اندلعت حرب شوارع بين القوات النظامية ومقاتلي النعارضة في الأحياء المحاصرة في حمص وسط البلاد، في حين عطلت روسيا اصدار بيان في مجلس الأمن واستبداله ببيان صحافي، تضمن التعبير عن «القلق الشديد» حول مصير مدنيي حمص المحاصرين.
في غضون ذلك، قالت مصادر دولية متطابقة لـ «الحياة»، في باريس، إن المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي اكد انه سيترك مهماته في غضون شهر، كما أعلن في السابق مراراً، وان هذه المرة أصبح الخبر جدياً ومؤكداً، في حين أفادت مصادر مقربة من الإبراهيمي بأن لا جديد في الامر، اذ سبق للابراهيمي أن أعرب عن مثل هذه الرغبة. لكنها أضافت أنه في الوقت الراهن لن يترك مهماته وهو سيتوجه إلى نيويورك في بداية أيار (مايو) المقبل.
إلى ذلك، رأت المصادر بعد اجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومبعوثه الى سورية دانييل روبنستين مع الإبراهيمي في سويسرا أن مسار جنيف للحل في سورية «معلق». وتابعت المصادر انه طالما أن النظام يعد لإجراء انتخابات رئاسية، فإنه يقوم بما يناقض مسار جنيف، وانه اختار طريقاً آخر غير مسار التفاوض. واعتبرت «ان استنتاج النظام انه يكسب المعركة خطأ، ولسوء الحظ سيستمر الشعب السوري في المعاناة من هذا الوضع، كما ستعاني الدول المجاورة مثل لبنان والأردن».
وفي نيويورك، أعرب جميع اعضاء مجلس الامن في بيان صحافي عن «قلقهم الشديد» حيال مصير المدنيين المحاصرين في حمص، مطالبين «بالتطبيق الفوري للقرار 2139» الصادر في 22 شباط (فبراير) الماضي، الذي يدعو الى تسهيل وصول المساعدات الانسانية في سورية.
على الصعيد الميداني، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني سوري رسمي أن قوات النظام تقدمت مع موالين في الأحياء المحاصرة لمدينة حمص و «ضيّقت الخناق» على مقاتلي المعارضة. وأضاف المصدر: «ثمة تقدم في المدينة القديمة. كل يوم تتم استعادة كتل من الابنية».
وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن ان «ثمة تقدماً للقوات النظامية في حيي باب هود ووادي السايح، وسيطرة على مبان وكتل بنائية»، مشيراً الى ان «هذا التقدم لا يغيّر أي شيء في موازين القوى حتى اللحظة». وأوضح أن «القوات النظامية لم تتمكن من السيطرة على شوارع بكاملها».
وأفاد المرصد في بريد الكتروني ان الأحياء المحاصرة تعرضت لقصف بالطيران المروحي، تزامناً مع تواصل الاشتباكات «بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة من جهة أخرى».
ومن أبرز الاحياء المحاصرة حمص القديمة وباب هود ووادي السايح. وتقع هذه المناطق التي لا تتعدى مساحتها اربعة كيلومترات مربعة، تحت حصار خانق مفروض من القوات النظامية منذ نحو عامين. وقال عبدالرحمن ان «المعارك هي على شكل حرب شوارع»، مشيراً الى وجود «مئات المقاتلين الذين يعرفون المنطقة جيداً، وهم رفضوا الخروج في اطار التسوية ويريدون القتال حتى النهاية».
وفي حمص ايضاً، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بسقوط 14 قتيلاً وعدد من الجرحى في تفجير امام جامع بلال الحبشي في مساكن ضاحية الوليد في حمص الواقعة تحت سيطرة النظام.
وفي شمال البلاد، أفاد «المرصد» عن مقتل خمسة مواطنين بينهم ثلاثة اطفال وسيدة جراء قصف الطيران الحربي مناطق في حي طريق الباب في شرق المدينة، في حين قصف الطيران المروحي بـ «البراميل المتفجرة» مناطق في حيي بستان القصر وباب قنسرين. واستمرت المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط ثكنة هنانو، وهي من الأكبر في البلاد، وفق «المرصد»، ذلك بعد الهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة على الثكنة الواقعة على مرتفع يشرف على طريق امداد رئيسية من الريف الشمالي لحلب، ما ادى الى مقتل نحو 50 عنصراً من القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
قادمون