في سوريا الميمونة الغرّاء | |
| تتهلل الدنيا بعيد جلاء |
عيد رفيف الورد فيه معانق | |
| رفّ البنود على الذرا الشمّاء |
عيدُ به أرض الكفاح سعيدةُ | |
| نشوى يعطّرها دم الشهداء |
هذا هو اليوم الأغرّ صباحه | |
| يزدان بالأنوار والأنداء |
هذا هو اليوم الذي آباؤنا | |
| صنعوه عبر جماجم ودماء |
اليوم عيد الثائرين وبهجة | |
| المتناصرين وفرحة البسلاء |
والنصر معقود اللوا للذادة | |
| الأحرار للأبرار للخلصاء |
ولمواطن فيه النضال موحد | |
| في النهج والأهداف والآراء |
نيسان ميدان البطولة والفدا | |
| وملاعب الحرية الحمراء |
* * * |
الغوطة الفيحاء هل ربيعها | |
| بثيابه الفتانة الخضراء |
في الشام تغريد البلابل جوقة | |
| خنقت فحيح خبيثة رقطاء |
لكنما رقطاء أخرى استوطنت | |
| في الهضبة السورية العرباء |
وتقلبت ملساء تلتهم الثرى | |
| بمسالك خداعة عوجاء |
تلك التي ورثت مفاسد أختها | |
| في الظلم والإرهاب والإيذاء |
يا لهفة الجولان طال عناؤه | |
| شوقاً إلى الوطن القريب النائي |
يا حسرة الجولان يندب حظه | |
| متعثراً في وعرة ظلماء |
ضاعت على درب المطامع أرضه | |
| يا ضيعة الفواحة الغنّاء |
واستنزفت آبارها وعيونها | |
| جّراً لري مزارع الدخلاء |
والمثمرات بها ذوت وتحرّقت | |
| عطشى تذوب لجرعة من ماء |
هل تنعم الأرض التي أصحابها | |
| يحيون فيها عيشة الغرباء؟! |
ورياضها في كل يوم عرضة | |
| لعواصف هدامة هوجاء |
كم قاومت ضماً وظل يشوقها | |
| ضمُّ لصدر الغوطة الفيحاء! |
* * * |
غدت الحياة عسيرة معزولة | |
| عن أي آمال وأي رجاء |
ذهب الجلاء ولم يعد فلربما | |
| أضحى مثيل الغول والعنقاء |
ذهب الجلاء ولم يعد فكأنما | |
| دفنته أيدي الرمل في صحراء |
لا، لن يعود “مجدداَ” إلا إذا | |
| ردته شنة غارة شعواء |
بفيالق هدارة وعزيمة | |
| صمّاء كالجلمودة الصمّاء |
لا، لن يعود مرقعاً ومشوهاً | |
| بل سالماً متكامل الأجزاء |
إنّ السلام تقوضت أركانه | |
| بتلاعب الأوغاد والخبثاء |
الغادرين الناكثين عهودهم | |
| أبداً لملء صحائف سوداء |
أين السلام؟ هل اختفت آثاره | |
| في عالم قاص عن الأنباء؟ |
أم روحه فاضت لغير تقمّص | |
| فتحولت معه إلى أشلاء؟ |
نستصرخ الوطن المفدى ينبري | |
| ليفكنا من قبضة الأعداء |
فالأهل فيهم نخوة وحمية | |
| ومروءة الشجعان والكرماء |
أحلى الأماني عودة محمودة | |
| عود الحبيب لموعد ولقاء |
وتهزنا شوق المشاعر حسرة: | |
| (هل نحتفي يوماً بعيد جلاء)؟ |