«داعش» يريد تدمير «ساحة الحرية» في عين العرب

يستميت عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للوصول إلى «ساحة الحرية» في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية لتدميرها وتصوير وجودهم في مركز المدينة للتأثير في معنويات «وحدات حماية الشعب» الكردي التي صدت أمس هجوماً جديداً للتنظيم مستفيدة من غارات مقاتلات التحالف الدولي- العربي.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن مقاتلات التحالف شنت الجمعة والسبت ست غارات على عناصر «داعش» الذين يحاصرون المدينة منذ أسابيع وسيطروا على 40 في المئة منها.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن «مجموعة من (تنظيم) الدولة الإسلامية حاولت التقدم بعد منتصف ليل الجمعة- السبت، باتجاه ساحة الحرية وسط مدينة عين العرب في استماتة منهم للتقدم والتصوير والانسحاب السريع، من أجل ضرب معنويات وحدات حماية الشعب الكردي حيث دارت اشتباكات عنيفة عند أطراف الساحة أدت الى مقتل عدد من عناصر التنظيم وانسحاب الآخرين إلى الأحياء الشرقية».

وكان عناصر «داعش» شنّوا هجوماً «كبيراً» من جهة الجنوب عند منتصف الليل في محاولة لبلوغ وسط المدينة، إلا أن المقاتلين الأكراد نجحوا في صدهم. وقال مدير إذاعة «آرتا أف.أم» الكردية مصطفى عبدي: «نسمع أصوات اشتباكات لا تتوقف». وشدد على أن «لا أحد من المقاتلين ملزم بالبقاء، لكن الجميع لا يزالون هنا، وقرروا الدفاع عن المدينة حتى آخر طلقة». لكن «المرصد» أشار إلى «محاولات متواصلة من جانب التنظيم للتقدم نحو وسط المدينة».

وقال رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم: «نحن في حاجة ماسة إلى مساعدة تركيا»، مضيفاً: «سيكون أمراً جيداً لو تفتح تركيا حدودها بأسرع وقت ممكن لمرور الأسلحة إلى المدافعين عن كوباني». لكنه رفض دخول الجيش التركي إلى عين العرب، معتبراً ذلك «احتلالاً».

ومنذ بدء الهجوم على عين العرب في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي، قتل أكثر من 550 مقاتلاً في اشتباكات في المدينة التي أصبحت رمزاً لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مناطق واسعة من سورية والعراق المجاور، وفق أرقام «المرصد».

وفي هذا السياق، يعقد القادة العسكريون في الدول المشاركة في التحالف الدولي، وعددها 21، اجتماعاً في واشنطن الأسبوع المقبل، في وقت أعربت الولايات المتحدة عن خشيتها من وقوع اعتداءات في العالم ضد المصالح الغربية رداً على العمليات العسكرية ضد «الدولة الإسلامية» في سورية والعراق. وسيقدم الجنرال لويد أوستن قائد القيادة الوسطى تقريراً حول الضربات بصفته المشرف على الحملة الجوية.

في برلين، قال وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير في مقابلة تنشر اليوم: «نحاول إقناع البلدان العربية وتركيا وإيران بأن من الضروري أن تقاتل سوية تنظيم الدولة الإسلامية»، في وقت نقلت وسائل إعلام إيرانية عن نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان، أن إيران حذرت واشنطن من أن أمن إسرائيل سيكون في خطر إذا سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد باسم محاربة «داعش»، مؤكداً أن طهران وواشنطن تبادلتا «رسائل» في شأن محاربة التنظيم.

على صعيد المواجهة بين القوات النظامية  السورية ومقاتلي المعارضة، استمر مقاتلو المعارضة وبينهم عناصر من «حركة أحرار الشام الإسلامية»، التقدم الى «مؤسسة معامل الدفاع» في حلب شمال البلاد. وأشار «المرصد»، الى «استمرار الاشتباكات في قرية العدنانية القريبة من معامل الدفاع، في محاولة من حركة أحرار الشام الإسلامية السيطرة على القرية الاستراتيجية» بعد سيطرتها على قرية صدعايا المقابلة لـ «معامل الدفاع» أمس وسبع قرى أخرى في اليومين الماضيين. وقال نشطاء إن التقدّم الأخير للمعارضة سمح لها بـ «تحييد جزئي» للطيران المروحي الذي أصبح في مرمى مضادات مقاتلي المعارضة.

سياسياً، استأنف المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا جولته الإقليمية التي تشمل الأردن وإيران ولبنان وقطر، في وقت أعلنت الخارجية الروسية السبت أن دي ميستورا سيصل إلى موسكو في 21 الشهر الجاري للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

ونقلت وكالة «انترفاكس» عن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف انتقاده واشنطن لأنها لم تردّ بعد على اقتراح إعادة إطلاق محادثات في شأن الأزمة في سورية، معرباً عن الأمل في أن تساهم زيارة الموفد الدولي في إعطاء زخم للمفاوضات. وأضاف: «نعتبر زيارته مهمة لأنه بحلول ذلك الوقت يكون قد زار العواصم الرئيسية كافة في المنطقة (الشرق الاوسط) والتقى عدداً من الشخصيات السياسية». وأضاف: «نتوقع منه أن يحمل أفكاراً جديدة نتيجة اتصالاته في المنطقة ونأمل أن يساعد ذلك في عملية التفاوض السياسي التي لسوء الحظ توقفت في الأشهر القليلة الماضية».

+ -
.