في «يوم البيئة العالمي»، أطلق «برنامج الأمم المتحدة للبيئة» نداءات تخاطب المجتمعات والأفراد. تشمل تلك النداءات ما يلي: كن نباتيّاً لمدة أسبوع. أصلِح المواسير والصنابير. بدّل الإضاءة إلى إضاءة موفّرة للطاقة. استخدم الدراجة. أعِدْ استخدام الأشياء القديمة بدلاً من إلقائها في القمامة. كما خصّص برنامج «يونِب» موقعاً إلكترونيّاً تصدّرت صفحته الأولى عبارة «أحلم بعالم أفضل». وفي تلك الصفحة، كوّن سفراء النوايا الحسنة «فريق الأحلام» كي يشجّعوا الناس على تداول أحلامهم وأفكارهم المتعلّقة ببيئة كوكب الأرض. وانضمّ إلى «فريق الأحلام» أخيراً النجم الشهير ليوناردو دي كابريو. ويتشارك أيضاً برنامج «يونِب» و»منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة» (الـ»فاو») في مبادرة عن الغذاء ترفع شعار: «فكّر.. كُلْ.. وفّر».
مواجهة الهدر في 7 خطوات
تشارك منظمة الـ «فاو» للأغذية والزراعة بقوة في معرض «إكسبو ميلانو 2015». وأصدرت بياناً بمناسبة الاحتفال بـ «يوم البيئة العالمي» يشدّد على خطورة الوضع الغذائي عالميّاً.
ويرد في البيان أن «معظم الناس لديهم طعام مهدور، فالبعض يرميه والبعض يتركه فيفسد… أكثر من أربعين في المئة من خسائر الأغذية تحدث في البلدان الناميّة، خلال مراحل ما بعد الحصاد والتجهيز. وفي البلدان الصناعية المتقدّمة، تسجّل خسائر في الطعام تفوق الأربعين في المئة، وتحدث غالباً على مستوى تجارة التجزئة والمستهلك».
وفي إطار الاهتمام بمسألة الإنتاج والاستهلاك المستدامين ودور الأفراد والسلوك اليومي في تحقيق الاستدامة، طرحت الـ «فاو» دليلاً مبسّطاً للأفراد يتكوّن من سبع خطوات. وتتدرّج بأن تبدأ أولاً بالتشديد على التبضع بذكاء وتجنب العشوائية في الشراء. وثانياً، يأتي دور التحلي بالشجاعة عند شراء الخضروات والفاكهة، حتى إن لم تكن متناسقة القوام. إذ يلقي كثيرون بخضروات وفواكه بسبب حجمها أو شكلها أو لونها، لكنها تكون صالحة للاستهلاك بنسبة كبيرة. يأتي ثالثاً دور تنظيم الثلاجة المنزليّة، واستهلاك المشتريات الأقدم قبل غيرها. رابعاً، هناك خطوة الحفاظ على الثلاجات بما يكفل استمرارها في العمل بكفاءة جيّدة. خامساً، هناك ضرورة للتأكّد من تاريخ صلاحية الأغذية، فثمة من يبيع تلك المنتجات قبل نهاية صلاحيتها بوقت قليل جداً. سادساً، تبرز نصيحة عن ضرورة الاحتفاظ ببقايا وجبتك لتأكلها في وقت آخر ولا تلقها في القمامة. سابعاً، يجدر التفكير في طُرُق تحويل بقايا الأغذية إلى سماد عضوي يصلح لتغذية النباتات المنزليّة والحدائق الخاصة.
العرب والتحدي الغذائي
في الإطار العربي، يعتبر الأمن الغذائي واحداً من أهم التحدّيات التي تواجه البلدان العربية التي تستورد أكثر من نصف حاجاتها من الغذاء، ما يجعل أمنها الغذائي في موضع الهشاشة المستمرة.
وتتوقّع تقديرات صادرة عن منظّمات دوليّة مختلفة، أن يصل عجز الغذاء عربيّاً إلى ما يتراوح بين 50 و90 مليون طن سنويّاً بحلول العام 2020، مع وجود تفاوتات في الرقم بين دولة عربيّة وأخرى. وبصورة عموميّة، تتأثر معظم البلدان العربيّة من تسارع معدلات النمو السكاني التي تمثّل ضغطاً كبيراً على مختلف الموارد الطبيعيّة.
ففي العام 2007 كان عدد سكان الدول العربيّة يقارب 335 مليون نسمة، لكنه ربما تجاوز 586 مليون نسمة بحلول العام 2050، وفق تقرير «توقّعات البيئة العربيّة». ويشير التقرير عينه إلى أن العوائق الرئيسيّة التي تحدّ من إمكان تحقيق الأمن الغذائي في المنطقة العربية، تشمل محدوديّة مساحات الأراضي الزراعيّة المنتجة للغذاء، ونقص المياه المتسارع، والفقد المستمر للتنوّع البيولوجي، إضافة إلى التصحر والجفاف وتدهور التربة وغيرها. ألم يحن الوقت لمراجعة أفكارنا وسلوكياتنا تجاه الموارد الطبيعيّة كلها؟ لماذا لا يكون الترشيد منهجنا؟