توصلت واشنطن وأنقرة إلى «حل وسط» بحيث تسمح الحكومة التركية بتسهيل عبور مقاتلي «البيشمركة» من كردستان العراق إلى عين العرب الكردية وإسقاط طائرات أميركية شحنات سلاح إلى مقاتلي «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» من دون «تغيير جوهري» في سياسة واشنطن إزاء الحزب الذي تعتبره أنقرة «تنظيماً إرهابياً». (للمزيد).
وأعلن الجيش الأميركي أن مقاتلاته دمرت إمدادات سقطت خطأ على مشارف عين العرب شمال سورية قرب حدود تركيا، خشية سقوطها بيد تنظيم «الدولة الإسلامية» بدل المقاتلين الأكراد. وذكرت القيادة الأميركية الوسطى أن «كل مجموعات الإمدادات تم تسليمها بنجاح»، وتضمنت أسلحة وأغذية وأدوية في أول عملية من نوعها منذ بدء القتال في عين العرب.
وكان الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية ريدور خليل قال إن الأسلحة والذخائر التي ألقتها طائرات أميركية قرب المدينة ستساعد المقاتلين الأكراد كثيراً في مواجهة «الدولة الإسلامية». وأضاف انه «سيكون لها تأثير إيجابي» على سير المعركة معنوياً أو حتى عملياً. وأضاف: «إنها غير كافية» لحسم المعركة».
وأفاد «الاتحاد الوطني الكردستاني» في بيان أن الشحنة تضمنت «24 طناً من الأسلحة والذخائر والأدوية المهمة من ترسانة الاتحاد الوطني الكردستاني». ونوهت رئاسة إقليم كردستان بالموقف الأميركي على أمل أن يشجع هذا تركيا على تسهيل دعم المقاتلين الأكراد، علماً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعلن أول من أمس أن هذا «مستحيل» لأن بلاده تعتبر «الاتحاد الديموقراطي» ظلاً لـ «حزب العمال الكردستاني» المصنّف كـ «تنظيم إرهابي».
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إن الولايات المتحدة أبلغت تركيا أن إسقاطها أسلحة جواً للأكراد السوريين جاء استجابة لأزمة ولا يمثل تغييراً في السياسة الأميركية. وتابع، خلال زيارة لإندونيسيا، «تحدثنا مع السلطات التركية كي نوضح تماماً أن هذا ليس تحولاً في سياسة الولايات المتحدة. إنها لحظة كارثية وطارئة»، مضيفاً أن ذلك كان «إجراء لحظياً».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي تعهدا خلاله تعزيز مكافحة «داعش». وأعلن البيت الأبيض أن الرئيسين «دعوا إلى مواصلة العمل في شكل وثيق لتعزيز التعاون ضد الدولة الإسلامية».
من جهته، قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن المجال الجوي التركي لم يستخدم في عمليات إيصال السلاح للأكراد، لكن وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو قال إن بلاده اتخذت إجراءات لمساعدة المقاتلين العراقيين الأكراد (البيشمركة) على الوصول إلى عين العرب مروراً بأراضيها لمحاربة «داعش».
وفي أنقرة، قالت نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس إن المنظمة الدولية ستعرض تقديم مساعدة إنسانية لـ «مناطق آمنة» مقترحة في سورية حتى ولو تم إنشاؤها من دون قرار لمجلس الأمن. وتريد تركيا إقامة مناطق آمنة قرب حدودها لكن داخل سورية حيث يمكن توفير الحماية للمدنيين. وقالت آموس لـ»رويترز»: إذا ما أقيمت مناطق آمنة أو مناطق محمية من سورية… فسنذهب إلى تلك المناطق لتقديم العون للناس».
وقالت آموس إن أي منطقة آمنة تتطلب قوة على الأرض لضمان حماية المدنيين، وهذا يجب أن يتم في شكل مثالي بناء على قرار من مجلس الأمن. لكنها زادت: «الاختلافات السياسية التي رأيناها في مجلس الأمن تقلل من احتمالات صدور (قرار من مجلس الأمن بإقامة المناطق الآمنة)». وأضافت: «آمل إنني مخطئة».
إلى ذلك، قال «المرصد» إن الطيران السوري شن أمس «ما لا يقل عن 92 غارة على مناطق عدة في قرى وبلدات ومدن سورية».
وفي لوكمسبورغ، أقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حظر تصدير وقود الطائرات للنظام السوري بسبب استخدامه في هجمات جوية على المدنيين. كما تم فرض عقوبات جديدة ضد 16 مقرباً من النظام يُشتبه في تورطهم في أعمال القمع، كما أعلنت مصادر ديبلوماسية.