قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن اتفاقا لوقف إطلاق النار تم إبرامه بين الحكومة السورية والمعارضة برعاية روسيا وتركيا.
وفي كلمة له خلال اجتماع مع وزيريه للدفاع، سيرغي شويغو، والخارجية، سيرغي لافروف، قال بوتين إنه جرى توقيع ثلاث وثائق تمهد الطريق لحل الأزمة السورية.
وقال بوتين إن الوثائق تضمنت اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة وإجراءات لمراقبة الاتفاق وبيانا بشأن الاستعداد لبدء محادثات السلام لحل الأزمة السورية.
وأضاف الرئيس الروسي أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها “هشة وتحتاج لعناية خاصة وتعاون”، وأن روسيا وافقت على الحد من انتشارها العسكري في سوريا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن وزارته بدأت الاستعدادات لاجتماع لحل الأزمة السورية في أستانة، عاصمة قازاخستان.
وأعلنت الرئاسة التركية أن الرئيسين بوتين وأردوغان تناولا خلال مكالمة هاتفية اليوم موضوع وقف إطلاق النار والتحضيرات لاجتماع أستانة المزمع عقده قريبا.
وفي مؤتمر صحفي في أنقرة، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن الاتفاق يشكل “فرصة تاريخية يجب عدم إضاعتها”.
وزارة الدفاع الروسية تنشر قائمة الجماعات المعارضة الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، حسب وكالة ريا نوفوستي للأنباء، وتتضمن:
فيلق الشام
أحرار الشام
جيش الإسلام
ثوار أهل الشام
جيش المجاهدين
جيش إدلب
الجبهة الشامية
وأكد الجيش النظامي السوري أنه سيوقف كل عملياته العسكرية ابتداء من منتصف الليلة القادمة (العاشرة ليلا بتوقيت غرينتش).
وقال بيان الجيش السوري إن الاتفاق يستثني تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام، التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة، وكل الجماعات المرتبطة بهما.
وأكدت الرئاسة التركية أن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا لا يشمل المجموعات المدرجة في قوائم المنظمات الإرهابية لدى مجلس الأمن الدولي.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن الاتفاق يهدف إلى تعميم وقف إطلاق النار في حلب إلى سائر أرجاء سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع، وإعادة إحياء جهود الحل السلمي للأزمة السورية.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، اتفاق وقف إطلاق النار “فرصة حقيقية” لتسوية سياسية.
وأضاف المعلم في مقابلة مع التلفزيون السوري الرسمي أن على “من يرغب فعلا بإنهاء الأزمة وتلبية تطلعات الشعب السوري أن يذهب إلى أستانة من أجل التوصل إلى حل”.
وخلال مؤتمر صحفي في أنقرة، قال الناطق باسم الجيش الحر، أسامة أبو زيد، أن الاتفاق يستثني أيضا وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما لم يؤكده أو ينفه أي من الأطراف الأخرى.
وأضاف أبو زيد أن الحكومة الروسية تفاوضت باعتبارها جهة ضامنة للنظام، وتركيا تفاوضت بصفتها طرفا ضامنا للمعارضة.
وأعرب الائتلاف السوري المعارض دعمه للاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية تركية روسية. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” السوري، احمد رمضان، إنه يحث كافة الأطراف على التقيد به.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن في وقت سابق أن تركيا وروسيا ستكونان الضامنان للسير الحسن للاتفاق.
جبهة فتح الشام
وبينما أكدت روسيا استثناء جبهة فتح الشام، المسماة سابقا جبهة النصرة، من اتفاق وقف اطلاق النار، قال محمد الشامي، القيادي في الجيش السوري الحر إن خلافا لا يزال يدور في الكواليس حول إدماج جبهة فتح الشام من عدمه.
وكشف الشامي، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن النظام طلب إدماج فتح الشام في اتفاق وقف إطلاق النار حتى يضمن حيادها ويتفرغ لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، خصوصا في تدمر.
ردود الفعل الدولية
في أولى ردود الفعل الدولية، رحب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا، بإعلان وقف إطلاق النار، وقال إنه يأمل أن يسهم الاتفاق في إنقاذ أرواح المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ويمهد لمحادثات بناءة في أستانة.
وقالت متحدثة باسم دي ميستورا في بيان إن هذه التطورات ينبغي أيضا “أن تساهم في مفاوضات شاملة وبناءة بين السوريين تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في الثامن من فبراير/شباط 2017.
ورحبت واشنطن أيضا بالاتفاق معتبرة إياه “تطورا إيجابيا”. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عن أمل بلاده أن ينفذ وقف إطلاق النار في سوريا بشكل كامل وأن تحترمه جميع الأطراف.
وفي بيان نشرته الخارجية الإيرانية، رحب وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا. جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية لظريف مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الخميس.
كما رحبت الحكومة الأردنية بالاتفاق وباستعداد الأطراف المتنازعة لبدء مفاوضات السلام. جاء ذلك على لسان وزير الإعلام الأردني والناطق باسم الحكومة، محمد المومني، في بيان بثته الوكالة الرسمية للأنباء، بترا.
ورحبت مصر أيضا بقرار وقف إطلاق النار. وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على الأهمية البالغة لتطوير رؤية مشتركة للقوى الوطنية السورية للخروج من الازمة السياسية الراهنة في البلاد.
جاءت هذه التصريحات لدى استقبال شكري اليوم أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري والقيادي بمجموعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، حسب ما أعلنه أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.