ترحيب دولي باتفاق الهدنة في سوريا والمعارضة تشك في نجاحها

لقي الاتفاق الروسي الأمريكي حول هدنة في سوريا ترحيبا واسعا من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وتركيا، في حين شككت المعارضة السورية السياسية والعسكرية بإمكانية نجاح الهدنة محملة موسكو مسؤولية الضغط على دمشق للالتزام بها.
رحبت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي باتفاق الهدنة الذي أعلنته روسيا والولايات المتحدة ودعت الأمم المتحدة لإعداد مقترحات لمحادثات انتقال سياسي في سوريا. وقالت موغيريني اليوم السبت (العاشر من أيلول/ سبتمبر) “الاتفاق… محل ترحيب. كل أطراف الصراع باستثناء الجماعات التي يصنفها مجلس الأمن الدولي كمنظمات إرهابية عليها الآن ضمان سريانه بشكل فعال.”

وأضافت في بيان أن الاتحاد الأوروبي ينضم لآخرين “يحثون الأمم المتحدة على الإعداد لاقتراح انتقال سياسي” يكون “نقطة انطلاق لاستئناف المحادثات السورية- السورية.”

كما دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون روسيا إلى استخدام كل نفوذها لضمان التزام الحكومة السورية ببنود الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو فجر اليوم السبت. وقال جونسون في بيان “من الضروري أن يفي النظام في دمشق الآن بالتزاماته وأدعو روسيا لاستخدام كل نفوذها لضمان تحقق ذلك. سيحكم عليهم من خلال أفعالهم فحسب.”

وزارة الخارجية التركية بدورها قالت في بيان اليوم عقب الإعلان عن الاتفاق إن أنقرة ترحب بالاتفاق الأمريكي الروسي بشأن هدنة في أرجاء سوريا وإنها تجهز لتقديم مساعدات إنسانية لمدينة حلب بالتعاون مع الأمم المتحدة. وأضافت أنها ستدعم جهود ضمان صمود الهدنة وتحول الاتفاق إلى حل سياسي طويل الأمد.

 

وأعلنت الولايات المتحدة وروسيا التوصل لاتفاق لإعادة عملية السلام السورية إلى مسارها بما في ذلك هدنة في أرجاء البلاد تبدأ يوم الاثنين أول أيام عيد الأضحى، وتحسين إيصال المساعدات الإنسانية والاستهداف العسكري المشترك للجماعات الإسلامية المحظورة.

أما الهيئة العليا للمفاوضات في سوريا فقالت إنها لم تتلق نسخة من نص الاتفاق الأمريكي الروسي للسلام وإن موقفها لن يتحدد إلا بعد التشاور مع الأعضاء الذين عبر بعضهم عن تشككه في نجاح الاتفاق.

في حين رحبت بسمة قضماني المتحدثة باسم الهيئة، بأي اتفاق ينقذ أرواح المدنيين لكنها شككت في قدرة موسكو على الضغط على حليفتها دمشق لوقف عمليات القصف العشوائي. وأضافت في بيان أن المسؤولية تقع على عاتق روسيا لأن نفوذها “هو السبيل الوحيد لامتثال النظام”.

كما أعلنت فصائل مسلحة من المعارضة عن تشككها وقالت إنها لا ترى فرصا كبيرة لنجاح الاتفاق لأن دمشق وموسكو لن تلتزما به، حيث قال فارس البيوش قائد جماعة الفرقة الشمالية التابعة للجيش السوري الحر إن روسيا ودمشق لم تلتزما بالاتفاق السابق وإن فرص نجاح الاتفاق الجديد لا تختلف عن سابقتها. وذكر النقيب عبد السلام عبد الرزاق المتحدث العسكري باسم كتائب نور الدين الزنكي أن الاتفاق سيمنح الجيش السوري فرصة لحشد قواه والدفع بالمزيد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المعارك الرئيسية بمدينة حلب.

+ -
.