مضت خمس سنوات على ابتكار السيارة الطائرة “أيروموبيل” (AeroMobil)، التي عززت الأمل في تحقيق حلم بناء سيارة طائرة كاملة الوظائف وعملية. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كشفت الشركة المطورة عن النموذج التجريبي للجيل الثالث من هذه السيارة. فإلى أين وصلت؟
راودت فكرة تطوير مثل هذه السيارة منذ سنوات طويلة المدير التنفيذي لشركة “أيروموبيل” السلوفاكية جوراج فاكوليك، الذي ما يزال يرى أن المسافرين برا أو جوا مقيدون بأزمات السير الخانقة، وعدم توفر رحلات جوية كافية -خاصة للمسافات التي تقل عن ستمائة كيلومتر- وضعف البنية التحتية للأماكن التي يرغب الناس في التوجه إليها، ولذلك وجد أن السيارات الطائرة ستحل هذه الإشكالات.
وقال أمس الأحد -على هامش مهرجان ومؤتمر الموسيقى والأفلام والتفاعل “إس إكس إس دبليو” (SXSW) في أوستن بولاية تكساس الأميركية- “نريد الانتقال بالنقل من الفضاء ثنائي الأبعاد إلى الفضاء ثلاثي الأبعاد”، وكشف عن تفاصيل جديدة لخطط شركته نحو إطلاق سيارة طائرة استهلاكية متكاملة في عام 2017.
لكن لتحقيق حلمه في صنع سيارة طائرة كان أمامه صعوبات تقنية ومالية وتنظيمية وأخرى تتعلق بالبنية التحتية، وأولى هذه الصعوبات هو بناء السيارة ذاتها، فالسيارة ما تزال تبحث عن المكونات الصحيحة التي تبقيها خفيفة كفاية لتطير، لكن قوية كفاية لتجتاز متطلبات السلامة والتحطم الحكومية الصارمة.
وتوقع فاكوليك حل هذه المشاكل في غضون عامين، لكن المواد فائقة الخفة وشديدة القوة ليست رخيصة، لذلك فهو يقدر أن يصل ثمن النسخة الاستهلاكية الأولية من السيارة على الأقل إلى مائتي ألف يورو.
وعلى صعيد التمويل والموافقة الحكومية، أكد أن “أيروموبيل” تحظى بدعم قوي من الاتحاد الأوروبي سواء من جهة ترخيص السيارة كي تعمل تحت منظومة تشريعات الاتحاد، أو الحصول على تمويل عام لأغراض المساعدة في البحث والتطوير وتكاليف الإنتاج.
كما أشار إلى أنه بما أن سياراته الطائرة يمكنها التعامل مع مسارات الهبوط العشبية، وهي لا تحتاج سوى إلى مائتي متر للإقلاع والهبوط، فمن السهل موائمتها لاحقا للعمل في الطرقات السريعة.
وتتألف السيارة الطائرة من ألياف الكربون، وتضم مقعدي السائق والمرافق، وتتماشي مع منظومة التشريعات بوصفها طائرة رياضية خفيفة (الأمر الذي يعني الحاجة إلى رخصة خاصة لتشغيلها)، وهي مزودة بإلكترونيات الطيران والتوجيه من “غارمن”، وطيار آلي ذي محورين.
ويملك النموذج التجريبي الثالث من هذه السيارة سرعة قصوى تبلغ 160 كيلومترا/الساعة كسيارة، ومائتي كيلومتر/الساعة كطائرة، ويمكنها السفر نحو سبعمائة كيلومتر كطائرة، و875 كيلومترا كسيارة، وهي تستخدم الوقود، ويمكنها السير في الطرقات -عندما تضم جناحيها- وكذلك في المطارات.
أما النسخة الاستهلاكية النهائية التي ستوجه للعموم فستكون -وفقا لفاكوليك- هجينة، ذات أربعة مقاعد، ولها ضعف مدى السيارة التقليدية، كما ستكون ذاتية القيادة، الأمر الذي يعني بأنه يجب إنشاء فئة تنظيمية جديدة كليا من أجل هذه السيارة، رغم أنها ستحتاج إلى حملة تسويقية ضخمة لإقناع الناس بفكرة الطيران دون وجود طيار خلف مقود السيارة الطائرة.