حوار بأربع عيون – نزيه بريك

نزيه بريك \ الجولان السوري المحتل

الاسم:

هو: إن لم يكن أداةَ نداءٍ يسقطُ مفعولها في السجنِ لصالحِ نظامِ الأرقام، فهو عنوانُ قصةٍ مفتوحةٍ

هي: إن لم يكن أداةَ تمييز، فأنا صِفةٌ ممنوعة من الصرف، مختومةٌ بألف التأنيث الممدودة إليكَ

مكان الولادة:

هو: إن لم يكن فِراشَ الرغبة، فهو بلادُ زراعةَ الآلامِ وتربية الفشل

هي: إن لم يكن عيونَ رجلٌ ينتظر ولادته في عيونِ امرأة، فهو جغرافية فاقدةٌ لإحداثياتِ الحُبِّ

مكان الإقامة:

هو: كنت موعوداً بالسكنِ في ثُقبَ الناي، لكني لاجئ يسكنُ قدميه، وينتظرُ الانتقالَ إلى خارطة يديكِ

هي: كنت موعودةً بحصانٍ أبيضٍ، لكني أُقيمُ في مزارعِ الصمتِ، انتظرُ فارساً على ظهرِ ثورةٍ بيضاء

العُمُـر:

هو: إن لم يكن مجموعَ دقات قلبي قبلَ لمسِ شفتيكِ، فعمري حاكمٌ واحدٌ وقافلةُ هزائم

هي: إن لم يكن عددَ الشهقاتِ والخطواتِ إليكَ، فهو حاصلُ تقسيم المساحةِ الكلية على عددِ التماثيلِ والصورِ

الحالة الصحية:

هو: وجعٌ مزمنٌ في مفاصلِ القلبِ، وحساسيةٌ من السلطةِ وقانونِ الطوارئ

هي: حاملٌ بطيفكَ، ومصابةٌ بتقيؤ دائم من الخطاباتِ والصورِ ونشرة الأخبارِ

الوضع الاجتماعي:

هو: إن لم أكن مطلقاً من كل نساءِ الذاكرة، فأنا مشرَّد على مفترقِ أمل استبدال الوطن الفارغ بمجالكِ الحيوي

هي: إن لم أكن ثمرةً حانَ موعِدها لتغادر شجرة العائلة، فأنا مادةٌ خام، تبحثُ عن جرّاح يُقطِّبُ لغةَ الحياةِ

المهنة:

هو: في النهار عاطلٌ عن الأملِ لأسبابٍ وطنية، وفي الليلِ أكاديميٌ أمارسُ التدخينَ والبحثَ في عمارةِ الأنثى

هي: في النهار موظفةٌ في قسمِ جناياتِ نظام الفراغ، وفي الليلِ أتلصصُ على الأسبابِ والعوارضِ الجانبيةِ

الهواية:

هو: استفزازُ السؤالَ، قراءةُ خطوط جسدِ السلطةِ، الرسمُ بألوان الأنثى، وإشعالُ حرائقِ الرغبةِ

هي: إحراجُ الجوابَ، تربيةُ الأحلامَ المهددة بالانقراضِ على يد الرجل، تقطيبُ الجروح، وإطفاءُ النيران

القلم:

هو: إن لم يكن عكازَ الأعمى، فهو سلاحٌ أبيض من سلالةِ “الساموراي”

هي: إن لم يكن كاسرَ أمواجَ الصمتِ، فهو مروِّضُ خيولَ الأفكارِ البرية

الضوء:

هو: إن لم يكن عيناكَ في آخرِ النفقِ، فهو رغيفُ خبز يرسمُ الضحكةَ في وجه فقيرٍ

هي: إن لم يكن القنديلَ الذي يناديني للرقص حولكَ، فهو اكتشافُ معنى البقاء رغم أنفِ أبي لهب 

البرج:

هو: إن لم يكن جَدِي يطيبُ له العيشَ فوق قِمَمكِ، فأنا دلوٌ يبحثُ عن بئرٍ يملأَني بذاتي

هي: إن لم يكن عقرباً يدورُ في ساعة قلبِك، فأنا عذراءُ قريش

الحلم:

هو: إن لم يكن حذاءً مثقوباَ، فهو نقيقُ ضفدعٍ في صمتِ الليل، يتوقفُ مع طلوعِ الفجرِ ويستحيل حبة مُنَوِّم

هي: إن لم يكن حليبَ عصفور يَعِدُكَ به خطابُ الحاكم، فهو طائرٌ مقطوعٌ من شجرةٍ

الوحدة:

هو: إن لم تكن انعدامَ مجال الرؤية في غيابكِ، فهي العددَ صفر في رياضيات الحياة

هي: إن لم تكن نقصاً في فيتامينات وجودكَ، فهي قطةٌ تموء متكورةً على شباكِ السراب

الأمل:

هو: إن لم يكن مكياجَ الصباح، وزفيرَ السؤال في المساء، فهو غريقٌ يطلبُ النجدةَ من غريقٍ 

هي: إن لم يكن دينَ المحرومين وتعويذةَ الفقراء لدخول الجنة، فهو عدّاءٌ يحاول، وهو ينهش بأظافرٌه جدار الوقت، القبض على القلق ذاك القاتل المتسلسل.

الصمت:

هو: إن لم يكن الوقتَ الضائعُ احتراقاً بين النظرةِ والقبلةِ، فهو موتٌ سريريُ، ومنفضةُ الصوتِ

هي: إن لم يكن أكلةً شعبيةً، فهو أهمُّ منهجٍ في المؤسساتِ التعليميةِ

الوطن:

هو: إن لم يكن فعلاً تراكمياً لفمكِ، فهو موظفُ دوله يغني النشيدَ الوطني وينتظرُ الرشوةَ

هي: إن لم يكن صوتَ أسمهان، فهو صوتٌ يُتمتمُ على طبقة الخوفِ

الغربة:

هو: إن لم تكن بحةً في الصوتِ، فهي غازٌ قاتلٌ عديمُ الرائحة

هي: إن لم تكن النسخةَ المزيفة التي نرتديها قبل الخروجِ من البيت، فهي رسالة تنتظرها ولم تَصِل

الغياب:

هو: إن لم يكن الوقوفَ أمام المرآة للتأكد من وجودكِ، فهو عمليةُ إعادةِ انتشار لخلايا الإحساس

هي: إن لم يكن خروجَ كوكب حضوركَ عن مساره، فهو بيتُ عنكبوت في مداخلِ البيوتِ المهجرة

الوفاء:

هو: إن لم يكن غرسَ الطريق المؤدية إليكِ بالورودِ، فهو تصميمٌ معماريٌ مقاومٌ للهزاتِ العاطفية

هي: إن لم يكن تاجَ محل، فهو سقوطُ القمر في الماء دون أن يَبّتل

النسيان:

هو: إن لم يكن رائحةَ صدأ الذاكرةِ، فهو الحصى الذي تخلى عنه ماءُ النهر وتركهُ وحيداً

هي: إن لم يكن غسلَ المكان من بصماتِ أصابعكَ، فهو استقالة ذاكرةُ الحرب من منصبها

الخيانة:

هو: إن لم تكن جيناً لا يتفاهم مع جهاز المناعة…، فهي رؤوسُ الوطن العربي

هي: إن لم تكن تصادمَ صفائح جيو-عاطفية مركزها القلب، فهي العفو عن سارق فلسطين

اللهفة:

هو: إن لم تكن تماساً في أسلاكِ الأحاسيس، فهي أجملُ العناصرَ المعمارية في عمارة العشقِ

هي: إن لم تكن فيضانَ النهر بسبب عواصف القلب، فهي ترتيبٌ تصاعدي في رياضيات المُتيم

الشوق:

هو: إن لم يكن فعل مضارع شديد اللهجة، فهو استدعاء الخلايا العاطفية إلى الجبهة الأمامية

هي: إن لم يكن حرف جر طويل يمُدُّ يدهُ للماضي، فهو لاجئ يحتفظ بالطابو ومفتاح البيت في صدر زوجته

الجنون:

هو: إن لم يكن حالةَ ارتقاء قصوى في فضاءِ العشق، فهو تصالحُ العقل مع بيئةٍ عقيمة

هي: إن لم يكن انفلاتاً في هرمون السيروتونين، فهو التصالحُ مع الأنظمة العربية

الحب:

هو: إن لم يكن الانتقالَ للسكن فوق الأشجار وتغيير لغةَ الحياة، فهو تيار كهرو-عاطفي ذو توتر عالٍ

هي: إن لم يكن دافعاً لتأسيسِ جمهورية مستقلة، فهو البكتيريا التي تُحوِّلُ الحليب إلى لبنٍ

الإحساس:

هو: إن لم يكن امرأةً تُشعلُ انتباهَ الورد، فهو ارتجاجُ خلايا القلب على مقياسِ النانو

هي: إن لم يكن وحدةَ قياس العمق، فهو جهازُ استشعارِ حركة البراكين في القلب

القلب:

هو: إن لم يكن جهازَ إنذار مبكر للزلازل والعواصفِ، فهو عضوٌ في مجموعة دولِ عدم الانحياز

هي: إن لم يكن قبطانَ السفينة الفضائية، فهو مقياسُ حرارة تقلبات النظام البيئي في خارطة العشق

الماضي:

هو: إن لم يكن الثقبَ الأسود في الذاكرة، فهو ظِلٌّ يمشي خلفي حتى في ساعات الليل

هي: إن لم يكن ذاكرةَ البخار، فهو جنازةٌ وطنية، أمشي خلفها وفي يدي باقة من الأسئلة

المرأة:

هو: إن لم تكن من تُعلِّمكَ فن الحياة بِقبلة، فهي من تُفرِغُ بقبلة ذاكرةَ الرجلِ من كل النساء

هي: إن لم تكن النصفَ الملآن…، فهي شجرةٌ وارفةَ الظلال تجذبُ العصافير كل سنة لتبني أعشاشها 

الأنوثة:

هو: إن لم تكن محرقةَ الرجال على مدى التاريخ، فهي نظامٌ استبدادي يرفضُ الشعبُ إسقاطه

هي: إن لم تكن سلاحاً بيولوجياً، غير محضور دولياً، فهي قاتل محترف، غير مطلوب “للإنتربول”

الرجل:

هو: إن لم يكن ضِلعَ امرأة، فهو من يُحب ذات المرأة مرتين دون أن يأخذ نفساً

هي: إن لم يكن من يبكي على صدر حبيبته، فهو من يراقبها وهي تستحمُ عاريةً ولا يقاومُ تنهدات الموج

القانون:

هو: إن لم يكن رفعَ المفعول به، وكسرَ يد الفاعل، فهو خياطٌ يعملُ مجاناً عند السلطة

هي: إن لم يكن علامةَ يساوي في علم الحساب، فهو شبه منحرف أو مثلث طويل العنق

الظلم:

هو: إن لم يكن تجاهلَ حضوركِ في غيابكِ، فهو مزادٌ علني في نادي الأقوياء

هي: إن لم يكن حِرمانَ سؤالي من جوابِك، فهو العنصرُ الخامس في بلادنا

الضمير:

هو: إن لم يكن الاعترافَ لكِ بأنكِ مدرسة الأنوثة، فهو الغائبُ في قاموس السياسيين وتجار الدين

هي: إن لم يكن مادة غذائية تتحسس منها السُلطة، فهو الموظفُ الأكثر غياباً في سوق العمل

الجرح:

هو: إن لم يكن مجرى النهر بين شفتيكِ، فهو فقدانُ معنى الوطن

هي: إن لم يكن المسافةَ الفاصلة بيننا، فهو خارطة إسرائيل

الحقيقة:

هو: إن لم تكن انكسارَ الضوء عند مشارفِ عينيكِ، فهي أرملةُ الوطن

هي: إن لم تكن سماعَ صوت الماء أثناء وجودكَ، فهي إعلانٌ في زاوية الوفيات اليومية

الموعد:

هو: إن لم يكن العدّ التنازلي للخطوة القادمة، فهو صهيلُ الوقتِ قبل الاشتباك مع عينيكِ

هي: إن لم يكن محاولة فاشلة في تنظيم دقات القلب، فهو لحظةُ لقاء البيوت بأصحابها المنفيين

الشِعر:

هو: إن لم يكن حَمّالةَ صدر الأدب، فهو ممسحةُ بلاط القصور

هي: إن لم يكن برجَ مراقبةِ حركة السفن في ميناءِ اللغة، فهو جهازُ قياس نسبة السُكر

الرغبة:

هو: إن لم تكن الريحَ التي تلوي ذراع الأعشاب، فهي الصوتُ الممنوع من التواجد في الأماكن العامة

هي: إن لم تكن الفراشةَ التي تدورُ حولَ الضوء، فهي الطفلُ الذي في داخلنا ولا يشيخ

الله: 

هو: إن لم يكن أعظمَ فنانٍ تشكيلي، فهو مونةُ الشتاء

هي: إن لم يكن مقبضَ باب المدخل، فهو القرشُ الأبيض لليوم الأسود

الدين:

هو: إن لم يكن خريطةَ طريق لأَسرِ الله في قفص، فهو وكالةٌ تجاريةٌ عند الظلاميين  

هي: إن لم يكن محاولةً قبل الأخيرة لترتيبِ العلاقاتِ على الأرض، فهو موظفٌ بدون أجرة…

الخوف:  

هو: إن لم يكن الانزلاقَ من أناملِ أهدابكِ فوق البحر، فهو منتجٌ شعبيٌ في معاملِ الحاكم لإنتاج القمعِ

هي: إن لم يكن صعودكَ قطارَ الرحيل دون أن تُلوّح لي بقلبِكَ، فهو استلامُ دعوة من فرعِ فلسطين

المسافة:

هو: إن لم تكن ارتباك اليقين من طول شعرة معاوية، فهي دُبٌ يفترس جيفة الانتظار على نافذة الجليد

هي: إن لم تكن الذراع الفاصل بين الصوت والصدى، فهي خنجر يمني على خصر حق العودة

القلق:

هو: إن لم يكن مجمعَ نفاياتِ الحياة، فهو عضوٌ ناشطٌ في مؤسسة ديالكتيك المستقبل

هي: إن لم يكن علاماتَ الشيّبِ في رأس قانونِ الطوارئ، فهو تساقطُ شَعرَ الرغبة في الاستمرار

الحرب:

هو: إن لم تكن فورانَ حليب الشر، فهي رئةُ الشركاتِ مُتعددة الجنسياتِ

هي: إن لم تكن جنازةَ العقل، فهي عرسُ زفافِ القوةِ الفائضة

الموت:

هو: إن لم يكن عودةَ السَلَمون إلى رأسِ النهر، فهو نظامُ إعادةُ تدوير في مشروعِ الاستدامة البيئية

هي: إن لم يكن استراحةَ الحياة من ظلّلها، فهو من فصيلةِ حبوبِ منع الحملِ

الحياة:

هو: إن لم تكن عملة بألف وجه، وإشاعةً ورائها مؤامرة كونية، فهي عقدُ استئجار للسكنِ المؤقت

هي: إن لم تكن فاصلاً إعلانياً في مسلسل الموت، فهي غرفةُ مراهنة بين الخير والشر

الأرض:

هو: إن لم تكن بكتيريا تحت المجهر الكوني، فهي غرفةُ تدخين للمسافرين على متن الزمن

هي: إن لم تكن الأم الثكلى، فهي ساحةُ صراع بين الجمالِ والخرابِ، سينتهي بالضربة القاضية

الخمرة:

هو: إن لم تكن داءً لاحتواء تمرُّد الذاكرة، فهي قطراتُ الندى العالقة بجسدكِ وأنتِ خارجةً من البحر

هي: إن لم تكن مهدئاً لجهاز القلب، فهي مطرقةٌ لكسرِ حواجز الاحتلال بين قريتي ومدينتُكَ

الملابس:

هو: إن لم تكن نَصاً قابلاً للتأويلِ والتغيير، فهي جدارُ الفصل العنصري بين الصالون وغرفة والنومِ

هي: إن لم تكن غلافَ الرسالة، فهي سُترةٌ واقية من جنونِ رصاصِ الرغبةِ في عينيكَ

الزواج:

هو: إن لم يكن رغيفَ خبزٍ ساخِن، فهو آخرُ الأمنيات، ورزنامةُ سجينٍ على حائطِ زنزانته

هي: إن لم يكن شرشفَ الرغبة، فهو عسلٌ مغشوش وآخرُ هواجسِ الحرية

السعادة:

هو: إن لم تكن الذبذباتَ التي تصِلني من رفيفِ أجنحةِ فمكِ، فهي زلةُ لسانَ اللغةِ

هي: إن لم تكن العلاقةَ بين النحلِ والزهرِ، فهي طقوسُ تنظيف الأنا، لزيادةِ العمق وتقصيرِ المسافة بيننا 

الموسيقى:

هو: إن لم تكن اللهب الأزرق والمساحة الفاصلة بين الجنة والنار، فهي رسالة الله للتخلص من بذور الشر

هي: إن لم تكن سماداً عضوياً يرفع خصوبة الروح، فهي طريقةٌ لاستدراجِ الشجر لمغادرة الخريف

الكتابة:

 هو: إن لم تكن ثرثرة قلم مُقعد بين السطور، فهي ردة فعل صامتة سببها ارتفاع درجة حرارة الروح

هي: إن لم تكن فتح صناديق بارود القلق، فهي بحيرات ساخنة مشبعة بالمعادن وصالحة للاستحمام

+ -
.