
منقول ومترجم عن موقع y-net
وسائل مراقبة، غارات، وإنزال إسرائيلي قرب دمشق: “ننشط في كل الساحات”
شهدت منطقة الكسوة في ريف دمشق خلال الأيام الأخيرة سلسلة تطورات عسكرية متسارعة نُسبت لإسرائيل، بدأت بالكشف عن وسائل مراقبة، مرورًا بغارات جوية، وصولًا إلى إنزال لقوات خاصة استمر ساعات. الأحداث جاءت في وقت تتحدث فيه تقارير عن مفاوضات غير معلنة للتوصل إلى تفاهمات أمنية تشمل إسرائيل وسوريا ولبنان.
تقرير: ليؤور بن اري وأمير إتينجر
البداية: الكشف والغارات الأولى
وفق مصادر سورية، عثر جنود من الجيش السوري خلال دورية روتينية ليل الثلاثاء في محيط الكسوة على “أجهزة مراقبة وتنصت” مزروعة في المنطقة. بعد ساعات فقط، شُنّت غارات نُسبت لإسرائيل بواسطة طائرات مسيرة، استهدفت مواقع عسكرية وأدت إلى مقتل ستة جنود سوريين، بينهم ضابط. وفي اليوم التالي ارتفع عدد القتلى إلى ثمانية من عناصر الفرقة 44.
منع الوصول وتواصل الهجمات
وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” ربطت بين الغارات واكتشاف أجهزة المراقبة، مشيرة إلى أن إسرائيل واصلت استهداف الموقع لمنع تعزيزات الجيش السوري من الوصول إليه حتى مساء الأربعاء.
تصعيد بالتزامن مع معرض دمشق الدولي
مساء الأربعاء تجددت الغارات في منطقة الكسوة، حيث تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن نحو عشر ضربات جوية إسرائيلية طالت مواقع عسكرية تبعد نحو عشرة كيلومترات عن مطار دمشق الدولي، الذي افتتح في اليوم نفسه بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني). صحيفة “الأخبار” اللبنانية وصفت الضربات بأنها “استعراض قوة” تزامن مع افتتاح المعرض.
الإنزال الجوي: قوات خاصة تتحرك لساعتين
لاحقًا، نقلت وسائل إعلام سورية عن إنزال نفذه الجيش الإسرائيلي باستخدام أربعة مروحيات، أنزلت عشرات الجنود الذين عملوا في المنطقة أكثر من ساعتين. مصدر عسكري سوري أكد لشبكة “الجزيرة” أن العملية لم تشهد اشتباكًا مع قوات النظام. فيما ذكرت وكالة “رويترز” عن مصادر في الجيش السوري أن الإنزال تم قرب جبل مناع، حيث كان يتمركز سابقًا موقع دفاع جوي تديره إيران وحزب الله قبل تدميره من قبل إسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن القوات انسحبت بعد انتهاء مهمتها.
الانسحاب وجمع الجثث
بعد مغادرة القوات الإسرائيلية، تمكنت وحدات من الجيش السوري من دخول المنطقة وانتشال جثث ثمانية من عناصرها الذين قُتلوا في غارات اليوم الأول، إضافة إلى “تدمير ما تبقى من وسائل المراقبة”.
موقف دمشق وتلميحات إسرائيلية
وزارة الخارجية السورية اعتبرت ما جرى “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي ولسيادة سوريا ووحدة أراضيها”، مؤكدة أن إسرائيل تسعى إلى “زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة”. في المقابل، لم يصدر تأكيد رسمي من الجيش الإسرائيلي، غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، لمح عبر منصة “إكس” إلى مسؤولية بلاده بالقول: “قواتنا تعمل ليل نهار في كل الساحات من أجل أمن إسرائيل”.
خلفية سياسية
تأتي هذه التطورات بينما تكثف واشنطن جهودها للتوصل إلى تسوية أمنية إقليمية. فقد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا في القدس المبعوث الأميركي الخاص لسوريا ولبنان، توماس بارك، الذي يشغل أيضًا منصب سفير الولايات المتحدة في تركيا. وفي دمشق، أبلغ الرئيس الشرع مجموعة من الإعلاميين والوزراء السابقين بأن محادثات “متقدمة” تجري بشأن اتفاق أمني بين دمشق والقدس.