توعدت تركيا المقاتلين الأكراد بمزيد من الغارات إذا لم ينسحبوا إلى شرق الفرات. بيد أن بعض المراقبين يرون أن استهداف الوحدات الكردية في سوريا أمر حساس لأنها حليفة واشنطن ضد “داعش”. وبالفعل طالب البنتاغون بوقف فوري للقتال.
طالبت الولايات المتحدة بوقف فوري لكافة العمليات المسلحة بين الجيش التركي والفصائل المعارضة السورية المتحالفة معه من جهة، ووحدات منضوية في قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري من جهة أخرى. ودعت واشنطن الطرفين إلى فتح ما وصفتها بـ “قنوات تواصل في ما بينها”.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك في بيان أن واشنطن تتابع الأنباء عن “اشتباكات جنوب جرابلس (شمال)، وحيث تنظيم الدولة الإسلامية لم يعد متواجدا، بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سوريا الديمقراطية”. وأضاف المتحدث قائلا: “نريد أن نوضح أننا نعتبر هذه الاشتباكات غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد”.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن “لا ضلوع للولايات المتحدة” في الاشتباكات كما “لم يتم التنسيق مع القوات الأميركية في شأنها، ونحن لا ندعمها”، داعية الأطراف المعنية “إلى وقف كافة الأعمال المسلحة في هذه المنطقة (…) وفتح قنوات تواصل في ما بينها”.
تركيا تتوعد الأكراد السوريين بمزيد من الغارات
بيد أن تركيا أكدت أنها ستواصل استهداف المقاتلين الأكراد في شمال سوريا طالما أنهم لم ينسحبوا إلى شرق الفرات، وذلك في اليوم السادس من دخول القوات التركية إلى شمال سوريا. وواصلت القوات التركية عمليتها داخل سوريا التي تستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) ووحدات حماية الشعب الكردي وقصفت عشرات الأهداف.
خمسين دبابة تركيا دخلت عمق الأراضي السورية.
وأعلن الجيش التركي في بيان أنه أطلق النار 61 مرة على مواقع في شمال سوريا خلال الساعات الـ 24 الماضية. إلا أنه لم يحدد الجهة المستهدفة. بيد أن ضرب هذه الوحدات يعد امرأ حساسا للغاية نظرا لأنها حليفة الولايات المتحدة في القتال ضد “داعش” في سوريا. وقالت أنقرة إنها قتلت 25 كرديا في ضربات استهدفت مواقع وحدات حماية الشعب الكردي الأحد، بعد يوم من مقتل جندي تركي في هجوم صاروخي اتهمت تلك الوحدات بشنه.
المقاتلون المدعومون من الأكراد ينسحبون
وكان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن أعلن الأربعاء الماضي في أنقرة أن واشنطن أبلغت بوضوح الوحدات الكردية بالتراجع شرقا إلى ما وراء نهر الفرات وأنها “لن تحظى تحت أي ظرف كان بدعم الولايات المتحدة في حال لم تحترم تعهداتها”. كما أعلن مسؤول عسكري أميركي أن القوات الكردية في شمال سوريا انسحبت “بالكامل” إلى شرق الفرات. بيد أن أنقرة تشكك في انسحاب القوات الكردية وتقول إنها لم تر دليلا على ذلك.
كما قال المجلس العسكري لجرابلس والتابع لقوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، إن قواته انسحبت إلى جنوب نهر ساجور على بعد 20 كلم جنوب جرابلس “لحماية حياة المدنيين”. ويلبي ذلك المطالب التركية، إلا أن القوات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية لا تزال في مدينة منبج وشمالها غرب الفرات، وهي المناطق التي استعادتها من تنظيم “داعش” بدعم قوات التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
في غضون ذلك أعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش أن أحد أبرز أهداف عملية “درع الفرات” التي أطلقتها تركيا الأسبوع الماضي في شمال سوريا هو منع إقامة ممر كردي ممتد من العراق إلى شواطئ البحر المتوسط. وقال كورتلموش إن “هدف العملية هو تطهير المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية ومنع وحدات حماية الشعب الكردي من إقامة ممر متصل”.
وأضاف المسؤول التركي “إذا حدث ذلك فإنه يعني أن سوريا أصبحت مقسومة”. وأشار إلى أنه تم إبلاغ جميع الأطراف بالعملية التي بدأتها تركيا في سوريا الأربعاء بما في ذلك نظام الرئيس بشار الأسد العدو اللدود لأنقرة. وقال “تم إبلاغ جميع الأطراف المعنية (..) بما فيها الإدارة السورية التي تم اطلاعها من خلال روسيا. نحن متأكدون من ذلك”.