مع تزايد سرعات الإنترنت أصبح من السهل على المستخدمين تحميل الملفات الضخمة التي كانوا يأنفون سابقا تحميلها بسبب بطء سرعة الإنترنت، كما أن تقدم تقنيات التصوير جعل من الفيديو عالي الوضوح المعيار القياسي في الهواتف الذكية والكاميرات، كل ذلك نتجت عنه ملفات كثيرة ذات أحجام كبيرة تتطلب سعات تخزين هائلة لحفظها وأرشفتها، ولا تكفي هنا أقراص الدي في دي أو حتى البلوراي، ولذلك يأتي الحل على شكل “التخزين المتصل بالشبكة” والذي يختصر بكلمة “ناس” (NAS).
و”ناس” هي عبارة عن جهاز تخزين متصل بشبكة يضم في داخله عددا من الأقراص الصلبة يسمح بتخزين البيانات واسترجاعها من موقع مركزي لمستخدمي الشبكة المرخص لهم.
وأجهزة “ناس” مرنة وقابلة للتوسعة، بمعنى أنه عندما يحتاج المستخدم إلى تخزين إضافي يمكنه إضافة قرص صلب جديد لما هو موجود فعليا، ونظرا لأنه يمكن الوصول إلى البيانات المخزنة من أي مكان فهي بمثابة امتلاك شبكة سحابية خاصة إنما أسرع وأقل تكلفة وتوفر جميع فوائد الشبكات السحابية العامة كما أنها تمنح المستخدم تحكما كاملا بها.
ويشيع استخدام أجهزة “ناس” بسرعة كبيرة لدى المؤسسات والشركات الصغيرة في العديد من الصناعات باعتبارها حل تخزين فعال وقابل للتوسعة ومنخفض التكلفة، لكنها أيضا تعتبر حلا ملائما للاستخدام المنزلي خاصة للذين يملكون أرشيفا ضخما من ملفات الوسائط كالفيديو والصور والموسيقى التي يرغبون بحفظها مع إمكانية الوصول إليها من أي مكان.
وتتميز أجهزة “ناس” بأنها بسيطة في الإعداد والتشغيل فلا تتطلب متخصصا بتقنية المعلومات للتعامل معها حيث تتصل بشبكة إيثرنت القياسية، وهي سهلة الاستخدام للنسخ الاحتياطي للبيانات ويمكن الوصول إليها دائما عند الحاجة إليها.
كما تستخدم هذه الأجهزة نظام “المصفوفة المكررة من الأقراص الزهيدة” أو “ريد” (RAID) اختصارا، لحماية البيانات من الضياع، إلى جانب أنه يمكن إعدادها بحيث يتم تقييد الوصول إلى البيانات المخزنة عليها أو منح أذونات بالوصول لعدد من المستخدمين.
كما تتميز أيضا بأنها تتيح الوصول إلى البيانات من أي مكان وفي أي وقت، وذلك لأن هذه الأجهزة تعمل بمثابة شبكة سحابية خاصة يمكن الوصول إلى بياناتها عن بعد عن طريق الاتصال بالشبكة، إلى جانب أنه يمكن استخدامها كجهاز بث وسائط (streaming) لتشغيل الفيديو المخزن عليها عن بعد، وكذلك مشاركة الملفات مع أكثر من جهاز.
وتتنافس العديد من الشركات حاليا على تقديم حلول تخزين متصلة بالشبكة مثل شركتي “سيغيت” و”ويسترن ديجيتال” الأميركيتين، حيث تقدم كل منهما أنظمة “ناس” بعدة خيارات، تبدأ بالأجهزة ذات الفتحتين أو الأربع فتحات، أي التي يمكن وضع داخلها حتى أربعة أقراص صلبة، كما يمكن أن توجد أجهزة أخرى أكثر احترافية تضم ست فتحات أو أكثر وتتميز بتوفيرها سرعة أعلى.
وعادة ما ينصح باستخدام أقراص صلبة لنفس الشركة في أجهزة “ناس” بحيث تمتلك سعة التخزين ذاتها والموديل ذاته حتى تكون سرعة القراءة/الكتابة واحدة لتحقيق أفضل أداء، إلى جانب أن الشركات المصنعة لأجهزة “ناس” تنتج أحيانا أقرصا خاصة بتلك الأجهزة مصممة لتوفير سعة كبيرة وأداء أفضل.
وتتفاوت قدرات سعات التخزين في أجهزة ناس تبعا لموديل الجهاز وإمكاناته وعدد فتحات التوسعة فيه، وهي عادة تتراوح بين تيرابايتين وتمتد إلى ثلاثين تيرابايتا أو أكثر، كما أن أسعارها تختلف من شركة لأخرى.