توقُع تعثر مشاريع غاز في العالم بسبب قفزة التكاليف وتراجع الأسعار

تعتقد شركة «رويال داتش شل» أن القليل فقط من مشاريع تصدير الغاز الطبيعي التي يجري تطويرها في العالم سيرى النور، نظراً إلى أن ارتفاع التكاليف وتراجع أسعار الغاز يعرقلان تلك المشاريع التي كانت تبشر بجني عائدات ضخمة على الاستثمار حتى وقت قريب.

ودفعت اكتشافات كبيرة لحقول غاز طبيعي برية وبحرية دولاً عدة إلى التخطيط لمشاريع تصدير غاز طبيعي مسال ومن بينها حقول في أميركا الشمالية وأستراليا وشرق أفريقيا ومنطقة شرق البحر المتوسط.

غير أن مدير المشاريع والتكنولوجيا في «رويال داتش شل»، ماثياس بيكسل، قال في تصريح إلى وكالة «رويترز»: «ارتفاع تكاليف تنفيذ المشاريع وانخفاض هوامش الربح في قطاع الغاز يعنيان أن الفشل ينتظر معظم المشاريع».

وأضاف: «دائماً ما يكثر الحديث عن هذه المشاريع الكبرى للغاز الطبيعي المسال في أنحاء العالم لكن لن ينفذ منها سوى جزء ضئيل». وتابع: «ما زالت التكاليف في قطاع النفط والغاز مرتفعة وتفوق معدل التضخم ومشاريع الغاز شديدة التأثر بالأسعار نظرا إلى أن الهوامش ضئيلة جداً».

وتراجعت الأسعار الآجلة للغاز في أوروبا أكثر من 15 في المئة منذ مطلع السنة، واقتربت من أدنى مستوياتها في خمس سنوات. ويتوقع معظم المحللين مزيداً من الانخفاض مع قيام منتجين جدد بإغراق السوق بالغاز. ورأى محللون أن كثيراً من مشاريع الغاز الجديدة ستواجه صعوبات في تحقيق العائد على الاستثمار اللازم لتلقي التمويل المطلوب.

وفي آسيا التي تشهد 70 في المئة من تجارة الغاز الطبيعي المسال في العالم، هبطت الأسعار أكثر من 35 في المئة منذ مطلع العام لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أواخر 2012. وفي آسيا الوسطى، انسحبت «توتال» الفرنسية من مشروع غاز «شاه دنيز-2» الضخم في أذربيجان والذي يُتوقع أن ينتج 16 بليون متر مكعب من الغاز لتصديره إلى تركيا وأوروبا قرب نهاية العقد الحالي. وكانت «شتات أويل» النروجية قلصت حصتها في المشروع في أيار (مايو).

وتبني «شل» أول مشروع عائم للغاز الطبيعي المسال في العالم في أستراليا أطلق عليه اسم «بريلود». ومن شأن هذا المشروع أن يكون أكبر سفينة تُبنى على الإطلاق.

وعلى رغم الصعوبات المتوقعة لكثير من مشاريع الغاز، شدد بيكسل على أن آفاق القطاع إيجابية. وأضاف «نحن متحمسون جداً للغاز، إذ يمكن استخدامه في كثير من الأغراض، منها على سبيل المثال إسالة الغاز واستخدامه في النقل أو تحويله إلى مواد كيماوية. ويجري أيضاً بذل كثير من الجهد لخفض تكاليف إنتاج الغاز الطبيعي المسال». وتابع «في الأجل الطويل -ونحن نتحدث هنا عن عقود مقبلة- نرى انخفاضاً في الطلب على النفط وسيلعب الغاز دوراً أكثر هيمنة، بما في ذلك الغاز الصخري. غير أن الأمر سيستغرق بعض الوقت».

أما في أسواق النفط، فارتفع خام «برنت» فوق 109 دولارات للبرميل أمس بعد أن أشارت بيانات قوية للتجارة الصينية والوظائف الأميركية إلى نمو اقتصادي جيد وزيادة الطلب على النفط من أكبر بلدين مستهلكين له في العالم.

وأدت توقعات زيادة الطلب على الوقود إلى انتعاش سوق النفط المستفيدة بالفعل من تعطل صادرات الخام الليبية بسبب العنف والاضطرابات التي خفضت إنتاج الخام هناك أكثر من مليون برميل يومياً عن مستوياتها ما قبل الحرب. وتثير أزمة أوكرانيا مخاوف الأسواق في الغرب، الذي يعتمد بكثافة على صادرات النفط والغاز الروسية.

وارتفع «برنت» 50 سنتاً إلى 109.11 دولار للبرميل بعد أن أغلق منخفضاً 18 سنتاً وفقد 0.7 في المئة الأسبوع الماضي. وزاد الخام الأميركي 50 سنتاً إلى 103.16 دولار مواصلاً مكاسبه بعد أن أغلق مرتفعاً 18 سنتاً يوم الجمعة.

وقال مدير صندوق السلع الأولية في «أستماكس للاستثمار» تتسو إموري: «البيانات الاقتصادية الجيدة عموماً والبيانات الأميركية القوية تدعم النفط (…) لدينا بواعث قلق جيوسياسية تبقي النفط مدعوماً».

+ -
.