تحذر حملة صحية المواطنين في إنجلترا من عدم تجاهل حرقة المعدة باعتبارها قد تكون مؤشرا على الإصابة بسرطان المعدة أو المريء.
ودعت هيئة الصحة العامة بانجلترا لتوجه الأفراد إلى الطبيب إذا كانوا يعانون من حرقة في المعدة باستمرار أو صعوبة في هضم الطعام لثلاثة أسابيع أو أكثر.
لكنها أشارت إلى أن معظم الناس ليسوا على دراية بالأعراض.
ويمثل سرطان المعدة والمريء خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعا في إنجلترا.
وتظهر إحصائيات هيئة الصحة العامة أن نحو 12900 شخص يصابون بهذين النوعين من السرطان كل عام في إنجلترا، وأن نحو عشرة آلاف شخص يتوفون سنويا جراء هذه الأمراض.
لكن من الممكن إنقاذ حياة نحو 950 شخصا كل عام إذا بلغت نسبة العلاج من أمراض سرطان المريء والمعدة مستويات تعادل أفضل المعدلات المسجلة في أوروبا.
التعرف على الأعراض
في الوقت الحالي، تسجل بريطانيا أعلى نسبة من الإصابة بسرطان المريء بالنسبة للرجال والنساء في الاتحاد الأوروبي، وهذا قد يكون نتيجة للتدخين وارتفاع مستويات البدانة وقلة الفاكهة والخضروات في الأنظمة الغذائية والاستهلاك المستمر للمشروبات الكحولية.
وكلما اكتشف السرطان مبكرا، كلما زادت فرص نجاح العلاج.
ولذا تركز الحملة التي أطلقتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا – بعنوان “التعرف بوضوح على أعراض السرطان” – على كيفية اكتشاف وتحديد أعراض الإصابة بسرطان المريء والمعدة.
وقال شون دافي خبير أمراض السرطان في هيئة الصحة العامة بانجلترا إن الاكتشاف المبكر للسرطان يمثل عاملا مهما لتحسين فرص التعافي.
وأضاف دافي “يجب على المرضى الذين يكتشفون علامات وأعراض مبكرة محتملة زيارة طبيبهم الممارس، حيث سيكون من الضروري إحالتهم لإجراء فحوص ويمكن أن يبدأ العلاج سريعا.”
وقال البروفيسور ميشيل غريفين أستاذ الجراحة في “وحدة الشمال لأمراض المعدة والمريء” إنه يجب على الأشخاص ألا يشعروا بأنهم يسببون أي إزعاج لطبيبهم الممارس بلا داعي.
وأضاف غريفين “إنك لن تضيّع وقت الطبيب، بل إنك ستحصل على تطمينات بعدم وجود سرطان، أو إذا كان هناك هذا المرض، فإنه ستكون لديك فرصة أفضل لعلاج ناجح.”
يمكن التقليل من أعداد الأشخاص الذين يتوفون سنويا بسبب سرطان المعدة في حال الكشف المبكر عن المرض موقف متحفظ
ودرس بحث نشر في دورية “الممارسة العامة” البريطانية والتي تمولها هيئة أبحاث السرطان البريطانية الأسباب التي تجعل الأشخاص يتجاهلون الأعراض الواضحة التي تشير لاحتمال الإصابة بالسرطان.
وأوضح البحث أنه في بعض الأحيان يكون السبب هو خشية الناس من اكتشاف إصابتهم بالسرطان، أو أنهم يتبنون توجها أكثر تحفظا إزاء الحديث عن مشاكلهم الصحية.
وأشارت الدراسة إلى من الأسباب الأخرى أن البعض ليس لديهم ثقة في طبيبهم الممارس، وأنهم يعتقدون أن المشكلة لها علاقة بالتقدم في العمر.
لكن الأنباء المشجعة لهيئة الصحة بانجلترا هي أن الحملات الصحية بدأت تشجع الناس على ما يبدو على طلب المساعدة.
وقالت الدكتور كاترينا وايتيكر مؤلفة الدراسة وكبيرة الزملاء الباحثين في جامعة (كوليدج لندن) إن “البعض اتخذ قرارا بفحص هذه الأعراض بعد الاطلاع على حملة التوعية بالسرطان، أو شجعه على ذلك أفراد العائلة والأصدقاء، وهذا تقريبا يبرز أهمية هذه الأعراض على ما يبدو.”
واعتبرت سارة هيوم، مديرة قسم الفحص المبكر في مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية أن هذه النتائج تمثل وسيلة مفيدة جدا للتعرف على كيف يفكر البريطانيون في هذا الشأن.
وقالت هيوم “المقارنات الدولية أظهرت بالفعل أن أفراد الشعب البريطاني لديهم قلق من أن يكونوا عبئا على النظام الصحي أو إهدار وقت الطبيب بدرجة أكبر من مواطني دول أخرى متقدمة.”
وأوضحت أن هذه الدراسة قد تساعد في التوصل إلى سبل لتشجيع جميع الأشخاص، الذين لديهم أعراض مقلقة تشير لاحتمال الإصابة بالسرطان، على طلب المساعدة في أسرع وقت ممكن.