استأنف الطيران الروسي مشاركته القاذفات السورية في «قصف مكثف» على حلب وريفها عشية بدء شهر رمضان، ما أسفر عن ارتفاع عدد القتلى الى 500 خلال شهر ونصف الشهر وسط أنباء عن سقوط طائرة جنوب المدينة، في وقت استخدم الجيش الأميركي للمرة الثانية حاملة طائراته في البحر المتوسط في قصف مواقع «داعش» الذي تعرض لنكسات كبيرة في معقلة شرق حلب لدى تقدم «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية الى بعد بضعة كيلومترات من منبج.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «طائرة حربية سقطت في ريف حلب الجنوبي أثناء مشاركتها في عمليات القصف وسط تضارب المعلومات حتى الآن ولم يعرف ما إذا كانت سقطت بسبب استهدافها بصاروخ من قبل الفصائل المعارضة أم نتيجة عطل فني»، لافتاً الى «ان القصف المكثف مستمر على أحياء مدينة حلب لليوم الخامس والأربعين ما ادى الى جرح 2600 ومقتل 500 مدني بينهم 105 اطفال». وقال أحد العاملين في الدفاع المدني إن 32 شخصاً على الأقل قتلوا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وأضاف أن عمال الإنقاذ انتشلوا 18 جثة من تحت الأنقاض في حي القاطرجي وحده وهو الأكثر تضرراً جراء القصف.
وانضم الطيران الروسي الى حملة القصف بعد يوم من تمهيد وزارة الدفاع الروسية لذلك، باتهام فصائل إسلامية بقصف مناطق كردية ووجود ألفي عنصر من جبهة «النصرة» في ريف حلب. وستكون السيطرة الكاملة على حلب بمثابة جائزة كبيرة لحكومة لرئيس بشار الأسد يسعى الى تحقيقها خلال رمضان. كما وسع الطيران الروسي والسوري دائرة القصف ليطاول مدينة ادلب بين حلب واللاذقية. وأفاد «المرصد» بشن «عشر غارات استهدفت منطقة مسجد شعيب ومناطق أخرى عدة في مدينة إدلب، ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى».
وبعد حوالى أسبوع على إطلاقها معركة استعادة منبج من «داعش»، باتت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً على مشارف هذه المدينة التي تعد أبرز معاقل التنظيم في محافظة حلب شمالاً وصلة الوصل بينهم وبين الخارج. ووصلت هذه القوات «على بعد نحو خمسة كيلومترات من مدينة منبج الاستراتيجية» في ريف حلب الشمالي الشرقي، وفق «المرصد». وتقوم الطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي بدور كبير في معركة منبج الى جانب المستشارين والخبراء العسكريين الأميركيين وقال مسؤول في البحرية الأميركية إن مقاتلات أميركية شنت ثلاث غارات جوية لليوم الثاني على التوالي ضد أهداف لتنظيم «داعش» انطلاقاً من حاملة الطائرات هاري ترومان المتمركزة في شرق البحر المتوسط.
وفي معركة الرقة معقل «داعش» شرق سورية، لا يقتصر الأمر على «قوات سورية الديموقراطية» اذ شنت القوات الحكومية ايضاً بدعم جوي روسي هجوماً باتجاه الطبقة. ودخل الجيش الحكومي للمرة الأولى منذ نحو عامين محافظة الرقة. وباتت قواته على بعد أقل من 40 كيلومتراً من مدينة الطبقة.