يبدو أن تمديد الهدنة بين الفلسطينيين وإسرائيل لخمسة أيام أخرى مازال متماسكا، بالرغم من بدايته الهشة التي أشاعت جوا من التفاؤل المتحفظ بشأن إحراز تقدم في مفاوضات القاهرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يحدث أي قتال لعدة ساعات، منذ شن غارات جوية إسرائيلية على غزة، انتهت عند الثالثة صباحا، بحسب التوقيت المحلي.
وهذه هي أطول هدنة منذ اندلاع الحرب الشهر الماضي في غزة، وهي الثالثة بين إسرائيل والفلسطينيين، وقد تمت بوساطة مصرية من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني في القاهرة.
وقد قتل في الحرب حتى الآن أكثر من 1950 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين. وقتل في إسرائيل 64 جنديا، وثلاثة مدنيين.
وكان عنف قد نشب لفترة قصيرة بعد إعلان مد الهدنة الأربعاء قبيل منتصف الليل.
وكانت عدة صواريخ قد أطلقت على إسرائيل من غزة، لكن الإطلاق توقف في بدايات الساعات الأولى من الخميس.
كما أغارت إسرائيل عدة مرات على غزة.
وقال مسؤول فلسطيني في وزارة الداخلية إن غزة تعرضت لأربع غارات جوية في منطقة مفتوحة، بعد نحو 30 دقيقة من تمديد هدنة الثلاثة أيام منتصف الليل لخمسة أيام أخرى.
ونفت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، أن يكون أعضاؤها أطلقوا أي صواريخ على إسرائيل.
وقال المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، على تويتر “ليس هناك داع للتسرع في الاستنتاج، فلا أعلم من أطلق الصواريخ في العاشرة مساء (بحسب التوقيت المحلي) على إسرائيل”.
وكان المفاوضون الفلسطينيون في القاهرة قد عبروا عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى اتفاق لرسم خارطة طريق يمكن استمرارها في الأراضي الفلسطينية التي مزقتها الحرب.
وقالت مصادر فلسطينية إن الاتفاق على تمديد العمل بالهدنة سيتيح المجال للمزيد من المفاوضات.
ولكن مراسل بي بي سي في غزة كيفن كونولي يقول إن الاتفاق على تمديد الهدنة جاء في وقت بدت المفاوضات فيه على حافة الانهيار.
ويضيف مراسلنا أن المفاوضات التي ستتواصل ستكون صعبة وشاقة للغاية.
بنود
وما لبث المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون يجرون مفاوضات غير مباشرة في القاهرة بهدف التوصل إلى حل طويل الأمد لأزمة قطاع غزة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول فلسطيني قوله إن الجانبين توصلا إلى اتفاق حول الهدنة، ولكن إسرائيل لم تعلق على الموضوع بعد.
وقال عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطيني الى المفاوضات إن الوفد الفلسطيني وافق على غالبية النقاط التي اقترحتها مصر لوقف إطلاق النار لمدة 5 أيام أخرى وهو ما وافقت عليه إسرائيل أيضا.
وأوضح أن الاقتراح المصري تضمن الميناء والمطار في قطاع غزة، وهناك صيغة للتفاهم عليها، وشدد على “أن الفلسطينيين سيرفضون أي محاولة لتجاهل ذلك، وستتولى السلطة الفلسطينية الإشراف على تنفيذ هذه المطالب، لإفساد محاولات إسرائيل إفشال المفاوضات بحجة سيطرة حماس على غزة”.
وأكد أنه “لم يتم لقاء مباشر مع الجانب الإسرائيلي، وأن مصر تولت التنسيق بين الجانبين، والوساطة ومناقشة مطالب كل جانب مع الجانب الآخر”.
وقال “إن موضوع معبر رفح لم يكن مطروحا في المفاوضات لأنه شأن مصري فلسطيني، ولا علاقة له بما يجري، والوفد الموجود حاليا غير مخول ببحث ذلك، ومصر أبلغتنا قبل الحرب أنها تريد التعامل مع السلطة الشرعية بعد التوافق على حكومة فلسطينية، والحكومة لم تمارس مهامها بعد”.
وأضاف “أن السلطات المصرية زادت عدد ساعات فتح معبر رفح، وهذا أمر مصري ويخص السيادة المصرية، وسيساهم إنهاء الانقسام وإتمام المصالح الفلسطينية في النهاية في فتح المعبر”.
وقال إن الوفد الفلسطيني سيغادر القاهرة إلى فلسطين، وهناك مؤتمر مانحين سيعقد في مصر قريبا لإعادة إعمار غزة، ولم يتحدد موعده بعده.