واصلت الجيش الاسرائيلي قصفه لقطاع غزة الليلة الماضية واستهدفت الطائرات منازل عدد من قيادات حماس.
وأفاد مراسلنا في قطاع غزة بأن التصعيد الإسرائيلي تركز في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية من القطاع.
ونقلت وكالة الاسوشيتد برس صورا تظهر انهيار مبنى جراء انفجار ضخم في غزة مما اطلق سحب الدخان إلى عنان السماء ومعها حطام متطاير.
وارتفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين إلى 637 شخصا، بينهم أكثر من مئة وستين طفلا، وما يزيد على ستين امرأة، وفقا لمصادر طبية فلسطينية.
وأشارت المصادر إلى أن جرحى العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع يبلغ نحو أربعة آلاف وأربعين جريحا فلسطينيا.
وعلى الجانب الاسرائيلي قتل جنديان اسرائيليان مما يرفع اجمالي الجنود الذين قتلوا منذ بدء العمليات إلى 29 قتيلا إضافة إلى مقتل مدنيين اثنين على الأقل.
وهاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتجاوز كل الحدود وتعهد بملاحقة المسؤولين الإسرائيليين عن عمليات قتل الفلسطينيين.
جاء ذلك في بداية اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله الثلاثاء
ودعت القيادة الفلسطينية إلى تحرك شعبي واسع تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية للمطالبة بإنهاء العمليات العسكرية ضد غزة وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني. وطالبت بإنهاء العدوان الاسرائيلي على غزة ولرفع الحصار المفروض على القطاع.
كما دعت، في بيان قرأه ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الى اجتماع فوري في القاهرة للهيئة الفلسطينية المؤقتة هناك.
وتعهد البيان بملاحقة اسرائيل في محكمة العدل الدولية وركز على دور مصر في دعم القضية الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة.
وطلب الفلسطينيون من الأمم المتحدة يوم الثلاثاء التحقيق في “كل انتهاكات” حقوق الانسان والقانون الانساني التي يقولون ان اسرائيل ارتكبتها اثناء هجومها العسكري في قطاع غزة.
جهد دبلوماسي
في غضون ذلك تواصلت الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي انتقل إلى الاراضي الفلسطينية واسرائيل قادما من مصر من أجل التوصل إلى هدنة بين الجانبين.
وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي مشترك مع رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني إن الوقت حان لإنهاء ما وصفه بدائرة المعاناة القاسية للعشب الفلسطيني. ودعا الحمد الله إلى أن يكون رفع الحصار عن غزة جزءا من أي اتفاق لوقف اطلاق النار.
وفي اسرائيل التقى مون مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب وناشد الطرفين المتقاتلين بـ”وقف القتال” و “البدء بالحوار”. واعلنت اسرائيل قبلا أنها ستمضي في عملياتها العسكرية حتى القضاء على شبكة الانفاق التي تصل إلى اراضيها والتي يستخدمها مسلحو حماس لمهاجمة أهداف اسرائيلية.
وفي مؤتمر صحفي مع نتنياهو دعا مون اسرائيل إلى ممارسة “أكبر قدر من ضبط النفس” واضاف أن ” العمل العسكري لن يزيد من الأمن الاسرائيلي على المدى البعيد”.
ودعا مون الفلسطينيين إلى الالتزام بسياسة “عدم العنف، والاعتراف بإسرائيل، واحترام الاتفاقات السابقة”.
وقال نتنياهو “ما هي المظلمة التي نستطيع أن نحلها لحماس؟ مظلمتهم أننا موجودون”.
وترفض حركة المقاومة الإسلامية حماس المبادرة التي طرحتها مصر لوقف القتال، مصرة على أنها لن توقف القتال إن لم يرفع الجانبان الإسرائيلي والمصري حصارهما على غزة.
اول اتصال رفيع المستوى بين الجانبين منذ فترة
وقبلت اسرائيل بالمبادرة المصرية التي يقول عنها المصريون إنها مشابهة لتلك المبادرة التي افضت إلى هدنة بين اسرائيل وحماس عام 2012 أبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ويتعجبون من رفض حماس لها.
وطالبت حماس بإدخال تعديلات على بنود المبادرة إلا ان السلطات المصرية رفضت الطلب واعلنت “لا تعديل للمبادرة”.
وبموازة هذه الجهود تبذل مساع دبلوماسية من جانب قطر وتركيا المقربتين من حماس لكن دون ان تسفر عن مبادرة جديدة في ظل الدعم الدولي الذي تلقاه المبادرة المصرية.
وفي جدة التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، في مباحثات انصبت حول جهود وقف اطلاق النار، في اول اتصال رفيع المستوى بين الجانبين منذ الخلاف الذي نشب بينهما في وقت سابق من العام الحالي.
وحضر اللقاء عدد من المسؤولين السعوديين في مقدمتهم الأمير سلمان ولي العهد.