قال باحثون في مجال الطب إن التدخين يؤثر سلباً على عقل الإنسان ويحد من قدرته على التفكير.
وبحسب دراسة علمية منشورة في مجلة نيو انغلاند الطبية البريطانية فقد وجد الباحثون أن معدلات الوفيات المرتبطة بالتدخين ارتفعت بصورة كبيرة خلال السنوات الخمسين الماضية، بما في ذلك الوفيات بين النساء.
وبدأت في بريطانيا حملة خاصة للتعريف بمضار التدخين على العقل، فيما يقول القائمون عليها إن مضار التدخين على القلب والشرايين وضغط الدم معروفة ومفهومة بصورة واسعة، إلا أن الأضرار التي يسببها التدخين للعقل لا تزال غير معروفة لدى الكثيرين، بما يجعل من الضروري القيام بهذه الحملة.
وقالت مديرة مكتب الصحة في إنكلترا، دام سالي دافيس، لصحيفة “إندبندنت” إنها “قلقة جداً بسبب أن الناس لا زالوا غير مقدرين للمخاطر الصحية للتدخين، على الرغم من أن “واحداً من بين كل شخصين يدخنون يموت مبكراً بأمراض مرتبطة بهذه العادة”.
وأضافت دافيس: “نحن نعرف المضار الكبيرة والجدية للتدخين على القلب والشرايين، لكن المدخنين يجب أن يحذروا أيضاً من الأضرار الجوهرية التي يمكن للسجائر أن تسببها للعقل أيضاً”.
وتابعت: “إذا تمكّن المدخن من ترك هذه العادة السيئة”.
ويوجد في بريطانيا أكثر من 10 ملايين مدخن، يمثلون 22% من الرجال في المملكة المتحدة، و19% من النساء فيها.
وكشفت دراسة أميركية قديمة تأثر الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسادسة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مثل البرازيل والهند بإعلانات شركات التبغ، ما يزيد من إمكانية إقبالهم بعد ذلك على التدخين.
وشملت هذه الدراسة 2423 طفلاً من ستة بلدان، وتمكن 68 بالمئة منهم من التعرف على علامة واحدة للسجائر على الأقل، وفق القائمين على هذه الدراسة الصادرة عن كلية غونز هوبكنز للصحة العامة في مدينة بالتيمور (ولاية ماريلاند شرق الولايات المتحدة).
ولا شك في أن التدخين يعزى إلى عدة عوامل، لكن الأبحاث أظهرت أن تقبل الإعلانات المروجة لعلامات السجائر بإيجابية يزيد من خطر الإدمان على التدخين.
وفي العام 2003، اعتمدت منظمة الصحة العالمية اتفاقية للحد من تأثير الإعلانات والحملات الترويجية التي تطلقها مجموعات التبغ.
لكن لا يزال ينبغي قطع شوطاً كبيراً قبل تطبيق هذه الاتفاقية بالكامل، على حد قول القائمين على هذه الدراسة.