
أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم الأحد أن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) تراجع إلى بعد كيلومترين عن مدينة الحسكة في شمال شرقي سورية إثر اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية، وتزامناً مع مشاركة الأكراد في المعارك للمرة الأولى منذ بدء الهجوم.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “داعش تراجع ليلاً إلى محيط سجن الأحداث الواقع على بعد كيلومترين من المدينة، بعدما كان وصل إلى مشارفها فجر الخميس الماضي”.
وأشار المرصد إلى أن القوات الحكومية تمكّنت من التقدم في جنوب المدينة وأرغمت التنظيم على التراجع” بعد “قصف كثيف على نقاط تمركز التنظيم في المنطقة”.
وأوضح عبد الرحمن أن المعارك مستمرة في محيط سجن “الأحداث” الذي لا يزال تحت سيطرة مقاتلي التنظيم، بعدما تمكّنوا الأربعاء الماضي من طرد القوات الحكومية منه ومن مواقع مجاورة عدة، بينها شركة الكهرباء.
وسجن “الأحداث” هو مبنى قيد الإنشاء اتخذته القوات الحكومية مقراً لها قبل أن يسيطر عليه التنظيم المتطرف إثر بدئه هجوماً عنيفا في 30 أيار (مايو) الجاري في اتجاه مدينة الحسكة، مركز محافظة الحسكة، والتي تتقاسم السيطرة عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية والقوات الحكومية.
وقالت “وكالة الأنباء السورية” الرسمية (سانا) إن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تُحكم سيطرتها على محطة تحويل الكهرباء الرئيسية ومعهد الأحداث وقرية الوطواطية والمشتل الزراعي في ريف الحسكة”.
وتزامن تراجع التنظيم جنوب الحسكة مع مشاركة مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية للمرة الأولى علماً أن الأكراد يسيطرون على الأحياء الغربية والشمالية للمدينة.
وقال عبد الرحمن إن المقاتلين الأكراد يتولون الدفاع عن الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة حيث يتواجدون، لكنهم عملياً يقاتلون والقوات الحكومية ضد جهة واحدة هي تنظيم داعش.
ولم يشارك الأكراد في القتال في الأيام الماضية، ما جعلهم عرضة لانتقادات عدة، كوصف صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات الخميس الماضي عدم مساندة الأكراد للنظام بـ”التخاذل”.
وقال عبد الرحمن إن “تصدي مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لتنظيم داعش يأتي بعد انتقادات من مختلف مكونات المدينة الذين عقدوا اجتماعات متتالية في الأيام الأخيرة مطالبين الأكراد بالمشاركة في الدفاع عن المدينة”.
وأضاف: “وافق الأكراد على القتال بعد التعهد بالاعتراف بهم كقوة مقاتلة أساسية في المدينة”.
وأسفرت العمليات العسكرية منذ اندلاعها عن مقتل 71 عنصراً من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها بينهم قائد “كتائب البعث” في الحسكة، و48 عنصراً على من تنظيم “داعش”، بينهم 11 فجّروا أنفسهم بعربات مفخخة في مواقع للقوات الحكومية.