تواصلت عملية خروج مسلحي المعارضة وعائلاتهم من حي الوعر آخر معقل لهم بمدينة حمص باتجاه جرابلس في ريف حلب وفقا لاتفاق بين الحكومة والمعارضة.
وهذه هي المرحلة الثانية بحسب الاتفاق، التي يخرج بموجبه 466 شخصا من بينهم 129 من مسلحي المعارضة مع عائلاتهم متوجهين إلى 3 مناطق هي الريف الشمالي لحمص، وجرابلس في ريف حلب، وادلب، وهي مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وقال محافظ حمص طلال البرازي إن تلك المرحلة من عملية الإخلاء ستستمر على مدى اليومين القادمين، بينما تشير التوقعات إلى أنها ستكون العملية الأكبر من نوعها إذ يقدر عدد من سيغادرون حمص خلال الأسابيع المقبلة بنحو 15 ألف شخص.
ويسكن في حي الوعر نحو 75 ألف شخص، وتعرض للحصار من قبل القوات الحكومية منذ أواخر عام 2013.
وبدأت الحافلات في نقل شيوخ وأطفال وعناصر من المعارضة يحملون أسلحة خفيفة من حي الوعر.
وتأتي عملية الإجلاء في اتفاق تم التوصل إليه بين وجهاء المدينة والسلطات في شهر ديسمبر/كانون الأول 2015.
وغادر حي الوعر مئات المسلحين بموجب الاتفاق المذكور، لكن إجراءات التنفيذ تعثرت خلال الشهور الأخيرة.
وقالت الحكومة إن “اتفاقيات المصالحة” التي تم التوصل إليها في عدة مناطق تسيطر عليها المعارضة جزء أساسي باتجاه إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات.
لكن مسلحي المعارضة يقولون إنهم أرغموا على قبول هذه الاتفاقيات بسبب الحصار والقصف الشديد.
وأصبحت حمص ميدانا رئيسيا للحراك المعارض في بعدما سعى كثير من السكان إلى الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد عام 2011، ثم طردوا قوات الأمن من معظم أنحاء المدينة في السنة التالية.
ولجأت الحكومة إلى فرض حصار استمر عامين على أحياء المسلحين، الأمر الذي أدى إلى تدمير مناطق برمتها، واضطر المسلحون إلى مغادرة المدينة القديمة من حمص عام 2014.