أعلن نائب محافظ «بنك الاحتياط الأسترالي»، فيليب لو أمس أن تحقيق الصين طموحاتها لتحويل اليوان إلى عملة دولية سيكون «حدثاً مزلزلاً» للأسواق العالمية، إذ سيؤدي إلى تدفقات نقدية ضخمة وربما عملة احتياطات جديدة. وأشار إلى أن العملية ستستغرق بعض الوقت، ولكن بكين أبدت جديتها الأسبوع الماضي عندما وسعت نطاق سعر تداول اليوان. وأضاف في كلمة أمام مؤتمر مركز التمويل والتنظيم الدولي في سيدني: «تدويل اليوان، وما يرتبط به من تحرك الصين نحو تحرير حساب رأس المال وزيادة المرونة في نظام سعر الصرف، قد يحدث تحولاً مزلزلاً في المشهد النقدي والمالي العالمي».
ولفت إلى أن «التاريخ علمنا أن تخفيف القواعد المالية عملية تنطوي على أخطار، ولكن هناك عائدات جيدة في حال تنفيذها على نحو جيد». وأوضح لو أن «تحرير حساب رأس المال في نهاية المطاف سيؤدي إلى تدفقات كبيرة للأموال الصينية من الخارج وطلب أكبر على منتجات التحوط من أخطار العملة الصعبة».
الى ذلك، أكد رئيس فرع مجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي) الأميركي في أتلانتا دينيس لوكهارت ليل أول من أمس، أن «المركزي» سينتظر على الأرجح ستة أشهر على الأقل قبل رفع أسعار الفائدة، بعدما ينجز برنامجه لمشتريات السندات (التيسير النقدي). وقال خلال مؤتمر حول الاستثمار: «أعتقد أن الأمر سيستغرق فترة أطول من ذلك».
وأبقى «المركزي» سعر الفائدة القياسي قرب الصفر في المئة منذ أواخر عام 2008 لمساعدة الاقتصاد الأميركي على التعافي من ركود عميق. وكان لوكهارت يعقب على تصريح لرئيسة «المركزي» جانيت يلين الأسبوع الماضي توقعت فيه أن يرفع البنك أسعار الفائدة بعد نحو ستة أشهر من إنهاء مشترياته من السندات.
وقال: «ذلك في الواقع هو حد أدنى وليس حداً أقصى»، قبل أن يخفف من حدة تعليقاته مؤكداً أنها تعبر عن رأيه الشخصي. وكان عبّر عن انزعاجه لبقاء التضخم عند مستويات منخفضة، على رغم توقعاته بتسارع وتيرة النمو خلال الأشهر المقبلة. ولفت إلى أن تلك التوقعات السبب الأساس في رغبة «المركزي» زيادة أسعار الفائدة العام المقبل.
العملات والمعادن
إلى ذلك تراجع اليورو أمس وسط قلق المستثمرين بعدما كثف مسؤولو البنك المركزي الأوروبي جهودهم لدفع سعر العملة الموحدة إلى الهبوط عبر التصريحات، بينما لمح محافظ البنك المركزي الألماني ينز فايدمان، أحد أبرز الأعضاء الصقور في البنك، إلى تيسير كبير في السياسة النقدية. وسجلت العملة الموحدة أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع أمام الدولار بعدما أكد فايدمان أن أسعار الفائدة السالبة تبقى أحد الخيارات لكبح قوة اليورو، مضيفاً أن «التيسير الكمي ليس مستبعداً كوسيلة لمكافحة الانكماش».
وكان اليورو تراجع إلى أدنى مستوياته في سنتين ونصف سنة أمام الدولار منتصف الشهر الجاري، مع انحسار التوقعات باتخاذ «المركزي» الأوروبي مزيداً من إجراءات التيسير. ونزل اليورو إلى 1.3795 دولار، مقترباً من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع عند 1.3749 دولار والذي سجله أول من أمس، كما تراجع 0.2 في المئة أمام العملة اليابانية إلى 141.06 ين.
ومع هبوط اليورو ارتفع مؤشر الدولار 0.13 في المئة إلى 80.05، بينما استقر الدولار عند 102.30 ين، وسجل الدولار الاستــرالي أعلى مستــويـاته في أربعة أشهر أمام نظيره الأميركي عند 0.9217 دولار.
وانتعش الذهب من أدنى مستوياته منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي، ولكن بعض المؤشرات على تعافي الاقتصاد الأميركي وغياب الدعم من السوق، قد يحد من المكاسب لتبقى الأسعار داخل نطاق ضيق. وفي مؤشر على ضعف الطلب، استقرت علاوات السبائك في آسيا بين 25 سنتاً ودولار واحد للأونصة فوق الأسعار الفورية في لندن هذا الأسبوع، لأسباب منها بواعث القلق من أن اليوان الضعيف قد يضر بالطلب في الصين، المستهلك الكبير للمعدن.
وارتفع الذهب 0.34 في المئة إلى 1314.85 دولار للأونصة، بعدما تراجع إلى 1305.59 دولار أول من أمس، وهو أدنى مستوياته منذ 14 شباط الماضي.
وسجلت عقود الذهب الأميركية، التي تؤثر عادة في السعر الفوري، 1315.30 دولار للأونصة، مرتفعة 3.90 دولار، كما ارتفع سعر الفضة في التعاملات الفورية 0.8 في المئة إلى 20.08 دولار، والبلاتين 0.8 في المئة إلى 1424 دولاراً، والبلاديوم 0.4 في المئة إلى 784.72 دولار.
إلى ذلك أظهرت بيانات من صندوق النقد الدولي أمس أن روسيا زادت حيازاتها من الذهب بمقدار 7.247 طن خلال شباط الماضي، لترتفع إلى 1041.96 طن، كما أن تركيا زادت أيضاً احتياطاتها بعد هبوط حاد الشهر السابق. وأشارت البيانات إلى أن احتياطات تركيا ارتفعت 9.292 طن إلى 497.869 طن.