بخصوص التمثال المزمع إقامته في عين قنية

Mad

بعيداً عن آرائنا الشخصية، دعونا ننطلق من عدة حقائق التي لا علاقة لها بآرائنا، لأنها حقائق موجودة بالفعل لا نستطيع إنكارها.

أولا، هنالك أزمة في سوريا.

ثانياً، الناس منقسمون تجاه هذه الأزمة حتى داخل البيت الواحد.

ثالثاً، بخصوص شخصية العميد عصام زهر الدين أيضا هنالك انقسام، فمنهم من يراه بطلا لن يتكرر ومنهم من يراه مجرد ضابط في الجيش محسوب على النظام.

انطلاقاً من هذه الحقائق يجب أن لا يتم طرح فكرة إقامة تمثال للعميد عصام زهر الدين من الأساس، لأن في ذلك تكريس لهذا الانقسام.

ومع ذلك تم طرح هذه الفكرة في عين قنية.

وبعد طرح هذه الفكرة وجدنا أنفسنا أمام حقائق أخرى أيضا لا نستطيع إنكارها.

أولا، هنالك مجموعة من الناس تعارض فكرة إقامة تمثال لهذا الشخص كونه محسوب على النظام.

ثانياً، هنالك مجموعة أخرى ترى أن التوقيت غير مناسب، على الأقل في الوقت الراهن ريثما تنتهي هذه الازمة في الوطن.

ثالثاً، هنالك مجموعة ثالثة وعددها كبير ترى أن المكان المزمع إقامة التمثال فيه غير مناسب.

رابعاً، هنالك حقيقة أخرى مهمة جداً، وهي أن مشروع إقامة تمثال للعميد عصام أو لغيره، هو في الحقيقة مشروع غير حيوي وغير إجباري، ولا يزيد في الوطنية شيئاً ولا يساهم في تقدم وازدهار البلد. بمعنى آخر البلد ماشية معه أو بدونه.

وانطلاقا من هذه الحقائق كان من المفترض صرف النظر عن فكرة إقامة التمثال، ولكن مع ذلك أصرت مجموعة من الأشخاص في القرية على إقامة التمثال، وفي هذا التوقيت وفي المكان الذي حددوه هم.. هل يعقل هذا يا اخوان؟

يعني هل يعقل هذا الاستهتار بآراء الناس بهذا الشكل؟ هل يعقل أن يضرب هؤلاء بعرض الحائط بآراء مجموعة كبيره من الأهالي؟

يا اخوان.. يجب أن نعترف أن الوضع في سوريا خطير ومبهم وعسير على التحليل في عدة أمور. إذن فلتكن البوصلة هي الوطن والسلم الأهلي ومصلحة ومستقبل البلد.

لندع التاريخ يحكم على شخصية عصام زهر الدين وغيره، ولندع أبناءنا وأحفادنا يحكمون ويقررون بشأن إقامة تمثال له أو لغيره.

وأقول للجميع أنه باستطاعة كل شخص يرغب تكريم العميد عصام زهر الدين دون أن يفرضه على أحد، في بيته وفي موقفه وفي وسائل التواصل الاجتماعي، دون اللجوء لإقامة تمثال، لأن للتمثال تبعات ومعان تختلف.

وأقول أن عدم إثارة حساسيات وانقسامات جديدة هو أهم من إقامة تمثال.

وتذكروا يا اخوان أن الأموال التي ستدفع في اسمنت التمثال، حتى لو كانت تبرعات من أشخاص مقتدرين، فالأولى أن تذهب هذه الأموال لإخوتنا المحتاجين في الوطن.

دعونا نفكر بمشاريع تجمعنا، مشاريع تحفظ مستقبل أبناءنا، دعونا نربي أطفالنا على حب الوطن وليس حب اشخاص بالوطن، نربيهم على حب واحترام الجندي المجهول في الوطن والشهيد المجهول الذي يمثل كل الشهداء، لأنه في النهاية كل هذا الدم هو دم سوري.

ملاحظة: التعليق على هذه المادة بالاسم الحقيقي الثلاثي فقط.

تعليقات

  1. كل الاحترام للاخ مديح منذر على شجاعتك في طرح الموضوع وبشكل مفصل ودقيق .وبلاخص عن المجموعه التي اتخذت قرار يخدم مصلحتهم الشخصيه ودون اي اعتبار لئهالي القريه شيوخ وشبابا

  2. كلام منطقي جدا وحسب رايي لازم يكون اجماع لكل البلد وموافقة البلد لاقامة تمثال للشخص وللموقع

  3. انقذوا حياة طفل أهم من إقامة تمثال لشخص ينطبق زو عليه مَثَل ” دفشني وشوف ماجحشني”
    معاً لأنقاذ حياه الطفله هبه من جرمانا
    هبه منعم الحسن طفله عمرها اربع سنوات ونصف من جرمانا تعاني من تشمع في الكبد وقد اجريت لها عدة عمليات جراحيه للمحافظه على حياتها واليوم هي بحاجه ماسه الى زراعه خلايا ونقلها من الأم او الأب للحفاظ على حياتها

  4. جزيل الشكر للدكتور والأخ مديح منذر على هذه المقاله الجريئه التي تدل على الوعي وحب البلد والوطن بمعناه الصحيح والواقعي.وأتمنى على المبادرين بمثل هذه الافكار ” اقامة التمثال” الاخذ بعين الاعتبار الاشخاص المعارضين للفكره وعددهم كبير . وهنالك مشاريع كثيره في بلدنا اقامتها اوجب واهم. من اجل مستقبل افضل لأبنائنا .
    علينا بتعليم ابنائنا كيف نحب الوطن وارض الوطن وليس عبادة اشخاص من الوطن.

    1. المعارضين عددهم كبير هذا ممكن ولكن لا تنسى ان مؤيدي الفكره عددهم اكبر بكثير ويجب عليك احترامهم

  5. كلام في الصميم د مديح أحييك على طرح الموضوع وأوافقك الرأي وأضيف أن اقامة التمثال له تبعات سلبية الان ومستقبلا على كل قرى الجولان وسكانه

  6. مديح منذر
    كل الشكر لك لإثارة هذا الموضوع قبل فوات لأوان
    نحن الموحدون في سورية جزء له مكانته في الوطن
    وكي لا نكون ضد شعبا وأهلنا السورين بغض النضر عن طوائفهم
    وحفاضاً على تاريخنا ونسعى لأجيالنا أن تبقى مرفوعة الرئس عالياً
    و تتغنى بتاريخها المجيد
    الحرب في الوطن لم اتنتهي بعد وأتوقع أنها في البدايه لذالك يجب الحذر
    عاشت سورية لكل السورين
    الكل راحل والوطن باقي

  7. كل الاحترام للدكتور مديح على هذا الكلام إقامة مثل هذا التمثال تعزيز للخلافات الموجودة وزيادة للضغائن والاحقاد بغض النظر من هو الذي سيقام له التمثال سواء كان بطلا او مجرما

  8. تحياتي د مديح
    وجهة نظر واضحة وتمثل الوجه الأعمق لفكرة تجسيد الوطن. ففي هذه الفترة الزمنية بالذات يجب علينا ترميم أفكارنا بما يخص فكرة الوطن فما زال امامنا أشواط تقطعها حتى نرى الوطن فكرة واضحة عميقة غير قابلة للتجسيد من خلال شخص اي كان ، وما زال امامنا وقت لإعادة التفكير بمصطلح العروبة الذي بات وللاسف مجرد فكرة لا تدعو للفخر واحد الأسباب لذلك هو النظر الأوطان من خلال أشخاص.
    لا ضير في تكريم الأشخاص ولكن التكريم يأتي بمرحلة ما بعد المفهوم الحقيقي الانتماء أو الإيمان بقيمة الانتماء على الأقل.
    فحبذا لو نعلم أولادنا قيمة ومعنى الأنسان قبل تجسيده بتمثال .
    في هذا الزمن الرديئ، غلب السطحي على العميق وبات المظاهر القيمة الأكبر وللاسف.

التعليقات مغلقة.

+ -
.