كتب الثائر و القائد العربي البطل /فوزي القاوقجي/ في مذكراته عن الثورات العربية التي خاضها ، أو قادها ، في النصف الأول من القرن العشرين ، واخرها قيادته جيش الإنقاذ في فلسطين عام 1948 ، يقول : (( إني اعتقد بان القضية الفلسطينية كانت اضخم من ان تستوعبها الزعامة الفلسطينية لوحدها ، واثقل من ان تتحملها أكتاف الشعب الفلسطيني الباسل لوحده)).
ويتكلم عن الوضع المزري للحكومات العربية التي دخلت حرب عام 1948 في فلسطين ، ويؤكد انه لو احسنت تلك الحكومات قيادة المعركة ، و اخلصت ، ووحدت جهودها مع بعضها، وفي دعم الشعب الفلسطيني ، لما قامت دولة إسرائيل، وكان النصر للعرب ، ويعلل ذلك بقوله: (( لان شعبنا كان اقوى تحملا، و اقوى إرادة ، وحبا للتضحية، وقد ضحى في كل الظروف الصعبة ، ان اعتراف (بن غوريون) في شرحه لأسباب النصر اليهودي ، لهو أشد أيلاما من كل الأسباب الأخرى )) .
ويستشهد القاوقجي ،هنا، بما قاله (بن غوريون) – وهو من اهم قادة الصهيونية ومؤسسي إسرائيل – بعد التوقيع على الهدنة مع العرب عام (1948) حيث قال (بن غوريون) مخاطبا اليهود: ((إن ما تحقق لنا هو نصر عظيم وتاريخي للشعب اليهودي كله ، وكان اكبر مما تصورناه وتوقعناه ، ولكن اذا كنتم تعتقدون ان هذا النصر قد تحقق لنا بفضل عبقرياتكم وذكائكم فإنكم تكونون على خطأ كبير .. إني احذركم من مخادعة أنفسكم ، لقد تم لنا ذلك لان اعداءنا يعيشون حالة مزرية من التفسخ والفساد والانحلال)) .
ان الطريق الى حل عادل للقضية الفلسطينية وغيرها من قضايا العرب يبدأ بإزالة ما تبقى من ذلك ((التفسخ والفساد والانحلال)) في أنظمة الحكم العربية ، وتوحيد جهودها في سبيل قضية فلسطين ، وبتوحيد القرار الوطني الفلسطيني ممثلا بحكومة مركزية واحدة منتخبة ديمقراطيا ، تعبر بصدق عن الإرادة الوطنية، وتمنع انفراد اية فئة من الفلسطينيين باختطاف القرار الوطني للشعب الفلسطيني.
وكذلك كل التحايا لك وللشعب السوري، الصامد أمام محنته التي ابتلاه الله بها.. آملين بأن ترسوا سوريتنا على شاطئ الأمان.. خارجةً أقوى مما كانت عليه سابقاً.. لكل الشعوب العربية أجمل المُنى بمستقبل مشرق وواعد بعونه تعالى.. والله يجمع شملنا بكم عن أقرب وقت بإذن الله…تحياتي متجددة لشخصكم الكريم أيها المربي الفاضل..دمتم بخير !!!.
شكرا لك يا أخي “المحب “…وأعتز بكلامك الصادق ، الذي ينم عن أساس إنساني صادق لديك ،… المشكلة يا أخي ليست في الشعوب ..بل في ذلك العدد الذي لا ينتهي من الذين يعلنون أنهم ناطقون باسم تلك الشعوب ….وهذا يذكرنا بقول الشاعر :
= كـُلٌ يـدَّعي وصلاً بـلـيـلى … ولـيـلـى لا تـُقـِرُّ لهم بـذاكا = تحية لك ولموقع -جولاني – على النشر ….
إسمح لي أيها الفاضل بأن أستشهد بأبيات لشاعرنا الفيلسوف الكبير: أبو العلاء المعري، إذ قال:
أغنى الأنام تقيٌّ في ذُرى جبلٍ… يرضى القليل ويأبى الوشيَ والتاجا
وأفقرُ الناس، في دنياهمُ مَلِكٌ… يُضحي إلى اللّجب الجرّار محتاجا
وقد علِمْتُ المنايا غير تاركةٍ … ليثاً بخفان أو ظبياً بفرتاجا!
كل حكام العالم لا تقدر على قهر شعوبها
ونحن الشعوب العربية أبتلينا بأنظمه وحكام دكتاتورية وقد سخرت كل ما تملكه الدولة من موأسسات وجيوش لتحمي عرشها
تسلب حوقنا أمام أعيننا دون أن ننطق. فطالما تنازلنا عن حقنا الطبيعى في العيش الكريم فنحن مسؤلون عما يجري لنا وأصبح القمع والتنكيل والتجويع والتفقير هو القانون السائد. إن الحالة التي يعيشها المواطن العربي جعلته يتمنى الخلاص من حكامه بأي طريقة حتى ولو قتلو “وما يدور في غزه نتيجه للحالة التي يعيشونها من حصار وتجويع وبطالة من كل الجهات. فمن حقهم الطبيعي أن يستعملو كل الطرق حتى ولو بعدم التكافؤ في القدرة عل مواجهة عدوه. إن الشعوب مستعدة أن تضحي بما تملك من أجل أن تعيش بكرامة. تحية إلى شعب غزه وإلى كل الشعوب التي إنتفضت من أجل الحرية والكرامة.