«حطام القلوب» لطاغور بترجمة عربية

مع أنّ لقبه الأشهر هو شاعر الهند، لم يتوقف طاغور عند كتابة الشعر، بل كان غزير الإنتاج في كلّ باب طرقه من الشعر (15 ديواناً) إلى القصة القصيرة (100 قصة)، فالرواية (8 روايات)، والمسرح (25 مسرحية)، إضافة إلى مؤلفات في الأدب الشعبي وعلم الجمال وفلسفة اللغة وأدب الرحلات، ونحو مئتي لوحة وأكثر من مئتي أغنية، من بينها النشيد الوطني للهند. ولا شكّ أنّ هذا التنوّع في إرث طاغور الأدبي حيّر النقاد والمؤرخين والأدباء الذين عاصروه، لكنّ معظمهم اتفق على أنّ طاغور هو «أكمل فنان عرفه العالم»، بحيث أنّ المرء يحسّ إذا ما رآه أو قرأ له بأنّه يقترب من جبل شامخ من جبال التجربة والحكمة الإنسانيتين.

لقد شغل طاغور العالم بموهبته أكثر من نصف قرن، وتمحور معظم إنتاجه الأدبي والفني حول إيمانه بسموّ الإنسان الروحي وحقّه في الحريّة والعدالة والمساواة والتقدّم والعيش الكريم في عالم تُحركه الماديّات والأنانيات المدمرة، وقد عبّر عن هذا الإيمان في إبداعاته المتنوعة في الشعر والمسرح والقصة والرواية والموسيقى والتربية والرسم… وفي روايته «الحُطام» (ترجم محمد خليل التي صدرت بترجمتها العربية عن دار البيروني بعنوان «حطام القلوب»، يروي طاغور قصة قلوب عصفت بها الأقدار وتنازعتها الأحداث، وهي رواية تأخذ أحداثها بمجامع القلوب ولباب العقول.

هذه الرواية عن الإنكليزية (صدرت ترجمتها الإنكليزية عام 1921) ولعلّها تكون فرصة جديدة يتعرّف القراء العرب إلى أدب طاغور وشخصيته وفلسفته التي تُعبّر بالدرجة الأولى عن حسّ إنساني عميق.

 

+ -
.