حقائق تجعلك تعيد النظر في مرض السكري

يعتقد الكثيرون أن مرضى السكري يحتاجون إلى حقن الإنسولين يومياً وأن عليهم اتباع حمية غذائية وتناول أطعمة خاصة. بيد أن هذه المعتقدات ليست صحيحة تماماً. نعرض لكم حقائق مهمة عن مرض السكري قد لا يعرفها الكثيرون!

هل مرض السكري خطير؟

لمرض السكري أسماء متعددة، فالبعض يطلق عليه اسم مرض السكر أو البوال السكري. وتعود هذه التسمية إلى إفراز السكر في بول المصابين به. ومن الممكن علاج هذا الاضطراب الأيضي الناتج عن الإصابة بالسكري بشكل جيد، ولكن رغم ذلك يبقى مرض السكري خطيراً، إذ من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو نوبة قلبية أو سكتة دماغية، فضلاً عن أنه يؤثر على الكلى والعيون. وفي عام 2014 سجلت المنظمة العالمية للسكري حوالي خمسة ملايين حالة وفاة بمرض السكري. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يصبح مرض السكري هو سابع أكبر سبب للوفاة في العالم عام 2030.

تناول السكر ليس سبب الإصابة بداء السكري

هناك أنواع مختلفة من السكري، منها السكري من النمط الأول، أو “سكر الشباب”، وفيه ينتج الجسم كمية أقل من الإنسولين بسبب اضطرابات جينية. أما السكري من النمط الثاني، فسببه اضطرابات في معالجة الإنسولين. ويضاف إليها نمط آخر أقل شيوعاً وهو سكري الحمل. أغلب مرضى السكري مصابون بالسكري من النمط الثاني، ويعود سبب الإصابة به إلى عدة عوامل منها قلة الحركة والوزن الزائد والإكثار من الأغذية الغنية بالكربوهيدرات، ما يعني أن الإكثار من تناول السكر ليس السبب الرئيسي للإصابة بداء السكري.

هل البدناء أكثر عرضة للإصابة بالسكري؟

هذا ليس صحيحاً تماماً، فعلى الرغم من أن أولئك الذين يعانون من زيادة في الوزن يرتفع لديهم مؤشر خطر الإصابة بمرض السكري، لكن الاستقلاب سليم لدى أكثر من ربع الأشخاص الذين يعانون من السمنة، ما يعني أن خطر الإصابة بالسكري يرتبط بعوامل آخرى غير السمنة، وهي تاريخ العائلة والعمر. وخلص العلماء العام الماضي إلى أن الأشخاص الذين تنخفض عندهم نسبة إنزيم “Hemoxygenase-1 ” غير معرضين لخطر الإصابة بالسكري رغم زيادة وزنهم، أي باختصار: زيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني، ورغم ذلك يمكن للأشخاص الذين لا يعانون من زيادة في الوزن أن يصابوا بالسكري أيضاً.

مرض يكثر في الدول الغنية؟

ليس صحيحاً على الإطلاق، فمرض السكري يتزايد انتشاره في جميع أنحاء العالم، وخاصة السكري من النمط الأول. وسبب ذلك غير واضح حتى الآن. ففي عام 2014 سجلت المنظمة العالمية للسكري حوالي 387 مليون إصابة بمرض السكري. ويعيش 80 في المائة من المصابين في دول نامية. ووفقاً للمنظمة، من المفترض أن يصل عدد المصابين بمرض السكري في إفريقيا وحدها إلى 24 مليون مصاباً حتى عام 2035.

هل يعاني كبار السن فقط من السكري؟

مخطئ من يعتقد أن مرض السكري يصيب كبار السن أكثر من الشباب. فجميع الفئات العمرية معرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الأول والثاني. فأكثر من 30 ألف طفلاً وشاباً لم يتجاوزا التاسعة عشر من عمرهم مصابون بمرض السكري من النوع الأول. كما يتم تسجيل ألفي حالة جديدة سنوياً من حالات الإصابة بمرض السكري لدى أطفال وشباب لم يتجاوزا الرابعة عشر من عمرهم. هذا وبات مرض السكري من النوع الثاني يصيب الشباب في وقت مبكر، فضلاً عن أن عدد المصابين بمرض السكري قد ارتفع خمسة أضعاف مقارنة بعددهم في العقد الماضي.

مرض السكري في ألمانيا يصيب الأغنياء والفقراء

صحيح، إذ أثبتت دراسات أن عوامل خطر معينة يمكن أن تعزز داء السكري من النوع الثاني لدى الأطفال، ومن بينها العوامل الوقائية، مثل المحيط الذي ينشأ فيه الطفل، فضلاً عن الروابط العاطفية المستقرة. فقد توصل معهد روبرت كوخ إلى نتيجة مفاداها أن الأطفال الذين يعانون من زيادة في الوزن تكون العوامل الوقائية لديهم أقل من أقرانهم النحيلين، وغالباً ما يعود ذلك إلى مشاكل في الأسرة، وهذا لا يتعلق بالناحية المادية فحسب بل بالمستوى التعليمي ومدى معرفة الأسرة لأهمية المواد الغذائية كالمعادن والألياف على الصحة.

مرضى السكري يجب أن يحقنوا أنفسهم بالإنسولين يومياً

من المعروف أن مرضى السكري من النمط الأول عليهم أخذ حقن الإنسولين يومياً، فالجسم غير قادر على إنتاج هرمون الإنسولين. أما بالنسبة لأولئك المصابين بمرض السكري من النمط الثاني، فالأمر مختلف، ذلك أن تشخيص السكري من النمط الثاني لا يعني أن على المريض استخدام حقن الإنسولين مباشرة لأن الجسم قادر على تعويض عامل مقاومة الإنسولين، والذي يعني “عم استجابة خلايا الجسم للإنسولين”، وذلك من خلال إنتاج كميات كبيرة منه. وبعد سنوات من تشخيص الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني، يصبح البنكرياس غير قادر على إنتاج هذه الكميات الكبيرة من الإنسولين، وحينها يتوجب على المريض تعويض ذلك بواسطة الحقن.

هل انخفاض الإنسولين خطير؟

ربما يعتقد البعض أن انخفاض نسبة الإنسولين في الدم يهدد الحياة، ولكن الأمر ليس كذلك تماماً، فالتعرق والتقلصات هي من أول المؤشرات على انخفاض مستوى السكر في الدم، ويمكن أن يكون نتيجة لارتفاعه في الدم أيضاً وليس لانخفاض الإنسولين. ومن الوارد أن يصاب مريض السكري بالعطش والصداع والغثيان وتقلصات في المعدة. وفي حالات الإصابة بالُحُماض الكيتوني السكري، عندها يكون الأمر خطيراً، والسبب هو حدوث اضطراب حاد في التمثيل الغذائي يتطور بشكل مفاجئ ويهدد حياة المريض وغالباً ما يصيب مرضى السكري من النوع الأول.

على مرضى السكري تناول أطعمة محددة

لايتوجب على مرضى السكري تناول أطعمة خاصة بهم أو حتى اتباع حميات معينة. ومنذ عام 2010 تم منع إنتاج أطعمة خاصة بمرضى السكري، إذ اعتبرت “مضللة”. وغالباً ما كانت تلك المنتجات تفهم على أنها تساعد على الشفاء من مرض السكري. وبشكل عام ينبغي على مرضى السكري اتباع نظام غذائي صحي لا يختلف عن أي نظام غذائي صحي لشخص غير مصاب بالسكري، أي التقليل من الدهون والاعتدال في تناول الملح والسكر والإكثار من الفواكه والخضروات.

السكري وإمكانيات الشفاء منه

الأشخاص المصابون بالسكري من النمط الأول لا يمكن شفاؤهم تماماً من داء السكري وعليهم الاعتماد على الإنسولين طوال حياتهم. بيد أن الأمر يختلف بالنسبة للمصابين بالسكري من النمط الثاني، فالسمنة وعدم ممارسة الرياضة هي عوامل تعزز المرض، وباتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة يمكن الحد من تطور المرض، ولكن من غير الممكن علاج السكري عن طريق الأدوية أو بتدخل جراحي.

+ -
.