
أغلق مبنى “مقر القيادة” المهجور في القنيطرة هذا الأسبوع، وتم تسييجه بشكل كامل.
وتأني هذه الخطوة ضمن مشروع تطويري واسع بقيمة نحو 15 مليون دولار، تهدف إلى ترميم المبنى وتحويله إلى مركز شبابي زراعي-أمني يحمل طابعًا “وطنيًا إسرائيلياً”، وذلك بمبادرة من المجلس الإقليمي في مستوطنات الجولان وبالتعاون مع جهات مدنية إسرائيلية.
شُيّد المبنى في أواخر خمسينيات القرن الماضي بإشراف خبراء سوفييت، وتم الانتهاء من بنائه بين عامي 1958 و1960، ليكون أكبر المقرات العسكرية السورية في الجولان. تميز بتقنيات معمارية متقدمة ومساحات واسعة امتدت على ثلاثة طوابق تضم عشرات الغرف. خلال حرب حزيران عام 1967، تعرض المبنى لقصف إسرائيلي مباشر، استهدف بشكل خاص مكتب قائد الجبهة. عند دخول القوات الإسرائيلية، عُثر داخله على كمّ هائل من الوثائق العسكرية والمدنية، إلى جانب خرائط وخطط عملياتية سلّطت الضوء على طبيعة الانتشار السوري في الجولان قبيل الحرب. ولاحقًا، وُضعت عند مدخله صخرة تذكارية نُقش عليها: “صخرة النصر – مهداة من شعب إسرائيل إلى إيلي كوهين”، في إشارة إلى الجاسوس الإسرائيلي الذي زار المبنى عام 1962 وحصل منه على معلومات حساسة عن المواقع العسكرية السورية.
الجهات القائمة على المشروع تقول أن الهدف من ترميم المبنى هو الحفاظ على الطابع التاريخي للمكان، وفي الوقت نفسه إحياءه كمركز حيوي يخدم مجتمع المستوطنات المحلي الإسرائيلي في مجالات الزراعة والتعليم والأمن.