حسم أتلتيكو مدريد لقب الدوري الإسباني لكرة القدم بعد عودته بنقطة التعادل من معقل برشلونة (1-1) في الجولة الختامية للموسم، الذي شهد إثارة غير مسبوقة.
سجّل لبرشلونة أولاً التشيلي أليكسيس سانشيز (34)، وعادل لأتلتيكو الأوروغواياني دييغو غودين (49).
كان فريق العاصمة بحاجة للتعادل فقط ليتوّج باللقب، فيما كان الفوز وحده كفيلاً بإنقاذ موسم الفريق الكاتالوني الذي خرج خالي الوفاض باستثناء فوزه بكأس السوبر المحلية مطلع الموسم على حساب أتلتيكو بالذات.
هذا اللقب هو الأول لأتلتيكو من موسم 1995-1996، والعاشر في تاريخه، لينجح في كسر احتكار القطبين ريال مدريد وبرشلونة لبطولة الدوري منذ أن توّج بها فالنسيا موسم 2003-2004 (6 ألقاب لبرشلونة و3 لريال).
اختصار للموسم!
جاءت المباراة السادسة بين الفريقين هذا الموسم لتلخص حالهما؛ أتلتيكو ظلّ وفياً لنهجه وتفرّده بانضباط تكتيكي-دفاعي تفرّد به في القارة الأوروبية عامة مع فاعلية هجومية ملفتة، وبرشلونة حافظ على استحواذه الطاغي مقابل قلة حيلة نجومه في الثلث الأخير من الملعب إلى جانب هشاشة دفاعية ظاهرة.
وبهذا التعادل عجز المدرّب الأرجنتيني خيراردو مارتينو، الذي ربما يكون قد خاض مباراته الأخيرة مع برشلونة، عن تحقيق أيّ فوز على مواطنه دييغو سيميوني هذا الموسم (تعادل 1-1 و0-0 في كأس السوبر، و1-1 وخسر 0-1 في دوري الأبطال، و0-0 و1-1 في الدوري).
إصابتان.. وهدف مميّز
كان من الطبيعي أن يطغى اندفاع برشلونة على البداية إلا أن لاعبيه لم يختبروا قدرات حارس أتلتيكو البلجيكي تيبو كورتوا إلا بعد مرور 23 دقيقة حين التقط كرة خفيفة من ضربة رأس سدّدها بيدرو رودريغيز متابعاً عرضية من البرازيلي داني ألفيش.
على الجانب الآخر كانت غزوات “روخي بلانكوس” السريعة نحو مرمى الحارس بينتو خطيرة ومربكة للعائد من الإصابة جيرارد بيكيه ورفاقه في الخط الخلفي، لكن الفريق تعرّض لصدمة معنوية بعد خسارته لخدمات المهاجم دييغو كوستا، الذي خرج باكياً بعد إصابته (16) تلاه التركي أردا توران للسبب ذاته (22).
ولأن المصائب لا تأتي فرادى تلقّت شباك كورتوا هدفاً مميّزاً بعد عملية هجومية بدأها فابريغاس بتمريرة عميقة وصلت لميسي وسط حصار دفاعي فهيّأها من لمسة واحدة بالصدر وأطلقها سانشيز صاروخية في زاوية صعبة جداً وقف كورتوا عاجزاً حيالها (34)، وفي اللحظات الأخيرة من هذا الشوط كاد أتليتكو أن يخرج بأرقام متعادلة بعد ركلة ركنية نفّذها القائد غابي وأبعدها بينتو بصعوبة (45+1).
هدف التتويج
لم يمنح رجال سيميوني أيّ فرصة للفريق المضيف للتفكير بتأمين النتيجة، وذلك باندفاعهم المرعب نحو مرمى “بلاو غرانا”، جاء الإنذار الأول بتسديدة كوكي ارتدّت من القائم الأيمن (46)، ثم انفراد دافيد فيا وخروج في اللحظة الأخيرة من بينتو (47)، لكن الأخير عجز عن التعامل مع الكرة التي أطلقها غودين قوية كالرصاصة في المرمى (49) متابعاً ركنية غابي.
عاصفة أتلتيكو هدأت تدريجياً لكن رياحه الهجومية ظلّت تثير الارتباك بين لاعبي برشلونة خاصة مع خروج سيرجيو بوسكيتس مصاباً (55)، وظهر ميسي البعيد عن مستواه بهدفٍ ملغى بداعي التسلل (63)، ولم تنفع محاولات التدارك اليائسة من مارتينو حين زجّ بالبرازيلي نيمار وتشافي هيرنانديز أمام تماسك أتلتيكو وهدوئه المثير للإعجاب، لتستمر نتيجة التعادل حتى النهاية التي أعلنت تتويجاً مستحقاً لفريق أثبت جدارته وحظي بتصفيق أكثر من 90 ألف مشجّع برشلوني.