جمّد البنك المركزي الأوروبي أمس سعر الفائدة الرئيس عند مستوى قياسي منخفض يبلغ 0.25 في المئة، متمسكاً بسياسته على رغم مخاوف من أن يبقى التضخم في «منطقة الخطر» دون واحد في المئة. وكان قرار تثبيت الفائدة متوقعاً، ولكن نسبة قليلة من الاقتصاديين الذين استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم توقعوا خفض الفائدة. وأبقى «المركزي» سعر الإيداع الذي يدفعه على ودائع المصارف عند صفر في المئة وسعر الإقراض الحدي، المخصص للاقتراض الطارئ، عند 0.75 في المئة.
وبدوره جمّد «بنك انكلترا المركزي» أسعار الفائدة، في مسعى لإعطاء الاقتصاد مزيداً من الوقت للنمو قبل سحب إجراءات التيسير النقدي. وثبت البنك سعر الفائدة الرئيس عند 0.5 في المئة، أي المستوى ذاته منذ آذار (مارس) 2009، والذي حافظ عليه في غمار الأزمة المالية التي لم يتجاوزها الاقتصاد البريطاني بالكامل.
وأكدت لجنة السياسة النقدية أنها ستعاود استثمار 8.1 بليون جنيه إسترليني (13.5 بليون دولار) من حصيلة سندات حكومية اشتراها البنك ضمن برنامج التيسير النقدي وتستحق هذا الشهر. وأجبر التعافي القوي والمفاجئ لاقتصاد بريطانيا منذ مطلع العام الماضي، البنك المركزي على تعديل توقعاته للسياسة النقدية، في حين لا تشير السياسة الجديدة إلى تشديد نقدي سريع على رغم التعافي الاقتصادي.
وكان البنك أكد العام الماضي أنه لن يدرس رفع أسعار الفائدة إلا عندما تتراجع البطالة إلى سبعة في المئة، ولكن مع اقتراب البطالة سريعاً من ذلك المستوى، عدل البنك الشهر الماضي محور التوقعات ليشمل تقويماً أوسع نطاقاً لحجم الطاقة الإنتاجية غير المستغلة في الاقتصاد. وأشار إلى أن رفع الفائدة قد يبدأ في الربع الثاني عام 2015.
العملات والمعادن
إلى ذلك ارتفع اليورو وقلصت الأسهم مكاسبها بعد قرار «المركزي الأوروبي» تثبيت أسعار الفائدة. وصعد اليورو إلى أعلى مستوى للجلسة مسجلاً 1.3778 دولار بعد القرار مقارنة بنحو 1.3750 دولار قبله. وتعرض الين لمزيد من الضغوط في جلسة التعاملات الأوروبية أمس، ليتراجع إلى أدنى مستوياته في ستة أسابيع أمام اليورو ويتم تداوله قرب أدناها في أسبوعين أمام الدولار. وأشار متعاملون إلى أن موجة بيع الين جاءت بعدما أكد مستشارون لصندوق المعاشات الحكومي الياباني، وقوامه 1.26 تريليون دولار، أن الصندوق لا يحتاج التمسك بسندات الحكومة اليابانية كعامل أمان، في دلالة جديدة على أن الصندوق قد يحوّل مزيداً من الأموال إلى الأسهم والأصول الأخرى المنطوية على أخطار.
وارتفع اليورو 0.65 في المئة 141.375 ين، مسجلاً أعلى مستوياته منذ 24 كانون الثاني (يناير) الماضي، وزاد الدولار 0.4 في المئة إلى 102.74 ين مسجلاً أعلى مستوى منذ 21 شباط (فبراير) الماضي.
وتحرك الذهب في نطاق ضيق أمس واستقر قرب 1335 دولاراً للأونصة، مدعوماً ببيانات أميركية ضعيفة، بينما ينتظر المستثمرون لاستقاء الاتجاه من التطورات في أوكرانيا وتقرير مهم للوظائف الأميركية. وتوقع المتعاملون جلسة هادئة قبيل تقرير الوظائف الأميركية اليوم، والذي سيساعد في تقدير قوة سوق العمل في أكبر اقتصاد في العالم وأفق برنامج الحوافز لمجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي) الأميركي.
وتراجع السعر الفوري للذهب 0.1 في المئة إلى 1335.60 دولار للأونصة بعدما ارتفع 0.2 في المئة خلال الجلسة السابقة بسبب بيانات ضعيفة عن التوظيف في القطاع الخاص الأميركي ونمو قطاع الخدمات. واستقر سعر الفضة عند 21.16 دولار للأونصة، بينما تراجع البلاتين 0.1 في المئة إلى 1473.5 دولار، ليبقى قرب أعلى مستوياته في ستة أشهر نتيجة مخاوف في شأن المعروض بعدما انهارت أول من أمس المحادثات بين أكبر منتجي البلاتين في العالم واتحاد عمال التعدين والبناء في جنوب إفريقيا، ما بدد الآمال في إنهاء إضراب مستمر منذ ستة أسابيع. وارتفع سعر البلاديوم 0.4 في المئة إلى 771.5 دولار.