ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الثلثاء)، بعدم تعاون الولايات المتحدة مع روسيا في النزاع السوري، مشيراً إلى أن “تفكيرها مضطرب”.
وقال، في ما يعتبر أقسى انتقاد يوجهه إلى واشنطن حول الأزمة السورية، “أعتقد أن بعض الشركاء مصابون بتشوش ذهني”.
وأضاف خلال منتدى اقتصادي في موسكو “الآن، غالباً ما نسمع أننا نقصف الأهداف الخطأ وليس تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”، مؤكداً أن “روسيا طلبت من واشنطن تزويدها لائحة بالأهداف، لكن واشنطن لم ترد”.
وتابع “ثم عدنا وطرحنا سؤالاً آخر: أين يجب أن نضرب، لكن لا جواب هنا أيضاً، هذه ليست مزحة. لم أفبرك ذلك”، وتساءل “كيف يكون ممكناً العمل معاً؟”.
وأورد بوتين أن “بعض شركائنا مصابون بتشوش ذهني، وليس لديهم أي فهم واضح عما يجري حقيقة، وما هي الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها”.
وأوضح أنه “لا ضمانات تحول دون وقوع الذخائر التي يلقيها الأميركيون من الجو في أيدي إرهابيين”.
سقوط قذيفتين على السفارة الروسية في دمشق
سقطت قذيفتان اليوم (الثلثاء)، داخل حرم السفارة الروسية في دمشق، أثناء بدء تجمّع متظاهرين أمامها لشكر موسكو على تدخلها العسكري في سورية، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تعتبر قصف سفارتها عملاً إرهابياً.
وأضاف لافروف في تصريح نقلته «وكالة الإعلام الروسية»: «هذا عمل إرهابي صريح يهدف على الأرجح إلى ترويع مؤيدي الحرب على الإرهاب».
وسقطت القذيفتان داخل حرم السفارة القائمة في حي المزرعة في العاصمة بفارق دقائق بينهما، بينما كان حوالى 300 شخص في صدد التجمع أمامها لبدء تظاهرة شكر لموسكو على تدخلها العسكري إلى جانب قوات النظام في سورية.
وسقطت القذيفتان عند الساعة (10:20) صباحاً، عندما كان العشرات من المتظاهرين يرفعون الأعلام الروسية وصور الرئيس فلاديمير بوتين.
وعلى رغم حالة الرعب بين صفوف المتظاهرين نتيجة سقوط القذيفتين، أطلق عدد منهم هتافات مؤيدة لبوتين، مرددين: «بالروح بالدم نفديك يا بوتين»، وأخرى مماثلة مؤيدة لروسيا والرئيس بشار الأسد.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن: «القذائف أطلقت من مواقع الفصائل المتحصنة عند أطراف العاصمة».
ودخل النزاع السوري المتشعب الأطراف والمستمر منذ العام 2011، منعطفاً جديداً مع بدء روسيا شن ضربات جوية قالت إنها تستهدف «المجموعات الإرهابية»، في حين تعتبر دول غربية أن هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مقر السفارة الروسية لسقوط قذائف، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية إطلاق قذائف على حرم سفارتها في 20 أيلول (سبتمبر) الماضي.
وفي أيار (مايو)، قتل شخص بسقوط قذيفة هاون في مكان قريب. وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح عندما سقطت قذائف هاون أيضاً في حرم السفارة في نيسان (أبريل) الماضي.