شنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجوماً مضاداً على القوات النظامية السورية في وسط البلاد ونقل تسع دبابات استولى عليها، الى اطراف عين العرب (كوباني) الكردية لاستخدامها في المعارك الدائرة مع الأكراد السوريين المدعومين من قوات «البيشمركة».
وأفاد المكتب الإعلامي لـ «داعش» بأن 20 قرية كردية في ريف حلب الشمالي «بايعت» زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي، فيما واصلت «جبهة النصرة» تمدّدها في شمال غربي البلاد بعد يومين من غارات أميركية على مواقعها. (للمزيد)
وأعلن الجيش الأميركي أن مقاتلات التحالف الدولي – العربي شنّت ثماني غارات استهدفت سبع منها ثلاث وحدات صغيرة لـ «داعش» وسبعة مواقع قتال ودمّرت قطعة مدفعية، فيما دمّرت غارة أخرى بعض مخزونات الأسلحة في تل أبيض في شمال شرقي سورية قرب حدود تركيا.
وكانت القوات النظامية استعادت اول امس حقل الشاعر للغاز في وسط حمص، بعد أسبوع من سيطرة «داعش» على أقسام منه. لكن نشطاء معارضين أفادوا لاحقاً بأن عناصر «داعش» شنّوا هجوماً مضاداً على الحقل و «قتلوا عشرات الجنود ودمروا 7 دبابات واستولوا على تسع دبابات من رتل قاده العقيد سهيل الحسن (الملقب بالنمر) في منطقة الجرش».
وقال إدريس نعسان وهو مسؤول كردي محلّي في عين العرب إن عناصر «داعش» سيطروا على تسع دبابات في هجوم على حقل الشاعر ونقلوها إلى عين العرب. وأضاف: «لذلك نحتاج إلى تنسيق أكبر مع قوات التحالف والمزيد من الأسلحة الثقيلة بخاصة الأسلحة المضادة للدبابات وأسلحة أخرى للتصدي لمدافعهم وصواريخهم وقذائف المورتر التي لديهم».
وكان عبدالعزيز تمّو المسؤول في «البيشمركة» في عين العرب، قال لـ «الحياة» في اتصال هاتفي إن تركيا نقلت اول امس اسلحة ثقيلة وذخيرة الى الأكراد لكن شرط ان يتم ذلك ليلاً وبهدوء كي لا تثير تظاهرات تأييد من اكراد تركيا كما حصل سابقاً، لافتاً الى ان مساء اول امس شهد «اشرس المعارك» في عين العرب منذ بدئها قبل نحو 50 يوماً اذ ان «داعش» شن هجوماً مضاداً بعدما نجح الأكراد في تحجيم تقدمه في المدينة.
وأشار تمّو إلى أن غرفة العمليات في عين العرب أبلغت غرفة العمليات الأميركية – الكردية في شمال العراق بإحداثيات مواقع «داعش» في عين العرب، فشنّت مقاتلات التحالف خمس غارات مركزة على التنظيم. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن اشتباكات عنيفة دارت أمس في منطقة البلدية وساحة الحرية وإن «داعش» قصف بثلاثين قذيفة مناطق في عين العرب.
وأفاد المكتب الإعلامي لـ «ولاية حلب» في «داعش» بأن 30 قرية كردية «بايعت» البغدادي خلال صلاة الجمعة امس. ووزّع المكتب فيديو، تضمّن مقابلات مع أكراد يؤيدون «داعش» ويتحدثون عن «الأمن والأمان في قرانا منذ مجيء (تنظيم) الدولة».
على صعيد المواجهات بين قوات النظام والمعارضة، قال «المرصد» إنه «قُتل ما لا يقل عن 26 من عناصر قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام خلال هجوم نفّذته جبهة النصرة وكتائب إسلامية، على منطقة بيت تيما أمس. كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 14 مقاتلاً من النصرة والكتائب». وتقع بيت تيما ذات الغالبية الدرزية إلى جنوب غربي دمشق قرب جبل الشيخ الواقع على الحدود اللبنانية – السورية.
في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن «جبهة النصرة مدعّمة بتنظيم جند الأقصى، سيطرت على قرى سفوهن والفطيرة وحزارين في ريف إدلب الجنوبي». وأشار نشطاء إلى أن «النصرة» واصلت اقتحامها مراكز «جبهة ثوار سورية» برئاسة جمال معروف بعد يومين من غارات شنّتها مقاتلات التحالف على مواقع لـ «النصرة» و «أحرار الشام» وتنظيم «خراسان» التابع لتنظيم «القاعدة».