بدء سريان اتفاق وقف القتال في سوريا وكيري يحث الجميع على الالتزام به

بدأ تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا عند غروب الشمس مساء الاثنين ولو أنه من غير الواضح إن كان الالتزام بهذا الاتفاق سيصمد أم لا.

وحث وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، جميع الأطراف على الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه بلاده مع روسيا بشأن سوريا بعد محادثات ماراثونية بين الطرفين.

وأقر كيري بأن من المحتمل أن يتم خرق الاتفاق خلال الساعات أو الأيام المقبلة لكنه أضاف أن الاتفاق الحالي ربما يشكل آخر فرصة لاستئناف عملية السلام السورية وإبقاء سوريا موحدة.

وأعلن الجيش السوري في بيان جديد عن “تجميد العمليات العسكرية بدءا من مساء الاثنين”، بعد دقائق من دخول الاتفاق المهم بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا حيز التنفيذ.

وبث التلفزيون السوري مقتطفات من البيان جاء فيها أن “تجميد العمليات العسكرية يبدأ في الساعة 7 مساء (بالتوقيت المحلي أي الرابعة مساء بتوقيت غرينتش) وسيستمر حتى منتصف ليل الأحد (المقبل) على أراضي الجمهورية العربية السورية”.

وبالرغم من موافقة المعارضة السورية على الاتفاق، فإنها أبدت تحفظاتها الشديدة عليه.

وقالت جماعات المعارضة الرئيسية إنها تريد إيضاحات من الولايات المتحدة بشأن موضوع الجماعات التي تعرف بأنها إرهابية، والتي قد تستهدف بسبب ذلك.

وقال نشطاء إن وقف إطلاق النار صمد بصفة عامة. وقال أحد سكان المناطق الشرقية من مدينة حلب لبي بي سي إن القصف الجوي خلال اليوم توقف الآن.

وأضاف أن الطائرات التي تقصف السكان لن تظهر في سماء المدينة.

وتأمل وكالات الإغاثة أن تبدأ في إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في أقرب فرصة.

وقال نشطاء إن وقف إطلاق النار يصمد بصفة عامة.

وقال أحد سكان المناطق الشرقية من مدينة حلب لبي بي سي إن القصف الجوي خلال اليوم توقف الآن.

وأضاف أن الطائرات لم تعد تظهر في سماء المدينة.

وتأمل وكالات الإغاثة أن تبدأ في إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة من حلب في أقرب فرصة.

ومن المقرر أن تعقب الهدنة، التي تستمر 10 أيام، غارات أمريكية-روسية على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) المتشددين.

وأفادت وسائل الإعلام السورية الرسمية بأن الرئيس بشار الأسد رحب بالاتفاق، الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا في وقت متأخر الجمعة في جنيف، بعد أشهر من المحادثات بينهما.

وتعهد الأسد الاثنين باستعادة كل الأراضي من أيدي جماعات المعارضة، قبل ساعات فقط من بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة.

وتأتي تعليقات الأسد في الوقت الذي طالبت فيه عدة فصائل من المعارضة بضمانات بشأن الاتفاق.

ويقول محللون إنه من المحتمل على الأكثر مع بدء الهدنة، استمرار وقف إطلاق النار في المناطق المحلية وتوسيع نطاق تطبيقه، وتأمين سبل الوصول إلى المناطق المحاصرة.

وكانت جماعة الجيش السوري الحر قد قالت في رسالة إلى الإدارة الأمريكية إنها في الوقت الذي “ستتعاون فيه إيجابيا” مع وقف إطلاق النار، فإنها تعبر عن قلقها من أن يفيد الاتفاق الحكومة السورية.

لكن جماعة متشددة أخرى من مسلحي المعارضة، هي أحرار الشام، رفضت الاتفاق.

وقال الرجل الثاني في قيادة الجماعة، علي العمر، في بيان بالفيديو: “جميع المعارضين الذين قاتلوا وعانوا لمدة ست سنوات، لا يمكنهم قبول أنصاف الحلول”.

ولكنه لم يقل صراحة إن جماعته لن تلتزم ببنود الاتفاق.

وشنت طائرات الحكومة السورية غارات مكثفة على عدة مناطق للمعارضة خلال نهاية الأسبوع، قتل فيها 100 شخص على الأقل.

كما شاركت الطائرات الروسية الحربية في العمليات في محافظتي إدلب، وحلب، بحسب ما ذكره نشطاء.

ويقول سباستيان أشر، محلل شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي، إن تكثيف العنف حدث كذلك في حالات سابقة لوقف إطلاق النار في سوريا.

وقال أبو عبد الله، أحد السكان الذين يعيشون في مناطق مسلحي المعارضة في حلب “نأمل أن يكون هناك وقف لإطلاق النار حتى يستريح المدنيون. إن القصف يتواصل ليل نهار، وهناك قتل يستهدف أشخاصا بعينهم، وهناك مدن محاصرة”.

وأضاف “لم يعد المدنيون يأملون خيرا.”

وتنشيء الولايات المتحدة وروسيا، بعد ذلك، مركزا مشتركا لقتال الجماعات المسلحة، ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة فتح الشام، التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقد قتل حتى الآن في الصراع في سوريا – الذي بدأ بانتفاضة على الرئيس الأسد – ومازال مستمرا لأكثر من خمس سنوات، أكثر من 250 ألف شخص على الأقل.

كما فر ملايين إلى الخارج، ويسعى كثير منهم إلى الحصول على اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي، ولكن لا يزال نحو 18 مليون شخص باقين في سوريا، التي قسمها القتال بين قوات الحكومة، ومسلحي المعارضة.

+ -
.