تلسكوب عملاق يحدد مسار كوكب زحل على بعد ميل واحد

قال رواد فضاء إنهم تمكنوا من تحديد المكان الذي يوجد فيه كوكب زحل، على بعد ميل واحد فقط من هذا المكان،بفضل تلسكوب لاسلكي عملاق جرى يتسع نطاقه ليشمل قارات.

وهذا التقدير هو أكثر دقة من التقديرات السابقة، وسيكون مفيدا في الدراسات المستقبلية للنظام الشمسي وما وراءه.

واستخدم التلسكوب إشارات من مركبة كاسيني الفضائية التي تدور حول زحل منذ عام 2004.

وأجرت عشر هوائيات تمتد من هاواي إلى جزر فيرجن هذه القياسات الدقيقة بالرغم من أن كوكب زحل يبعد تقريبا بنحو مليار ميل عن الأرض.

ويعرف هذا التلسكوب العملاق الذي يتألف من عشر أجزاء اختصارا بـ”في إل بي ايه” (VLBA).

وأعلن عن النتائج خلال اجتماع للجمعية الفلكية الأمريكية في سياتل.

وقال الدكتور دايتون جونز الخبير في مختبر الدفع النفاث في “ناسا”: “بسبب الامتداد الجغرافي الكبير الذي يغطيه المجهر العملاق “في إل بي ايه”، فإن لديه القدرة على التقاط صور عالية الوضوح جدا، لكن بالنسبة لهذه الدراسة، فإن الشيء المهم الذي يمكنه فعله هو إمكانية قياس زوايا دقيقة جدا”.

ويتابع الدكتور جونز وزملاؤه تحرك المركبة كاسيني على شبكة من اشباه النجوم، وهي مجموعة مصادر قديمة للموجات اللاسلكية الموجودة خارج مجرتنا.

“دقة استثنائية”
ويقول الدكتور جونز إنه بدون استخدام هذا النوع من علم الفلك الإشعاعي، الذي تنقل فيه الهوائيات إشارات عبر تقنية “تداخل” خاصة لالتقاط المعلومات من الموجات، فإن أفضل تقديرات لتحديد مكان زحل كانت أقل دقة بنحو 20 مرة.

ويضيف جونز إن تحديد مكان مسار زحل من موقع الرصد البعيد على الأرض من مسافة تصل إلى نحو ميل واحد يعادل تحديد “اتساع قطعة نقد عشر سنتات على بعد ألفي ميل”.

وتابع: “هذا أمر جيد جدا، وأفضل بكثير مما قدمته التقنيات السابقة”، مشيدا “بالدقة الاستثنائية” لمجهر “في إل بي ايه”.
وتنطوي هذه الدقة على أهمية خاصة حينما يتعلق الأمر بكوكب ضخم مثل زحل.

وقال الدكتور جونز: “تحديد المدارات بصورة أفضل…خاصة للكوكبين الذين يهيمنان على ديناميكية نظامنا الشمسي، وهما عطارد وزحل، سيحسن من أساس التقويم الفلكي بالكامل”.

نموذج دقيق
والتقويم الفلكي هو نظام يحدد المواقع المحتملة للأجسام في الفضاء، ويستخدم على نطاق واسع في علوم الفضاء.

ويجب على العلماء الذين يدرسون وميض النجوم المشعة التأكد من توقيتها والبحث عن نموذج دقيق للغاية لمدار الأرض نفسه.

وقال الدكتور جونز لبي بي سي إن “جميع الأجسام الأخرى للنظام الشمسي تؤثر على مدار الأرض، ولذا فإنك تحتاج بالفعل لأن تجمع كل ذلك معا في نظام جيد متناسق”.

علاوة على ذلك، حينما يتعلق الأمر بالتخطيط لمهمة فعلية، فإنه لا يوجد مجال يذكر للخطأ.

وقال:”إذا أردت أن ترسل مركبة فضائية إلى مدار أحد الأقمار الخاصة بزحل أو عطارد، فإنك بالتأكيد تحتاج إلى أن تعرف ما هو الشكل المطلوب للمسار والوصول إلى هناك في نفس توقيت وصول الكواكب”.

+ -
.