجد فيه السياح وعدم الدخول في معاملات مالية خارج إطار البنوك الرسمية.

• عدم ارتداء الجواهر أو الساعات الثمينة في الأماكن العامة وعدم تركها في الغرف الفندقية والاستعانة بالخزائن الخاصة التي تتيحها الفنادق. وتسري هذه الإجراءات أيضا على الكاميرات وجوازات السفر والأموال.

• على الشواطئ يجب تجنب الأماكن المعزولة والالتزام برايات الأمان للسباحة حيث لا يوجد عمال إنقاذ بحري على الشواطئ التايلندية.

• عدم التجول ليلا في مناطق معزولة أو مظلمة. ويمكن استخدام سيارات التاكسي بشرط معرفة السائح لوجهته وعدم الدخول في دردشة لا داعي لها مع السائق.

• في حالة استخدام «التوك توك» لا بد من التفاوض على الثمن قبل ركوبه، ويجب السؤال عن الثمن قبل شراء هدايا أو تناول الطعام سواء في مطاعم أو من البائعين في الشوارع.

• يجب الحرص في عدم إبراز مبالغ كبيرة من المال أو فرز أوراق العملة وعدها علنا في الشارع بعد استلامها من أجهزة الصرف الآلي.

• تجنب عروض الصداقة وكن حريصا تجاه الابتسامات التي ترحب السياح، ولا يجب منح الثقة للأغراب خصوصا هؤلاء الذين يريدون اصطحابك إلى حيث توجد «عروض خاصة» أو «أوكازيونات».

+ -
.