تاملات في ظل الواقع المر‎ – فائد زهر الدين

إخواني وأخواتي أبناء المجتمع الجولاني بكل أطيافه وتوجهاته،
لايمكن أن ننفي أننا نعيش واقعاً من نوع آخر لم نكن نتوقعه ولم نحسب له حساب، لذلك وجدنا أنفسنا نتخبط بشكل عشوائي غير مدروس، نحاول عبثا تفادي نتائجه الوخيمة على مجتمعنا، وبالكاد ننجح في ذلك مثلنا مثل الملايين من شعوب العالم الذي ألم به نفس المصير. ولو سالنا انفسنا يوماً: هل نحن حقا على غفلة تامة مما يحصل؟ الجواب حسب رايي لا، لأننا أيها الإخوة والأخوات نؤمن من خلال مذهبنا التوحيدي الحنيف المفعم بالدلائل والبراهين أن الأمور قد تتغير، وحتى أجدادنا من السلف الصالح كانوا يرددون على مسامعنا بعض هذه الدلائل، وعلى سبيل المثال قيل: “أنه سياتي زمان تتفرق فيه الدول وتتهاوى البشر ويكثر الهزل ويقل الخير وتكثر الشرور ويفرح صانع الشر وينكمد فاعل الخير ويقل العدل ويكثر عمل الفواحش وتقسى النفوس وتكثر العلل والعلات وتحتقر الاقوال والعبادات وتقل من الرجال النخوة وتكثر الصناعة ومعها تتسبب الشرور والفضاعة ويزداد الشتات وتتغير ارادات المخلوقات وتكثر الأواني المزخرفات وتكثر الطلبات واقتناء الحاجات وينتشر الخلاف بين البشر وتختلف الآراء ويكثر الازوراء ويكثر التردي وتستلم الامور العجيان، ترتفع الأسعار من التجار ويكثر بذل مال الحرام ويكثر تعدد الصفات وكشف أجسام العاهرات فإذا نصحت فضحت وإذا انزحت سلمت، تهمل الأرض ويحتقر العرض الشجاع يغدر ويذبح والكريم يفضح تتفرق أهل المعابد بين محسود وحاسد مياذن مكبرة واجسام مخدرة القصور العاليات من أهلها خاليات”، وغيرها وغيرها مما ورد على السنة الأجداد. ونحن اليوم للأسف الشديد على معزلة من هذه الأقوال ونسينا أن من لا ماض له فلا حاضر له ولا مستقبل، تمادينا أيها الأهل وهرولنا خلف المادة، تركنا الجوهر وتبعنا المظهر، حتى أن الغرباء عن جلدتنا باتوا يستغربون سلوكنا ومظاهرنا ويتساءلون إن كنا حقا بنو معروف أحفاد سلطان وسلائل السلف الصالح. أطلقنا العنان لاولادنا وبناتنا ولم نعد نحاسبهم ونرشدهم إلى سواء السبيل، ونسينا أن التربية تبدأ في البيت، وللأسف أصبح بعض كبارنا موضع شك في اعتقاد الاخرين مما أثر سلباً على سلوكهم، وبعد هذا كله هل يحق لنا أن نستغرب ما حل بنا؟
وأخيراً أيها الأهل أرجو أن لا يفهم كلامي أني أعمم فكما قيل بالعامية “إن خليت بليت “، فهناك الكثيرون ممن نعتز بهم ونرجوا أن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم.
وأخيراً أتوسل إلى العلي القدير أن يلطف بنا ويهدينا لما فيه الخير والأمان.

تعليقات

  1. واقع … واقع
    كل كلمه بمحلها….
    انشالله يوصل المعنى للكل بالطريقه يلي قاصدها

  2. اني كلي فخر اني تربيت وتعلمت وتثقفت على هالكلام الرائع الصادق وعلى مبادئ الحياة الاساسية يا معلمنا القدير المحترم
    عودتنا عطول انو نظرتك للحياة صائبة وثاقبة وبناءة ..
    اني بعتز كثير اني تخرجت من تحت دياتك الطاهرين يلي قضوا سنين طويلة بتربية ابناء قريتي بكل ضمير وصدق ومحبة
    احترامي وتقديري .. ودعواتي الك بالعمر الطويل والهني ونضل نفتخر فيك معلمنا الغالي ..

التعليقات مغلقة.

+ -
.