في تحليل لنتائج ثلاث دراسات حديثة، أطلق باحثون أميركيون نداءً عبر مجلة “أنلز أوف إنترنال ميدسن” التابعة للـ”كلية الأميركية للأمراض الداخلية” يدعو البالغين إلى التوقف عن استخدام الفيتامينات والمكملات الغذائية، بعد أن أثبتت الدراسات أنها لا تقدم فوائد صحية تذكر، بل إنها قد تتسبب ببعض الأضرار الصحية في حال المبالغة في الاستعمال.
واستند الباحثون على دراستين حديثتين نشرتا، الاثنين، في ذات المجلة إضافة إلى دراسة ثالثة قديمة نشرت في وقت سابق من هذا العام، خلصت جميعها بعد متابعة استمرت لسنوات طويلة إلى أن الفيتامينات المكملة التي تستخدم بشكل يومي من قبل البالغين وكبار السن لا تقي الأصحاء من الأمراض القلبية والوعائية كالنوبات القلبية والذبحات الصدرية والسكتات الدماغية، ولا تقي مرضى القلب من النوبات القلبية المستقبلية، ولا تحد من السكتات الدماغية عند المرضى الذين سبق وأن أصيبوا بها، وليس لها دور في الوقاية من السرطان، كما أنها وعلى عكس الاعتقاد السائد لا تقلل من أعراض الشيخوخة كانخفاض الإدراك والنسيان.
وفي تصريح حصري لـ”العربية.نت” أجابت الباحثة سينثيا مولرو، إحدى المحررات المشاركات في إعداد التحليل، على سؤال عن فوائد الفيتامين “د” المتواجد في بعض هذه المكملات الغذائية في حماية المسنين من ترقق العظام، قائلة: “يمكن العودة للتوصيات التي نشرتها مجلتنا في وقت سابق من هذا العام استناداً على تحليل للعديد من الدراسات التي بحثت عن فوائد الجرعات اليومية من الفيتامين “د” والكالسيوم في الوقاية من ترقق العظام، لم تظهر الدراسات أي فوائد لهذه الجرعات في الوقاية من الكسور العظمية، بل إن الجرعات الزائدة يمكن أن تتسبب بحصوات الكلية”.
وعن مدى شيوع استخدام الفيتامينات المكملة قالت الباحثة: “في إحصاء جرى عام 2006 ظهر أن أكثر من نصف البالغين في أميركا يستخدمون الفيتامينات المكملة، ويبدو أن النسبة زادت من حينها حتى الآن، إذ تظهر الإحصاءات الاقتصادية أن الشركات المنتجة للفيتامينات المكملة قد باعت في عام 2010 ما قيمته 28 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها، وتشير إحصاءات أخرى إلى نتائج مماثلة في البلدان الأوربية والمملكة المتحدة”.
وتروج الشركات الدوائية لخلطات مختلفة من الفيتامينات المكملة للاستخدام اليومي، وتستخدم بين البالغين على أنها تقي من الأمراض القلبية وأعراض الشيخوخة والنسيان والخرف وترقق العظام والسرطانات، ويشيع استخدامها بشكل واسع جداً في مختلف دول العالم ومنها الدول العربية والخليجية رغم غلاء أسعارها نسبياً وفشل الدراسات المتكررة في إظهار أية فوائد لها على الصحة العامة.
ويحصل الإنسان على الفيتامينات التي يحتاجها جسده من المأكولات التي يتناولها، وبالتالي تكون هذه المكملات الغذائية زائدة عن حاجته، وبالمقابل قد تستخدم هذه المكملات الغذائية طبياً في بعض الأحيان للمرضى الذين لا تحوي وجباتهم لسبب أو لآخر على الفيتامينات اللازمة أو يعانون من نقص التغذية، أو عند الحوامل، كما توصف بعض الفيتامينات للأطفال للوقاية من العديد من الأمراض الخطيرة.