أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن تركيا تطمح إلى دور أكثر فعالية في الحرب في سوريا، معتبرا الأسد أحد الأطراف الفاعلة و”يمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية”. لكنه “ليس جزءا من مستقبل سوريا”.
قال رئيس وزراء تركيا بن علي يلديريم اليوم السبت (20 آب/ أغسطس 2016) إن تركيا ترغب بالقيام بدور أكبر في الأزمة السورية خلال الأشهر الستة المقبلة، معتبرا أن الرئيس بشار الأسد هو أحد الفاعلين في النزاع. وقال يلديريم في مؤتمر صحافي “نقول إنه يجب وقف حمام الدم. لا ينبغي أن يقتل الرضع والأطفال والأبرياء (…) ومن أجل هذا ستكون تركيا فاعلة أكثر عبر السعي إلى منع استفحال (الوضع) خلال الأشهر الستة المقبلة”. وأوضح “شئنا أم أبينا، فإن الأسد هو أحد الفاعلين اليوم في النزاع في هذا البلد، ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية”، قبل أن يضيف على الفور أن “هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا”. إلا أنه شدد أنه “لا يمكن أن يكون الأسد جزءا من مستقبل سوريا”.
وأكد يلديريم أن الولايات المتحدة تعد “شريكا أساسيا لتركيا وليست عدوا” داعيا إلى إزالة التوترات. وتابع “يمكن أن يكون هناك تقلبات (في العلاقات) بين البلدين” لكن “علينا إزالة ما يتسبب بتدهور علاقاتنا”، في إشارة إلى الخلاف حول تسليم الداعية غولن المقيم في المنفى بالولايات المتحدة والذي تتهمه انقره بتدبير محاولة الانقلاب في 15 تموز/ يوليو.
وصرح أنه يريد من الولايات المتحدة أن تضع الداعية الإسلامي فتح غولن قيد “الاعتقال المؤقت ” مستبقا زيارة لنائب الرئيس جو بايدن الأسبوع المقبل. ومن المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة عدة خبراء من وزارتي الخارجية والعدل لمساعدة تركيا في طلب الترحيل قبل قدوم بايدن.
وتأتي زيارة بايدن في الوقت الذي توجه فيه أردوغان مؤخرا لروسيا لترميم العلاقات مع موسكو، وهي المرحلة الأولى إلى الخارج منذ الانقلاب. ويقول مسؤولو أنقرة إنه لا يوجد خطة لتركيا العضو بمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) للابتعاد عن الغرب.
وفي أول رد فعل من أنقرة على الغارات التي شنها الطيران السوري على مواقع كردية في الحسكة شمال شرق سوريا اعتبر رئيس وزراء تركيا أن دمشق فهمت أن الأكراد باتوا يشكلون “تهديدا لسوريا أيضا”.
وقال يلديريم متحدثا عن تطلع الأكراد إلى وصل المناطق التي يسيطرون عليها في الجانب الآخر من الحدود التركية “إنه وضع جديد” و”من الواضح أن النظام (السوري) فهم أن البنية التي يحاول الأكراد تشكيلها في شمال (سوريا) بدأت تشكل تهديدا لسوريا أيضا”.
وتخشى تركيا من أن يؤدي اكتساب الجماعات المسلحة الكردية في سوريا لمزيد من القوة إلى تشجيع حركة التمرد الكردية في تركيا التي استأنفت نشاطها بعد انهيار وقف لإطلاق النار بين المسلحين والحكومة العام الماضي.
داخليا قال رئيس الوزراء التركي إن تركيا ستضع عمليات جهازي المخابرات الداخلي والخارجي تحت مظلة واحدة لتحسين التنسيق بينهما والمساعدة في الحيلولة دون وقوع محاولة انقلاب ثانية.