«بوتوكس» النجوم يعطب التمثيل

لم يعد جديداً القول إن عمليات التجميل أضحت موضة أساسية في حياة نجوم الدراما العربية، لا يكاد يخلو وجه ممثلة أو ممثل، من «بوتوكس» أو «سليكون» أو «شفط» أو «حقن»، لكنّ اللافت أن هذه الظاهرة أصبحت علامة مسجلة بأسماء بعض هؤلاء، فالنجم الفلاني معروف بشدّ وجهه، والممثلة الفلانية مشهورة بـ «خدود البوتوكس»، والنجمة العلانية بالسليكون… وهكذا أضحت الطلّة «البهية» على المتابعين والمعجبين المحرك الأول لشهرة هذا النجم أو ذاك، على رغم أن ردود الفعل والانفعالات أضحت في أقل تأثيراتها أمام الكاميرا، بخاصة في ما يتعلق بالوجه.

هذه التحسينات المصطنعة وقفت حائلاً في وجه تقديم أحاسيس ومشاعر الشخوص، وحولت أداء الممثل إلى آليات جامدة، تخلو من أي إبداع.

وفي السنوات القليلة الماضية، خصوصاً في الموسم الماضي، تابعنا سقوط عدد كبير من هؤلاء النجوم في التكرار والتشابه، فكثرة هذه العمليات تركت الممثل/ الممثلة في موقف حرج، ولم يستطع معظمهم الخروج منه، خصوصاً في ظل تكاثر عمليات التجميل، وتجمد الوجه، وعدم قدرتهم على استخدامه في الأداء الذي تحول إلى جمل مفرغة من أي محتوى أو معنى مع محاولات لمزج الحوارات بانفعالات صوتية مصطنعة، بعيداً من الطبيعية والعفوية المطلوبة في فن التمثيل.

وعلى ما يبدو أن هؤلاء النجوم يعتقدون أن الجمال هو أساس النجاح والنجومية، ولكن في الوقت ذاته نسوا أن الجمال وحده لا يكفي في مهنة المشاعر والأحاسيس، بخاصة أن علامات الشد والنفخ حولّتهم إلى مجرد آلات لا تحمل أي إبداع حقيقي، وكأنهم أصبحوا مدبلجين ولكن هذه المرة ليس لمسلسل تركي أو مكسيكي أو إيراني، بل هم مدبلجون عرب لمسلسل عربي.

وتشير الصور الآتية من مواقع التصوير الحالية إلى أن هذه الظاهرة في توسع في شكل ملحوظ، فمعظم نجوم الصف الأولى في سورية ومصر ولبنان والخليج مستمر في عملياته التجميلية، بوجوه «خاصةً» تحولت إلى لوحات فنية خالية من أي تعبير ولا يمكن أن تقدم أية انفعالات. فهل هذا ما ينتظرنا في الموسم الدرامي المقبل؟

+ -
.