كشف الرئيسان الأمريكي والروسي عن هوة خلاف كبيرة بينهما بشأن موقفهما من الصراع في سوريا، في الوقت الذي يجتمع فيه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف في موسكو.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن روسيا تدعم “حيوانا” بدعمها للرئيس السوري بشار الأسد.
بينما صرح الرئيس الروسي بأن ترامب خرق القانون بالهجوم على قاعدة جوية سورية وإن مستوى الثقة في الولايات المتحدة بات أكثر سوءا منذ تولي ترامب الرئاسة.
وزاد التوتر بين البلدين منذ الهجوم الكيماوي المشتبه فيه على بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
ومتحدثا في شبكة فوكس الإخبارية أعرب ترامب عن غضبه إزاء الهجوم الكيمياوي المشتبه فيه.
وقال ترامب “هل ترون هذان الطفلان الجميلان اللذان يرقدان موتى على ذراع والدهما، وهل ترون هؤلاء الأطفال الذين يحاولون التنفس وتعلمون أنهم يكادون مفارقة الحياة”.
وأضاف أنه طلب خيارات من وزير دفاعه ثم “ضربناهم بقوة”.
ومشيرا إلى الأسد، أضاف “بصراحة، يدعم بوتن شخصا شريرا بحق. إذا لم تدعم روسيا هذا الحيوان، لما كنا نواجه مشكلة الآن”.
ولكنه اضاف “حتى تفهمون، لن نتورط في سوريا”.
ولكن روسيا أدانت الضربات الجوية الأمريكية على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي ردا على هجوم للقوات الحكومية خان شيخون.
وعندما سألت قناة مير التلفزيونية بوتين عن الاتهامات الموجهة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد بشن هجوم كيماوي على خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في إدلب، أكد بوتين أن سوريا تخلصت من مخزونها من الأسلحة الكيماوية.
وقال بوتين، متحدثا بشأن العلاقات بين موسكو وواشنطن “يمكن للمرء أن يقول إن مستوى الثقة على المستوى العملي، خاصة المستوى العسكري، لم يتحسن، ولكنه تدهور”
وجاءت تصريحات الرئيسين في الوقت الذي بدأ فيه وزير الخارجية الأمريكي ركس تليرسون اجتماعا مع بوتين في الكرملين، حسبما أكدت متحدثة باسم السفارة الأمريكية في موسكو.
وكان تيلرسون اجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقبيل الاجتماع قال لافروف إن روسيا “لديها الكثير من الأسئلة بشأن أفكار غامضة جدا وملتبسة جدا تأتي من واشنطن”.
وأدى الهجوم الصاروخي الأمريكي إلى بلبلة بشأن السياسة الأمريكية في سوريا، حيث أشار بعض المسؤولين إلى سياسة أمريكية اكثر تشددا ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
ويوم الثلاثاء قال ترامب إن الأولوية الأمريكية ما زالت هزيمة الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا وإن الولايات المتحدة “لن تتورط” في الحرب الأهلية في سوريا.
وقال تيلرسون إنه يتطلع إلى حوار “صريح” حتى تتمكن الدولتان من فهم الخلافات بينهما والحد منها.
وحذر تيلرسون من أن روسيا تخاطر بأن يصبح دورها عديم المغزى في الشرق الأوسط لاستمرار دعمها للأسد.
ولكن ستيف روزنبرغ مراسل بي بي سي في موسكو، يقول إن الأسد حليف عسكري رئيسي لروسيا في الشرق الأوسط، وإن على تيلرسون إعادة النظر في اعتقاده أنه يمكن أن يضعف دعم موسكو له.
وتقول تقارير استخباراتية أمريكية إن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في خان شيخون في إدلب، ونتج عن ذلك وفاة 89 شخصا.
وتنفي سوريا الأمر، وتؤكد موسكو على أن تنحو باللائمة على المعارضة المسلحة في سوريا، التي تقول دمشق إن لديها مخزون من الأسلحة الكيماوية.