بستان الكرز – انطون تشيخوف المذهول في مجدل شمس – د. ناصر ناصر

بقلم: د. ناصر ناصر – مجد الكروم

في عام 1904 ألف الكاتب الروسي العظيم مسرحيته الأخيرة بستان الكرز، وتحديداً وللصدفة تدور أحداثها في شهر أيار.
لم يتوقع تشيخوف بأكثر أحلامه وردية أن يجد شخصيات تجسد المهزلة والبؤس في سلوكياتهم والانفصام على أرض الواقع، وبعد أكثر من قرن بتطابق مثير كما سلك بعض (الزائرين) من عرب القرن الواحد والعشرين بمحصلة من محصلات نكبة 1948.

لنعد إلى أيار 1904 حيث تحدثت المسرحيه بأسلوبها الساخر عن عائلة ارستقراطية غرقت في الديون، ما اضطرها إلى بيع الضيعة التي تملكها وتحويل بستان كرز جميل إلى أكواخ للضيافة وقطع أشجار الكرز.
وبأسلوب رائع اخرج ستانسلافسكي المسرحية وتم عرضها على مسرح موسكو عام 1904، ولكن بزاوية تراجيدية لما حصل للعائله من إفلاس وانفصام سلوكي بعدم تقبل الواقع كما هو.

ولنعد إلى أيار 2020
استمعت هذا الصباح إلى صديقي وزميلي من أيام الدراسة، الأخ نبيه عويدات من مجدل شمس، في مقابلة معه براديو الشمس، وهو يتحدث بهدوء مشوب بالسخرية على التخريب والعبث من قبل المارقين (زوار الثماني واربعين) ببساتين الكرز ذات الملكية الخاصة، والتي يتعب أصحابها على مدار السنة للحفاظ عليها والعناية بها.
للحقيقه رأيت تشيخوف يتجول في بساتين مجدل شمس وهو يشرف على مشاهدة هذه التراجيديا لشخصيات مسرحيته المصابين بانفصام سلوكي واخلافي وقيمي، بعد أن تركوا كل هذا في بيوتهم وغزوا غزوة الكرز الجولانية.

بتواصلي مع نبيه لم أجد الكلام. كانت حالة من الحزن والغضب لأنني أتواصل مع امتداد لي في بلاد الشام، الذي نزوره لنتضامن مع هويته العروبية السورية أو من منطلق الحفاظ على العلاقات الاجتماعيه بفرح او بترح، أو من خلال علاقات وتواصل مهني مع زملائنا أطباء الأسنان الذين نعتز بهم وبعلاقاتنا المهنيه معهم.
تذكرت موسم الزيتون في بلادنا في قديم الزمان، عندما كنا نجمع حبات الزيتون كان أهلنا يحذرونا أن نقترب من حبات زيتونة مجاورة لنا لأنها لجيراننا والجيرة قيمة مقدسة.

ما حدث من تغيرات اجتماعية في بستان الكرز وتناقضات في المجتمع هو بالضبط ما أصاب البعض هنا – خسرنا قيماً كانت من المسلمات مقابل عدد من حبات الكرز اليتيمة
برغم الغضب والحزن إلا أن كرم الضيافة وحسن الملقى من قبل أهلنا في الجولان ومتانة العلاقه مع كل الناس الطيبين والشرفاء سيبقى السياج الحقيقي الذي سيحمي بساتين الكرز.
#عيب#

تعليقات

  1. شكرا كثير على هذا المقال الجميل.اهلنا واحبتنا عرب ٤٨ ما تفهمونا غلط البيت بيتكن والأرض أرضكن بس بل مقابل حافظوا على هذا البيت والأرض .هذا الشي الي نحنا محافظين عليه ومتجذرين فيه هو ارضنا وبيتنا لولا هيك كنا ترحلنا .هذي الارض عمنتعب عليها كل سنه وهي مصدر رزقنا الرئيسي.من فضلكن حافظو معنا على هذة الأرض واهلا وسهلا فيكن.بس بل بدون تخريب.

  2. القصه مش هيك
    بدأت القصه عندما قررت انا وعائلتي المكونه من خمس افراد السفر الى مجدل شمس للتنزه وطبعا الكل يعرف انه الطلعه الها مصاريف فقررنا قبل خروجنا ان ندخل لاحد المطاعم هناك وبعد ذالك نذهب الى احد كروم الكرز ونشتري منه ما تيسر من حبات الكرز
    وفي الطريق طلب مني عبدالحميد البن الاصغر لي ان نتوقف ليدخل الحمام وفعلا توقفت في محطة البنزين في بقعاتا وطلبت من العامل هناك الدخول للحمامات فقالان الحمامات معطله وانا بدوري لم اكترث اكملت الى قربةمسعده دخلت الى محطة البنزين وطلبت الدخول للحمامات فكان الجواب ان الحمام معطل غير صالح للاستعمال فطلبت من العامل استعمال حمام المعاقين فقال لي انه ايضا معطل اكملنا الطريق ال مجدل شمس
    لا اريد ان اطيل في مجدل شمس كان نفس الجواب كما في بقعاتا ومسعده يعني بالعربي
    متفقين كنهن الجماعه القرى الثلاث علينا
    وانا بدوري ما دخلت لاعلى مطعم ولا اشتريت كرز
    لانه بستاهلوش
    وبالاخر اعملناها 💩💩💩💩😡😡😡بالاحراش
    شعب اذا ضرب الحذاء برأسه صاح الحذاء بأي ذنب اضرب

    1. يا اخ shadli
      عيب عليك تحط بيت الشعر”شعب اذا ضرب الحذاء برأسه صاح الحذاء بأي ذنب اضرب”
      هذا بيدل على اخلاقك وتربيتك انت.
      الجولان كان وبيضل بيت واسع لكل العرب واهل الجولان ما عمرن قصرو مع حدا اما عيب عليك بدل ما تعتذر عن الخراب هلي سببتو عنا بالاراضي والاضرار هلي عملتوها تجي وتتهجم على اهل الجولان وتقول صاح الحذاء بأي ذنب اضرب.
      كل انسان بيتصرف بأصلو!
      بعض المزارعين خسرو معضم موسمهمم هلي بيعيشو منو اولادهم من ورا الخراب هلي تسبب في جماعتك. وانت جاي تحكيني عن الحمام المعطل!! فعلا الي ستحو ماتو

    2. مش فهمانك عمتبرر الخراب الي عملو جماعتك؟؟بعدين نحنا بنستاهلش تجيش لهون لا… قلت شوفت امثالك اريح بكثير..انشرررر

  3. استاذ شادي
    الامر ليس كما تقول ..ربما (خوفا من العدوى) اذا كلامك دقيق طول عمرهن اخل الجولان بيعتبروا انن اهل مع عرب ال48 ومع جميع الاخوة الفسطينيين..نفس الهم ونفس الوجع ونفس المصير//لكن يا استاذ شادي ما فعلوه الاهل ببساتين الكرز وورق الدوالي فعلا شيء محزن و(مخزي) وبهيك حالي بروح (الطايع بجريرة العاصي)..لا تعصب الضرر كان كبير من قبل الاهل عرب الداخل والارض غالية والموسم هو اعتماد الحياة لاهل الجولان وسبب من اسباب صمودهم وبقائهم بارضهم……تعب سنة بيدعسو بالارض شي بوجِّع..اي لا تزعل ولا يعز عليك زعال من ناسك اللي خربوا ودمروا ودعوسو الموسم) عنجد اللي حصل بخجِّل وبيوجع, اذا بدك تزعل زعال ع تصرفات جماعتك

    ونبقى اهل

التعليقات مغلقة.

+ -
.