هذه هي السنة الرابعة على التوالي الذي أقوم بها، برفقة صديقي ناصر الصباغ، برحلتنا السنوية إلى جبل الشيخ، التي أصبحت تقليداً، لنستمتع من جديد بمناظر الطبيعة الخلابة، وبالهدوء المطلق، والابتعاد عن ضجيج الحياة وتلوثها.. يوم لنفسنا مع الطبيعة.
وبالرغم من أننا نقوم بنفس المسار تقريباً في كل مرة، إلا أننا نعيش التجربة كل عام وكأننا نقوم بها للمرة الأولى، فنلتفت إلى تفصيل جديد لم ننتبه له من قبل، أو إطلالة على منظر خلاب أكثر لم نلاحظه من قبل… باختصار، فإن غناء الطبيعة في الجبل لا نهائي، وأعتقد أننا سنستمر في تقليدنا هذا عددا إضافياً من السنوات قبل أن نستكمل مشاهدة جميع المناظر والظواهر، أو أن يصبح الأمر مملاً بالنسبة لنا.. فإذا حدث وأصبح مملاً، ستبقى الخلوة والانفراد بنفسك في الطبيعة، بعيداً عن ضجيج الحياة، سبباً كافياً للقيام بهذه الرحلة.
بدأنا المسار كالعادة من أقصى الغرب، قريباً من “بير النصوبا”، وبعد الارتفاع قليلاً نظرنا غرباً لنطل على جباثا الزيت، ثم قلعة الصبيبة (النمرود)، وبالتدريج بدأ يظهر سهل الحولة، فأخذنا استراحة قصيرة على سلسلة متواصلة من الصخور، لنلتقط الأنفاس ونتابع الارتفاع الحاد، الذي يتطلب لياقة بدنية مناسبة. ومع الارتفاع أكثر بدأت الأصوات بالابتعاد قليلاً قليلاً وخفت الضجيج، ثم اختفى، ليبقى الصوت المسموع هو صوت الريح فقط.
بعد قليل انعطفنا يميناً نحو الشرق، ليأخذ المسار منحاً أفقيا، وبين الحين والأخر نطل على بقعة سهلية منبسطة خضراء، فيها الكثير من الأشجار والنباتات المختلفة، فيمكنك أن تقضي يوماً كاملاً في كل واحدة منها.
يسمي صديقي ناصر هذه البقع السهلية “بالجور”، ويقول أن هناك سبع “جور” منها على الجبل، ويقول أيضاً أن أهلنا أطلقوا عليها اسم “جور السبع”، معتقداً أن سبعاً كان يعيش في المنطقة ويتجول فيها.
وصلنا إلى منتصف الطريق ووجدنا مرتفعاً صخرياً آخر لنأخذ استراحة ثانية، وهذه المرة كان المنظر يطل على الجنوب. ومن هناك بدا وكأننا نطير في السماء، وذلك بسبب انحدار الجبل الشديد في هذه المنطقة. وعلى مد النظر بدأت تظهر لنا معالم الجولان، بدءا ببحيرة رام بشكلها الفريد، وكأنها عين زرقاء تتوسط السهل، وإلى جانبها قرية مسعدة وكأنها سهم منغرس في خاصرة الغابة المجاورة، وإلى الشرق منها بقايا قرية سحيتا وبساتينها، وترفع رأسك قليلاً لتأتي بقعاثا، قبل أن تغيب باقي التفاصيل في الأفق بسبب بخار الماء الذي يرتفع في السماء لدفئ الجو في هذا اليوم.
تابعنا سيرنا باتجاه الشرق وصولاً إلى خط وقف إطلاق النار، عند “اللباطة”، حيث بدت بوضوح آثار من سبقنا إلى هناك في الأيام الاخيرة بحثاً عن “العكوب” و”المشّا”، ويبدو أنهم عادوا إلى بيوتهم بحمل ثقيل، بعد الموسم الشتوي الوفير.
من “اللباطة” بدأ طريق العودة من فوق منطقة “خلة الرملة” باتجاه الغرب، فكان المسار يطل من الأعلى على مجدل شمس، وكان الوقت قد شارف على المغيب، فبدت البلدة وكأنها خلية نمل، لا تنقطع الحركة في شوارعها أبداً..
مع السير غرباً بدت البلدة وكانها في راحة الكف، فكان بالإمكان إحصاء أنفاسها. ففي “حارة العريض” شرقاً كانت الحركة خفيفة، وكلماً توجهنا غرباً كلما ازدادت الحركة.. ومع هبوط الظلام بدأت الأضواء تظهر كالفطر، وبدأت شوارع البلدة تتضح كالشرايين تبعث الحياة في جسدها.. ورويداً رويداً، ومع الاقتراب أكثر كانت الأصوات ترتفع من جديد.. وكان الضجيج يزداد حدة.. لقد عدنا إلى صخب الحياة اليومية، مودعين الجبل، على أمل اللقاء من جديد في موعدنا التالي في الربيع القادم.
مشكور كثير اخ نبيه عل صور الحلوه في بعد محلات كثير حلوه ومناظر كثير خلابه بعد ما وصلت الها اني مخطط ل مشوار ببعثلك صور
شكرا أخ نبية على الصور والمناظر الخلابة وشكرا لسردك الممتع للنزهة المشوقة فالعودة للطبيعة كعودة الروح للجسد بارك اللة العم ناصر على تعلقة بالطبيعة وحبة الأبدي لجبلنا وطبيعتنا الراقية والفريدة…
يعطيكن العفي من اجمل الموضيع الي بقراها عن منطقتنا شي حلو
امتعتنا جدا اخي الغالي نبيه والاخ الغالي ناصر تحيه من الاعماق وشوقي كبير لكل ذرة تراب وكل صخرة من صخور الجولان واشتاق لهذه الاشجار والنباتات وبي حنين كبير للعوده