تجدد الاشتباكات القبلية الدامية في جنوب مص

تجددت الاشتباكات في أسوان صباح الأحد بين قبيلتي بني هلال العربية والدابودية النوبية رغم انتشار أليات الجيش وجنوده في المدينة الواقعة أقصى جنوب مصر.

وقررت وزارة الداخلية الدفع بتعزيزات جديدة من قوات الشرطة بينما تدرس فرض حال الطوارئ والتجوال في المنطقة.

ولقي شخصان آخران مصرعيهما وأصيب 10 في الاشتباكات الجديدة ليرتفع عدد القتلى في الاشتباكات التى بدأت الجمعة إلى 25 قتيلا وعشرات المصابين، حسب الرواية الحكومية.

وقالت وكالة أنباء أسوشيتدبرس إن عددا من أبناء قبيلة بني هلال احتشدوا بعد دفن عدد من أقاربهم الاحد وحرقوا عدة مساكن تابعة لأفراد من قبيلة الدابودية.

وأضافت الوكالة أن عشرات من الدابودية نزلوا إلى الشوارع حاملين الاسلحة النارية واشتبكوا مع المسلحين التابعين لبني هلال.

وقالت الوكالة إن الاشتباكات التى تجددت الأحد تلت زيارة قام بها المحافظ إلى المنطقة التى تقع في ضواحي المدينة.

في هذه الأثناء أعلنت سكك حديد مصر وقف حركة القطارات من أسوان وحتى السد العالي نتيجة تواصل الاشتباكات.

كما أغلقت عشرات المدارس في أسوان ابوابها وتم تعليق الدراسة فيها بعد قرار من المحافظ حتى استتباب الامن.

وأعلنت جامعة أسوان أيضا وقف الدراسة فيها لمدة يومين.

تعزيزات أمنية

على المستوى الامني أكد مصدر في وزارة الداخلية المصرية أنها تدرس فرض حظر التجوال وحال الطواريء في مدينة أسوان.

وقرر وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم تعزيز قوات الشرطة المتمركزة في أسوان بشكل عاجل لمواجهة العنف المتصاعد في المنطقة.

وكانت قوات من الجيش المصري مدعومة بالمدرعات قد انتشرت منذ عصر السبت في عدد من أحياء مدينة أسوان للحيلولة دون تواصل الاشتباكات القبلية هناك.

وكان محافظ أسوان قد طالب وزير الدفاع بالدفع بتشكيلات من الجيش إلى منطقة الاشتباكات بعد فشل الشرطة في السيطرة على الأحداث.

كما حاول رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب ووزير الداخلية محمد إبراهيم التوسط بين القبيلتين للتوصل إلى تهدئة ووقف الاشتباكات الدامية منذ وصولهما إلى أسوان السبت.

وكان محلب قد امر بتشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق في دوافع ومسببات الاشتباكات بين قبيلتي بني هلال والدابودية.

خلفيات سياسية

وقالت وكالة انباء الاسوشيتدبرس إن الخلاف بدأ لأسباب سياسية حيث اتهم بعض أبناء قبيلة الدابودية عددا من التلاميذ المنتمين لقبيلة بني هلال ذات الأصول العربية بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة.

جاء ذلك بعدما قام عدد من الطلاب برسم غرافيتي على الجدران يهين المرشح الرئاسي المحتمل عبد الفتاح السيسي، حسبما قالت الوكالة.

وكانت الرسوم التى انتشرت في مصر خلال الأسبوع الماضي على صلة بهاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي حصل على اعداد هائلة من التفاعلات ضد ترشح السيسي.

وحسب رواية وزارة الداخلية المصرية، فإن الصراع بدأ بسبب تعرض سيدة للمضايقة تبعها كتابة أبناء كل من القبيلتين المتصارعتين شعارات مسيئة على جدران منازل تتبع القبيلة الأخرى.

“تأجيج الصراع”

من جانبه ذكر العقيد احمد علي المتحدث العسكري على صفحته على فيسبوك إن الجيش تدخل لمحاولة احتواء الصراع بين القبيلتين.

وأضاف علي أن هناك مؤشرات على أن “الإخوان المسلمين تورطوا في تأجيج الصراع”.

وكان السيسي قد زار أسوان قبيل ساعات من الاشتباكات والتقى وفدا من أبناء قبائل النوبية الذين وعدوه بدعمه في الانتخابات.

وكانت الحكومة المصرية قد أدرجت الجماعة على لائحة الجماعات الإرهابية بينما تؤكد الجماعة نفسها أن ممارساتها تقتصر على العمل الخيري والسياسي بطرق سلمية.

وذكر شهود عيان للبي بي سي أن الاشتباكات المسلحة إندلعت صباح الجمعة في منطقة “السيل” الشعبية في أسوان واستمرت حتى فجر السبت وسط تراخ من أجهزة الأمن.

ويلوم السكان المحليون قوات الشرطة على عدم تدخلها لضبط الأوضاع الأمنية في المدينة السياحية وجمع الأسلحة غير المرخصة.

+ -
.